المعلّم الرائع، يبدأ وينهي بقمة العطاء: هل أكرمناه؟

د. محمد زيّاد

لا شك وأن مهنة التدريس من أكثر المهن تركيباً في العالم، كونها المهنة الوحيدة التي ترعى الإنسان على جميع حالاته، وفي جميع اعماره، ويكون المدرّس فيها خط الدفاع الأول والأخير. فالمعلّم يعيش الحالة الانسانية على جميع تقلباتها، بداية بالتوقّعات العالية التي يبتغيها أولياء أمور الأطفال، والوزارة، والادارة، والأهم من ذلك كلّه، الأطفال أنفسهم، يتوقعون من المعلّم الكثير. هذه فقط البداية، وسرعان ما يتحوّل التوقع الى غاية محسوسة ينشدها المسؤولين والمجتمع من المعلّم، الجندي الأول الذي يعمل في الخطوط الأولى لبناء الإنسان. وهنا تزداد صعوبة الوظيفة، لأن المعلّم إنسان، لديه قدراته الفردية المحدودة، وكما نسعى الى بناء جيل المستقبل، علينا أيضاً أن نحرص على بناة هذا الجيل. فهل سعينا الى اعداده ليصبح معلّماً ملّما بموضوعة، متفهماً لكل الحاجات الانفعالية والاجتماعية والذهنية التي يحتاجها الأطفال؟ وهل دعمناه خلال مسيرته التعليمية وأكرمناه ليعطي أفضل ما لديه؟ وهل كان ضمن رعاية الوزارة من حيث التطوير المهني، والاثراء في القدرات، وتسهيل مهمته من حيث عدد الطلبة المعقول، وتوفير الأدوات اللازمة والبنية التحتية لنجاح مهمته؟ هذه الأسئلة وغيرها، لا بد من طرحها قبل أن نصل به الى مجرد أداة تنفيذية-غير فاعلة. أخيراً، هل قيّمنا عمله، واكرمناه على عطائه على مدار العام، ومن يفعل هذا؟
ومن هنا عبر هذه الصفحة اود توجيه تحية تقدير لكل معلّم تفانى وأخلص واعطى وساهم في بناء الأجيال.. نعم أنت أيها المعلّم، وأنت ايتها المعلّمة، لكم منا كل التقدير والتحية على كل ما قدمتموه.. وفقّكم الله ورعاكم، أنتم كنز المجتمع يرعى ويبني ويستحق منا كل الشكر والتقدير!