بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين..اما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوة الإيمان أوصيكم بتقوى الله جل وعلا في الغيب والشهادة والسر
والعلن وإتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا فإن الله تبارك
وتعالى أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين وحجة على العباد أجمعين.
أرسله الله على حين انقطاع من الرسل فهدى الله به إلى أقوم الطرق
وأوضح السبل وبصر به من العمى وأرشد به من الغي فتح الله به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا فأكمل الله به
الدين وأتم به النعمة قال تعالى﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)
ان الإسلام حينما يتراجع أمره وحينما يختصم أهله يُعزى ذلك في
الدرجة الأولى إلى البدع التي ظهرت فيه فالكتاب والسنة ما ان نعتصم بهما فلن نضل أبدا,ولن نختلف أبدا,فأخطر شيء يصيب
الدين أن يُزاد فيه أو أن يحذف منه ,هذا المنهج القويم الذي ارتضاه الله لعباده إذا حذفنا منه أو أضفنا عليه شوهنا معالمه وإذا شوهنا معالمه فقد قيمته ولن نقطف ثماره..
اعلموا رحمكم الله..البدعة تدل على أمور منها:ـ الاختراع والإنشاء والإبداع..فما تحدث بدعة في الأمة الإسلامية إلا وقد حدث مثلها.أو ما يشابهها في الأمم السابقة, لأن أهل الضلال يجتمعون على أسباب إذا وجدت اتفقت النتائج عندهم جميعا أو تشابهت. من هذه الأسباب:الغلو وإتباع الهوى والجهل بدعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام.
ولكل طائفة من طوائف المسلمين المبتدعة تشبه بما قبلها..فهؤلاء الرافضة يقول عنهم ابن تيمية(ولهذا كان بينهم وبين اليهود من المشابهة..اتباع الهوى,وغير ذلك من أخلاق اليهود,وبينهم وبين النصارى من المشابهة في الغلو,والجهل, واتباع الهوى,وغير ذلك من أخلاق النصارى.وأشبهوا هؤلاء من وجه.وهؤلاء من وجه
إن الآيات الدالة على ذم
البدعة وكثيرا من الأحاديث أشعرت بوصف لأهل
البدعة وهو الفرقة الحاصلة حتى يكونوا بسببها شيعا متفرقة لا ينتظم شملهم بالإسلام وإن كانوا من أهله وحكم لهم بحكمه..يقول الله تعالى(إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء)وقال أيضا(وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) إلى غير ذلك من الآيات الدالة على وصف التفرق,وفي الحديث (ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة)والتفرق ناشئ عن الاختلاف في المذاهب والآراء كقوله تعالى (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا)والله عز وجل ذكر هذا في القرآن عندما قال (ورهبانية ابتدعوها) ويعني بذلك سبحانه..النصارى الجهلة المتخلفين الذين أرادوا أن يعبدوا الله لكن عبدوه بجهل فاتخذوا لأنفسهـــم طقوسا وبدعا وأشياء ما أنزل الله بها من سلطان فوقعوا في الضلال والبدعة.
قال سفيان الثوري.البدعة أحب إلى إبليس من المعصية لأن
البدعة قليل من يتوب منها أما المعصية فكثير من يتوب منها فالمبتدع يرى أنه محق وأنه على صراط مستقيم وأنه مهتد فلا داعي عنده إلى أن يتوب. لأنه يظن أنه على صراط مستقيم..ولا حول ولا قوة الا بالله..
ومن أسباب البدع:ـ
السبب الأول:ـ (الجهل بالأثر.وليس هناك معصية أعظم من الجهل)وإذا وجد الجهل في أمة فإنها قد سُحقت.وأزيل مجدها.ودك دكت عظمتها.واستولى عليها العدو الباطني والظاهري من كل جانب.لأن الجهل تبعية.والجهل خرافة.والجهل رجعية وتأخر. والجهل عند أصحابه طاغوت من الطواغيت..
السبب الثاني:ـ .(الغلو.فإنه لا يوجد الغلو في أمة إلا وترتمي في الابتداع.والغلو ليس مطلوبا في الإسلام بل هو مذموم.قال تعالى(قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ) والرسول صلى الله عليه وسلم يقول(هلك المتنطعون.هلك المتنطعون. هلك المتنطعون)وفي رواية (المتعمّقون والمتفيهقون والمتشدّقون).ولكن كلمة الغلو في عالمنا اليوم استخدمت في اتجاهين.وعلى محورين.استخدمها أناس فجرة فسقه فوصموا بها أهل الخير كلهم دون استثناء وهدفهم حرب الإسلام بهذا الأسلوب.واتهموا الشباب الصالح بأنهم يأخذون
الدين من قشوره دون لبّه وأساسه.وهم يكذبون في هذا,فليس هدفهم هو الدفاع عن الإسلام أو الحرص على أساسيات الإسلام ولبّه كما زعموا وإنما القصد.الكيد للإسلام بكافة الأساليب المتاحة.ومن ضمنها وصم أهله بالتطرف. واستُخدم استخداما صحيحا عندما أطلق على فئة قليلة من المسلمين أرادت أن تغلو وتتنطع في دينها وجارت في أحكامها على المسلمين فكفّرتهم أو حاربتهم أو أنها لم تعذرهم وألزمتهم بما لم يلزمهم الله
السبب الثالث: ـ (إتباع المتشابه من النصوص القرآنية.ومن السنة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام,فهي نصوص عامة تحتمل التأويل وتحتمل أنواع الاستنباط قال تعالى(فأمّا الّذين في قلوبهِم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويلَه إلا الله والرّاسخون في العلمِ يقولون آمنّا به كلّ من عند ربنا وما يذكر إِلا أولوا الألباب)والمحكم في القرآن كثير والمتشابه قليل.وعلماء الإسلام وأهل السنة يقولون.أما المحكم فنؤمن به ونعمل به.وأما المتشابه فنؤمن به ونكل علمه إلى الله.لكن أهل البدع أخذوا بالمتشابه.فزاغوا وأزاغوا وضلّوا وأضلوا بجهلهم وإتباعهم المتشابه
إخوة الإيمان..إن البدع ضررها عظيم وأثرها خطير قال الإمام مالك بن أنس (من أحدث في هذه الأمة شيئا لم يكن عليه سلفها فقد زعم أن رسول الله خان الرسالة ) فالبدع مضادة للشرع ومراغمة للشارع حيث إن المبتدع نصب نفسه مستدركا على الشريعة مكملا لها فاتقوا الله عباد الله فإن
البدعة لا تزيد صاحبها من الله إلا بعدا قال ابن القيم رحمه الله(وكل عمل بلا اقتداء.أي بالنبي صلى الله عليه وسلم.فإنه لا يزيد عامله من الله إلا بعدا فإن الله تعالى إنما يعبد بأمره لا بالآراء والأهواء )
ختاما:ـ .إخوة الإيمان
احرصوا على ترك البدع صغيرها وكبيرها ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا فإنه بحسب متابعتكم للرسول صلى الله عليه وسلم تكون لكم الهداية والصلاح والنجاح فإن الله سبحانه وتعالى علق سعادة الدارين على متابعته صلى الله عليه وسلم وجعل شقاوة الدارين في مخالفته فلأتباعه الهدى والأمن والفلاح وطيب العيش في الدنيا والآخرة ولمخالفيه الذلة والصغار والضلال والشقاوة في الدنيا والآخرة. واقبلوا على كتاب ربكم وسنة نبيكم وزنوا أقوالكم وأعمالكم بما فيهما فما وافق ذلك قبل وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله كائنا من كان
منقول للأهمية