maximilianos86 منصوري نشيط
الجنس : عدد الرسائل : 29 العمر : 37 الموقع : افني العمل/الترفيه : مدرس المدينة : مراكش البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 04/08/2011 نقاط : 58
| موضوع: طفل في محفظة الأربعاء فبراير 08, 2012 5:50 pm | |
| طفل في محفظة
كتبها علاوة حاجي ، في 29 أكتوبر 2007 الساعة: 08:17 ص قصة قصيرة ]هذه أول ليلة يقضيها داخل محفظة، هو لم يفعل ذلك لأنه يهوى قضاء الليالي داخل المحافظ، وهي لم تستوعبه لأنها كبيرة فحسب، بل لأن جسده الضئيل قد يختبئ في أي مكان! من داخلها سمع أباه يصرخ: أين يمكن أن يختبئ ذلك الفأر الصغير؟ ثم صوت أمه التي توزع المهام على إخوته العشرة: أنت ابحث عنه فوق، وأنت تحت.. أنت ابحث عنه هناك، وأنت فتشي عنه هناك…لا تتركوا مكانًا دون أن تبحثوا فيه جيدًا، أنتم تعرفون أن بإمكانه الاختباء في أي مكان. - ربما أكله القط! كان قد نام دون أن يسمع هذا التعليق الخبيث الذي صدر من أحد إخوته، والقهقهات التي تلته، والصفعة القوية التي ختمت المشهد! *** - أتسمي هذا كرّاسًا أيها الصعلوك الصغير؟ لم تكتف المعلمة بإمساكه من أذنيه وجذبهما بشدة، بل ضربته بالطلاسة نافضة غبار الطبشور على رأسه، ضحك زملاؤه الذين يطلقون عليه لقب القزم، فشعرت المعلمة بأنها تقوم بعمل بطولي، وراحت تشد أذنيه بقوة أكبر كلما ارتفعت أصوات التلاميذ بالضحك. بعد نهاية الدرس، خرج من الصف منهكًا، جسده منحن إلى الأرض وأذناه اللتان اصطبغتا باللون الأحمر تؤلمانه، محفظته الضخمة تثقل كاهله، وبدا مثل حمال مسنٍ بائس.. نزع المحفظة من على ظهره وراح يجرها في الوحل حتى وصل إلى المنزل. حين رأته أمه مكتسيًا بياض الطبشور، ومحمر الأذنين، صرخت: ماذا حل بك يا ولد؟ - ضربتني المعلمة. - مستحيل.. كيف تجرؤ على اتهام الآنسة بديعة بمثل هذا الكلام أيها الكاذب؟ ولما كان الكلامُ أحدَ جُزئي معاملة الأم مع أبنائها، فقد أردفته بصفعة كادت تسقطه أرضا. عندما عاد والده من العمل في آخر النهار، هرع إليه ليشكو قسوة أمه ومعلمته، وبما أنه رأى محفظته الملطخة بالوحل، فقد جاد عليه بصفعتين اثنتين هذه المرة. انسحب الطفل إلى إحدى الغرف وهو يبكي، ومنها سمع أباه يقول لأمه: - يبدو أن المحفظة كبيرة عليه. - صحيح، لدرجة أنني أصبحت أشك في أنها أثرت على نموه. - بسيطة.. سأرميها غدا وأشتري له محفظة جديدة. حين سمع هذا الكلام، اتجه مباشرة إلى محفظته، دخل إليها، تكوم فيها وهو يتمنى أن يرميه أبوه معها في الصباح، ليشتري محفظة جديدة وطفلاً جديدًا!. ***فازت هذه القصة بالجائزة الأولى لمسابقة القصة القصيرة التي تنظمها مجلة العربي الكويتية وإذاعة بي بي سي، سبتمبر 2007م. *** قراءة وتعليق: د. واسيني الأعرج* القصة الأولى، قصة المحفظة تستحق أن تكون قصة للأطفال بامتياز. عالمها واضح المعالم إذ يسلك فيها الكاتب مسلكا دراميا منذ البداية. يتعلق الأمر بطفل لا يجد له مكانا في عالم الكبار الظالم الذي لا يسمع لنداءات الاستغاثة. ينطلق الحدث من خطأ ارتكبته السيدة بديعة المعلمة في حق الطفل بضربه. فيعمَّم الخطأ فيما بعد على أساس أنه الحقيقة، حتى ولو كان الطفل يعرف تفاصيل الحقيقة ولكن لا المعلمة ولا الأم ولا الأب ولا حتى إخوته العشرة يسمعون لنداءاته الداخلية. وتنتهي العائلة إلى قرار رمي المحفظة لأنها هي السبب في قصور نمو الطفل وذكائه لكبرها، فيركض الطفل نحوها للاختفاء فيها ليمكن والده من شراء محفظة جديدة وطفل آخر. واضح أن القصة تقدم درسًا أخلاقيًا حيًا، من خلال المخيال الطفولي الذي تنسجه ولكنها لا تقدمه بشكل مباشر وبطريقة تعليمية فجة، ولكن من خلال هشاشة طفل كبير الحساسية والوعي، من خلال عالمه الصغير. *** ما يميز هذه القصص المختارة، هو ارتقاؤها إلى مرتبة خرجت فيها من تصوير الحياة المباشرة، باتجاه خلق عالم قصصي مواز وجميل فيه شيء من الإدهاش. اعتمد القصّاصون في ذلك على لغة واصفة تحاول أن تقنع القارئ بجدوى الموضوع الذي تعالجه. لا توجد فيها زوائد منهكة لفعل السرد التي كثيرًا ما تثقل حركية القصة بالحواشي والهوامش الضافية. وعلى الرغم من بعض الأخطاء التقنية واللغوية التي يمكن تصحيحها وتنقيحها بسهولة، تنم هذه القصص عن مواهب حقيقية، لو قدر لها أن تجد مسالكها الطبيعية من نشر ومتابعة نقدية، ستصل إلى تحقيق الغاية الإبداعية التي تجعل منها أصواتًا قصصية عربية خلاقة ومجددة. القصص الأربع، كما يتضح من القراءة المقدمة لها، تشتغل على موضوعة إنسانية انطلاقًا من أربع موتيفات للحكي اختارها كل واحد من القصّاصين باستقلالية وهي متواشجة فيما بينها: الطفولة، الحلم، الطغيان ثم الاغتراب، كلها موضوعات حسّاسة، صاحبت الإنسان منذ بدء الخليقة ولا تزال. والذي أهَّل هذه القصص لتحقيق نجاح طيب هو خروجها من دائرة الخطابة والوثوقية، التي طبعت الكثير من القصص. ليس الأدب في حاجة إلى منبرية لكي يقنع قارئه إذ تكفي اللمسة الصغيرة وتحسس الهشاشة الإنسانية الدفينة، لكي تحرك مواجعنا وأشواقنا كقراء. ـــــــــــــــــــ * كاتب وروائي جزائري.
[/size] |
|
شمس مراقبة عامة
الجنس : عدد الرسائل : 24544 العمر : 35 العمل/الترفيه : جامعية المدينة : الجزائر البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 05/07/2009 نقاط : 35206
| موضوع: رد: طفل في محفظة الجمعة فبراير 10, 2012 8:55 am | |
| ينقل للقسم الانسب |
|