محمد المراح Admin
الجنس : عدد الرسائل : 12775 العمر : 45 العمل/الترفيه : أستاد التعليم الإبتدائي المدينة : أكادير-العمل:اقليم اشتوكة أيت باها- البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 19/07/2008 نقاط : 20059
| موضوع: مـعـلـم في الأرياف: حكاية معلم فقد منصبه من أجل أكلة بطاطس الأحد مارس 24, 2013 1:45 pm | |
|
مـعـلـم في الأرياف: حكاية معلم فقد منصبه من أجل أكلة بطاطس الأربعاء, 20 مارس 2013 00:00 زاوية يكتبها الزملاء الصحافيون والمراسلون بالتناوب ترصد واقع التدريس بالوسط القروي من خلال شهادات حية لمدرسين ومدرسات ينحتون الصخر لإنجاح هذا الشيء الذي اسمه "مدرسة النجاح"..فتحية لهم ولهن. تعود تفاصيل هذه الحكاية المثيرة إلى أكثر من 25 سنة ، مسرحها مجموعة مدرسية تقع بدائرة أزمور، وإن لم تخني الذاكرة بالضبط بمنطقة بوسدرة وسط بساتين الحامض المترامية على الضفة اليسرى لنهر أم الربيع. كانت المجموعة المدرسية تحت إمرة مدير مديد القامة قوي البنية يتحدر أصلا من أولاد افرج ، كان في ملامحه بل في كل شيء نسخة طبق الأصل من الزعيم القومي جمال عبدالناصر ، هو مدير يتكلم دائما بالفصحى ولم يعرف عنه حتى بين الناس أنه تكلم بالدارجة ، ويحكى أنه تخاصم مع شخص أمي باللغة الفصحى، هذا الأخير صاح «شهدوا أعباد الله كيعايرني بالفرانسوية». وذات يوم كانت المدرسة قررت أن تحتفل وكباقي المؤسسات في يوم 3 مارس بذكرى عيد العرش ، اتفق المعلمون والمعلمات على مساهمة نقدية لشراء حلويات ومشروبات وتهيئ وجبة غذاء . وقبل 3 أيام من الاحتفال عقدوا اجتماعا حضره إلى جانبهم مدير المدرسة ، أخذ الكلمة من بينهم معلم لم يكن على علاقة طيبة مع المدير ، وكان هو من تكلف بجمع المساهمات من أصدقائه ، وبعد أن استعرض الترتيبات المتخذة لإنجاح الحفل ، وصل إلى وجبة الغذاء المقررة وبما أنه يعرف جيدا أن المدير يهوى كثيرا أكل البطاطس ، قال المعلم لقد اتفقنا على الدجاج بالزيتون ، هنا ثارت ثائرة المدير ليقاطع المعلم الدجاج بالزيتون والبطاطس ، تمسك المعلم بالدجاج والزيتون بدون بطاطس ، وطلب أن تعرض الأكلة التي اختارها على التصويت ، لما خرج المدير خائبا بدون بطاطس ، أرغد سيادته وأزبد وأقسم بيمين الغموس التي تغمس صاحبها في النار مخاطبا دابا تشوف البطاطا إن شاء الله فين غادا توصلك . منذ ذاك اليوم ازدادت العلاقة سوءا بين المعلم والمدير ، هذا الأخير ظل يتحين الفرصة للإيقاع به ، وتأتى له ذلك حين تمادى المعلم في الغياب ، ولم يترك مناسبة لتوسيخ ملفه الإداري أمام النائب والمفتشين ، إلى أن تقرر عرضه على المجلس التأديبي الذي قرر في حقه الفصل عن العمل . كم كانت فرحة المدير كبيرة لاتضاهيها فرحة، لما زار النيابة وعاد إلى مجموعته المدرسية يتأبط قرار فصل المعلم ، بل لم يتوان على تعليق نسخة منه بالسبورة الحائطية ، كما لو أنه يحيط عامة المعلمين والمعلمات ألا يعارضوا أكلة البطاطس، بل وكأنه يطلب منهم أن يرددوا مع الشحرورة صباح بطاطا يا بطاطا ياعيني على البطاطا. عبدالله غيتومي (الجديدة ) |
|