كثيرا ما أسمع هذا الموضوع: الزواج من موظفة أو ربة بيت, فالأمر في حقيقته هو أنه يشبه وزيري الداخلية و الخارجية. فأحداهما تسير الأمور خارجا باعتمادها على الداخل و ربة البيت تسير بيتها بالاعتماد على الداخل والخارج, فهما تشتركان في القيام بالعمل و تختلفان في الاختصاص فقط فما أحوجنا لمن يهتم بالداخل قبل خارجه.
اولا أحب يا أعزائي أن أحكي لكم قصة واقعية من بين الكثير من القصص المتداولة في هذا الزمان, أعرفكم بأسرة مثقفة الى حد ما, زوجان يعملان معا و لديهم 5 أولاد. كانت الانطلاقة جميلة مريحة, بل كانت فرحة يوم ولادة المولود 1, فقد كانت السعادة تغمرهم يومها ثم ازدادت الفرحة فرحتين بعد ولادة المولود 2 ثم زادت الأفراح بعد ولادة المواليد 3 الآخرين. بطبيعة الحال لم تكن الزوجة موظفة حينها. فقد كان الأمل يملأ الزوج رغبة في إعداد جيل مستقبلي رائع. لكن مع مرور الأيام و صعوبة المعيشة, اشتد الزمن و ضاق و نبت المشاكل فازدادت المصاريف, فكر الزوج مليا في حل من بين كثير من الحلول, و ربما لو كنا مكانه لاخترنا نفس الحل ألا و هو البحث عن عمل لزوجته ليبلغ أهل الدار سعادة الدار. منذ ذلك الوقت بدأت المصائب تنهال على أصحابها, فتسببت الزوجة بعدة مشاكل بالعمل لنقص الخبرة, و عدم احترامها لزوجها بعد الاختلاط بالرجال و النساء و كذا أفاعي العمل المتسببون في التفريق بين الأحبة. انتقلت الزوجة من موضع عمل إلى أخر و من مكان إلى مكان فكانت نفس مشاكل العمل تتكرر حتى صارت مشكلة زوجية. الأطفال لا يأكلون وجباتهم في الوقت المحدد, لا يجتمعون مع أمهم إلا ليلا, فيجدونها متعبة نائمة, فغاب التواصل الذي يقود إلى الحنين و الاستماع إلى مشاكلهم اليومية, فصار الزوج هو الطاهي الدائم, المراعي لحال أطفاله. اشتد الأمر عليه حتى بدا الخصام مرضا في كثير من الأيام. ففقد الأطفال حبهم لأنفسهم, فقدوا الثقة في كل شيء في الأم في الدراسة فتطور الأمر في الكبر إلى رفض الزواج و الخوف منه, بل تتطور إلى كره الزواج بالمرأة الموظفة التي يقال إنها لا تقدر بيتها فما يهمها هو العمل و إثبات الذات للجنس الأخر.
كثيرة هي الدراسات التي أثبتت أن أطفال الأم صاحبة البيت هم الأكثر نجاحا في حياتهم. بل الزوج و إن كان له دخل ضئيل أكثر راحة نفسيا ممن له الكثير و زوجته تعمل. كثير من الناس يعتقدون أن مدونة الأسرة أعطت للزوجة حق امتلاك نصف أجرة الرجل و هذا غير صحيح فلم تذكر المدونة ذلك, و إنما من واجبه الإنفاق على زوجته حتى و إن كانت تعمل ما دام له دخل. طبعا النساء شقائق الرجال و اليد الواحدة لا تحدث صفيقا فالتعاون المتبادل بالاعتماد إلى أسس الشريعة يعد الأمر الأساس لاستمرار الاحترام و المحبة المتبادلين. للزوج واجبات و حقوق و للزوجة واجبات و حقوق أيضا, فمعا يمثلان ميزان الفضائل, فان أخل أحدهما بواجب واحد اهتز الميزان و تخلخل, و يحاسب المخل على ذلك فتفقد القوة فيولد الضعف في بنية الأسرة, فتتآكل رويدا رويدا حتى تهوي أدراج الرياح, فالمشكلة ليس في ربة بيت و لا في الموظفة بل المشكلة فيمن كان أكثرهن إخلالا بواجبه.

انا شخصيا لى وجهه نظر فى عمل المرأه
فأرى ان المرأه يجب ان تعمل اذا كانت فقط فى حاجه الى هذا العمل اقصد المال
اما غير ذلك فبيتها اولى بها وينفق عليها زوجها

صراحة موضوع مهم و رأيي راي الاستاذ مراح