محمد المراح Admin
الجنس : عدد الرسائل : 12775 العمر : 45 العمل/الترفيه : أستاد التعليم الإبتدائي المدينة : أكادير-العمل:اقليم اشتوكة أيت باها- البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 19/07/2008 نقاط : 20059
| موضوع: رجال التعليم "يوثِّقون" معاناتهم مع الظروف المناخية الحالية الأربعاء ديسمبر 05, 2012 2:31 pm | |
| رشيد أكشار : هبة بريس مع بداية كل فصل شتاء، تتجدد المعاناة القديمة الحديثة لتلاميذ المناطق الجبلية و مدرسيهم على مر العقود، ففي الوقت الذي ترتفع فيه حدة النقاشات السياسية و السجالات الإعلامية حول الوضع التربوي بالمغرب، تستعد آلاف الأسر الفقيرة و مئات المدرسين العاملين بالوسط القروي لمعاناة شبه مؤكدة قد تخف حدتها في شتاء و قد تكون كارثية في آخر. بعيدا عن أروقة مكاتب الوزارات و الأكاديميات و النيابات التعليمة المكيفة، يقبع جيش من جنود الخفاء في أعالي الجبال المتجمدة و الفيافي المنقطعة عن العالم الحضري، ليعاين الأستاذ الذي تلقى أحدث أنواع و طرائق التدريس مناخا اجتماعيا شبه بدائي، سواء في حيث ظروف العمل أو وسائل التنقل أو مستلزمات الحياة الخاصة، مصطدما بواقع تعليمي كارثي لم يسبق و أن تناولته مراجع مراكز تكوين المعلمين. أطلق العديد من أساتذة التعليم القروي خاصة في شقه الابتدائي العديد من الصفحات الفايسبوكية و المنتديات الخاصة، بغية التعريف بجندي غير مسلح سوى بعزيمته على البقاء موظفا إلى أن تقرر الوزارة الوصية أن يكون حضاريا، أسوة بزملائه و زميلاته المحظوظين. إن كان للمعلم أمل في معانقة شوارع مسقط رأسه يوما في ظل حركة اتنتقالية متدنية النتائج و محتكرة من قبل لوبيات نقابية مسبوقة الدفع، فإن التلميذ القروي لا يملك سوى أن يعد سنواته الست عداًّ، في مواجهة برد الشتاء اللافح للوجوه و الأنامل من شدة البرد، و انقطاع شبه كامل عن أي مورد لمستلزمات الحياة اليومية هذا إن أطال الله في عمره ليضع إليتيه على مقاعد الدراسة. فايسبوكيون تربويون تناولوا بشدة موضوع الطقس القاسي لهذا العام، من خلال توثيق معاناة التلاميذ و المدرسين على حد سواء في ظل غياب أي إجراءات موسمية للحد من مضاعفات تدني درجات الحرارة و تساقط الثلوج بمناطق غير معتاد بها، كما هو الحال بجبال تارودانت. فبين تلميذ لا يطيق ضم أصابعه بعضها إلى بعض للإمساك بقلمه و آخر غير قادر على الاستواء على خشبات مقعده المتجمدة و غيرها من الأوضاع المزرية التي يعيشها تربويُّو و تلامذة أصقاع المغرب، يبقى الحال على ما هو عليه إلى أن يشاء الله أمر غير هذا. |
|