اليوسفية : اعتداءات متكررة على نساء التعليم بالمناطق القروية تطرح أكثر من استفهام

اليوسفية : اعتداءات متكررة على نساء التعليم بالمناطق القروية تطرح أكثر من استفهام

يوسف الإدريسي هبة بريس

أجبر إقدام أحد آباء التلاميذ على شتم و ضرب معلّمة بمجموعة مدارس "الكعدة" بمنطقة "إيغود" التابعة لإقليم اليوسفية، على تقديم شكاية من طرف المعلّمة إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية باليوسفية.

وتعود تفاصيل القضية إلى أمس الثلاثاء 11 من الشهر الجاري وفقاً لما صرّحت به المعلمة صاحبة القضية بأنها فوجئت بوجود مظروف داخل كتاب أحد التلاميذ يتضمّن توصيفات بذيئة في حق المُدرّسة، وحينما أرسلت إلى ولي أمر التلميذ طالبة توضيح ما وُجد في الكتاب، وعوض أن يوضح حيثيات الفعل الغريب تقول الإطار التربوي انهال عليها بالضرب و الشتم و تمزيق الكتب في وجهها، لدرجة تضيف المتحدثة أنه لم يكترث لصراخها و استجدائها لرفقه و أمانه خصوصا وأنها معزولة بالكامل على التجمع السكاني.

وفي نفس السياق، وغير بعيد عن مكان و زمان القضية الأولى تعرّضت أستاذة هي الأخرى إلى صفعات تغيب عنها الرحمة الإنسانية على حدّ توصيفها، إثر هجوم أحد الفلاحين على التلاميذ و هم يدرسون داخل الصف في خرق صارخ لحرمة الفضاأت التعليمية، وعندما استنكرت المعلمة سلوك الفلاح صفعها مهدّدا إياها بمعاودة الكرّة إن تجرّأ التلاميذ على رشق فرسه بالحجارة.

و ارتباطا بالموضوع، استنكر أحد الأطر الإدارية التربوية ما آل إليه الوضع التعليمي بالمداشر و القرى، موردا أن المدير المعني أنجز تقريرا في ذات الشأن خارج قواعده الإدارية في إشارة إلى الوضع غير الآمن الذي أضحت تشهده المدارس التعليمية بالمنطقة، مؤكدا في ذات الوقت حرص مختلف الفعاليات التعليمية على سلامة كافة منسوبي التربية و التعليم من خلال التواصل مع الجهات المعنية وإزالة أي خطر يواجههم.

من جهته أبدى أحد الحقوقيين تخوّفه من تفاقم الوضع الأمني بالمناطق التعليمية القروية التي تشهد خروقات حقوقية في حق رجال و نساء التعليم، موجّها نداءه إلى الجهات المعنية داعيا إياهم إلى تحمّل مسؤولياتهم في حل الإشكالية الأمنية الراهنة.

تجدر الإشارة إلى أنه سبق وأن تعرّضت إحدى المعلّمات في نفس مجموعة المدارس للاغتصاب في ظروف أمنية صعبة، الشيء الذي نتج عنه اهتزازات نفسية وخيمة أثرت بشكل كبير على المسار المهني للأستاذة.