في سابقة من نوعها، بلغت عدد الدعاوى القضائية التي رفعها مدير مدرسة "كروشن" بإقليم خنيفرة 17 دعوى قضائية ضد هيئة التدريس و مساعد تقني، بسبب خلافات حول تسيير مرافق المؤسسة، و عدم تجاوب المدير مع الأساتذة في أكثر من قضية و استفراده بالرأي في التدبير و القرار بالمؤسسة.

 

   مرت قضية الصراع التربوي الذي اتخذ طابعا شخصيا في أكثر من مناسبة بين الإدارة و هيئة التدريس من عدة مراحل، بسبب عدم تقبل المدرسين للطريقة "الاستبدادية" التي يسير بها المدير هذه المؤسسة الابتدائية، حيث سبق و ان قاموا بعدة وقفات احتجاجية داخل المؤسسة و أمام مقر النيابة دون أن تلوح في الأفق حلول وشيكة لوضع حل لمشكل تربوي بلغت أرواقه رفوف محكمة خنيفرة في 17 مناسبة.

 

   يتهم الأساتذة رئيسهم التربوي المباشر بعدة تهم منها: الاستحواذ على الوسائل التعليمية و الدلائل و المراجع التي تتوصل بها المؤسسة، حجز تجهيزات جيل مدرسة النجاح و عدم تمكين الأساتذة منها، إغلاق القاعة متعددة الوسائط في وجه الأساتذة و التلاميذ، الاستحواذ على مواد التنظيف المسلمة من طرف النيابة التعليمية بخنيفرة، الانتقام من أساتذة بتأخير بعث مشاركاتهم في الحركة الانتقالية، و عدم تفعيل مجالس المؤسسة، تلقيب الأساتذة بألقاب السوء و إفشاء أسرارهم الشخصية بين الساكنة.

 

    قضايا و أخرى كانت موضوع وقفة احتجاجية للأساتذة، اتهموا من خلالها المدير بالاستيلاء على محصول أشجار الزيتون بالمؤسسة للسنة الثالثة على التوالي، و تسيير المؤسسة من طرف زوجته، اتهامات كانت الدافع الرئيسي الذي قادت المدير صوب القضاء لانصافه من "السب" و "الشتم" الذي طاله.

 

   رغم تدخل السلطة المحلية على أعلى مستوياتها بخنيفرة لوضع حد لمشاكل هذه المؤسسة التربوية، إلا أن صدى الاحتقان بها لم يكن ليشرف على نهايته و نهاية الموسم الدراسي، حيث أصدر من يهمهم الأمر بيانا حصلت هبة بريس على نسخة منه يشير على إقدام المدير على رفع دعوى جماعية ضد 13 أستاذا و مساعد تقني بشسبب السب و الشتم الواضحة بعض كلماته من خلال شريط فيديو منشور على اليوتوب، بعد 4 دعاوى سابقة موجهة ضد 4 أساتذة آخرين، إضافة إلى "تهمة" السب و القذف عبر الهاتف للأستاذ (م.ب).

لك تكن الفصول الدراسية و لو في مستوياتها الدنيا لتكون بمنأى عن الوضع اللاتربوي الذي تعيشه المؤسسة، و ذلك حين تم استدعاء تلاميذ المستوى الأول للإدلاء بشهادتهم حول حالة اعتداء أستاذهم على زميلتهم ابنة المدير.