محمد المراح Admin
الجنس : عدد الرسائل : 12775 العمر : 45 العمل/الترفيه : أستاد التعليم الإبتدائي المدينة : أكادير-العمل:اقليم اشتوكة أيت باها- البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 19/07/2008 نقاط : 20059
| موضوع: رجل التعليم : من رسول للعلم إلى عدو للمجتمع الإثنين يناير 14, 2013 11:59 am | |
|
"كاد المعلم أن يكون رسولا " ، عبارة ظلت الأجيال ترددها تمجيدا لمهنة سمتها الأساسية الشرف والنبل ، لكن في عصرنا نرى أن العديد من المنابر الإعلامية أصبحت تستنجد بها بغية افتتاح سيل من الإنتقادات التي ترمي إلى تدنيس صورة مربي الأجيال ومعلمها.
لا يمكن لأحد من أن يحصي عدد المرات التي تبث فيها القناة الثانية، مثلا ، قضايا لرجال تعليم متهمين بالتحرش الجنسي ، رغم أنه في غالبية الأحيان يتم نقل الخبر قبل التأكد ما إذا كان صحيحا أم مجرد افتراء. كما أن كيفية نقل مثل هذه الأخبار توضح بشكل جلي النزعة الإنتقامية التي تحكم جل الإعلاميين المغاربة، وهو ما يترجم أساسا الهجمة الشرسة للإعلام على من جعله شوقي رسولا . وفي نفس السياق نرى كيف تتضامن جمعية اباء وأولياء التلاميذ في مثل هذه القضايا مع الجهات المسؤولة حتى ينال الأستاذ أقصى العقوبات ،لكن سرعان ما ننسى قضية أستاذة فقدت عينها(أستاذة شيشاوة) أو أستاذ كاد أن يذبح من الوريد إلى الوريد( أستاذ اللغة الفرنسية بسلا)، بل أكثر من ذلك نحاول أن نبرأ التلميذ باعتباره مجرد ضحية للمجتمع وأنه يعاني اضطرابات نفسية وهو ما جعله يقدم على هذا الفعل الشنيع. إننا لا نقول أن رجل التعليم شخص مقدس لا يمكن انتهاك حرمته أو أنه غير معرض للإقدام على الخطأ، بل نقر أن هناك من رجال التعليم من ليس لديهم ضميرا مهنيا ولا وعيا بطبيعة المهنة التي يزاولونها ، لكن يبقى ذلك مجرد حالات الشاذة كما هو الحال في باقي القطاعات... ألا يتحرش الطبيب والمحامي والشرطي و...و...و...الأستاذ كذلك رجل كباقي الرجال، والفاهم يفهم... ومما زاد من تبخيس مكانة الأستاذ وقيمته داخل مجتمعنا بعض الجرائد الإلكترونية التي تتحفنا كل يوم بقضايا لرجال تعليم متورطين مع تلميذات ، وفي هذا الصدد أٍرد على الصحفية منال وهبي التي طرحت السؤال التالي في إحدى مقالاتها :" متى يستعيد رجل التعليم هيبته؟"، حيث حملت كامل المسؤولية لرجل التعليم في ما الت إليه الأوضاع في منظومتنا التربوية ، لكنها استهلت المقال على غرار باقي الإعلاميين بمثال لأستاذ على علاقة بتلميذته ذات 15سنة. وهكذا تكون صديقتنا الصحفية أيضا ممن ساهموا في التهجم على رجل التعليم.هل يعتقد مثل هؤلاء أن هذه الفئة تملك عصا سحرية تمكنها من تغيير واقع المدرسة المغربية ؟ ألا تعلم صديقتنا أننا لا زلنا نستعمل الطباشير كوسيلة للتدريس؟ وفي صلة بالموضوع ، يمكنكم الرجوع إلى قاموس الثقافة الشعبية المليئة بالنكت التي تجعل المعلم محط سخرية الجميع، "قاليك هادا واحد المعلم...ههههه" مئات النكت هي التي تبدئ بهذه العبارة ،يا ترى هل المعلم من أراد أن يجعل من نفسه *****شحيحا؟ أم أن هناك أيادي خفية تقف وراء الضرب في مصداقية الرقم الصعب في معادلة المنظومة التعليمية في بلادنا ؟ أخيرا نناشد جميع الغيورين على التعليم ببلادنا أن يقفوا وقفة رجل واحد من أجل رد الاعتبار للأستاذ لأن سلامة وضعيته وتحسينها داخل المجتمع هي من سيساعد على النهوض بهذا القطاع.نرجو من الإخوة الإعلاميين أن يلتفتوا للمبادرات التي لا تعد ولا تحصى داخل مجتمعنا والتي رأت النور بفضل العمل التطوعي لرجال التعليم ، لأن ذلك من شأنه أن يساهم في ترسيخ وإعطاء صورة إيجابية عنهم. زكرياء اليحياوي |
|