هسبريس - م. أيت لكتاوي | هـ. تسمارت
الأربعاء 30 أكتوبر 2013 - 15:30
عشرونَ يومًا مضَتْ على فصول انتظارٍ بدأه حواليْ 140 ألف خريج مغربي، بعد اجتيازهم مباراة الولوج إلى المراكز الجهويَّة لمهن التربية والتكوِين، في السابع والعشرِين والثامن والعشرِين من سبتمبر الماضي، حيثُ كانَ من المقرَّرِ أنْ يُعْلنَ عن نتائج المباراة، فِي الثاني عشر من أكتوبر الحالِي، لكنْ شيئًا من ذَلكَ لمْ يحصلْ.
التأخُّر فِي الإعلان عن نتائج المباراة الوطنيَّة، التِي اجتازهَا المرَشَّحُون هذه السنة دون الخضوع للانتقاء الأولِي، الذِي كان شرطًا في السابق، للمرور إلى الاختبار الكتابِي، ثُمَّ المقابلة الشفوية، أربكَ المرشحِين وأسرهم، سيما أنَّ عددًا كبِيرًا ممن المرشحين تخرجُوا السنة الماضية، ولمْ يحسمُوا فِي شـأن الوجهة التِي يسلكون، بين ماسترات فتحتْ لهم الأبواب، وأملٍ فِي الوظيفة لا يزَال معلقًا.
مصطفى سليتة، الحاصل على شهادة الإجازة في الأدب الفرنسي السنة الماضية، من كلية الآداب، بجامعة محمد الخامس في الرباط، يقولُ إنَّ تأخَّرَ الوزارة في الإعلان عن النتائج أربكهُ كثِيرًا، فلمْ يعد يدرِ بمحطته المقبلة في التكوِين، فلأنَّهُ يفضلُ دخول المراكز الجهويَّة، لا يزالَ ملازمًا بيته في عرباوة، ولمْ يقررْ بعد اجتياز امتحانات الماستر، التِي تستوجبُ عدة مصاريف بالتنقل إلى مدن بعيدة عن بيته "فِي كل يومٍ نمنِّي النفس بالإعلان عن النتائج، لكنَّ انتظارنا طال أكثر من اللازم".
مصطفى أردف في تصريحٍ لهسبريس أنَّ طول الانتظار يدفعُ الكثِيرين إلى البحث عنْ بدِيلٍ آخر، سواء تعلق الأمر بتكوين أو عمل، لأنَّهُ لا يستقِيم أنْ يظلَّ المرشحُ مكبلًا بنتائج ينتظرها لحواليْ شهر، وهوَ رأيٌ تشاطرهُ فيه سميَّة، الحاصلة على الإجازة المهنيَّة فِي تدرِيس اللغة العربيَّة، التِي بدأتْ دراستها فِي الماستر الرباط، بعدما طال الانتظار، الذِي لا تدرِي أيَّ النتائجِ يحملُ إليْهَا.
إلى ذلك، قال مدير المركز الوطني للتقويم والامتحانات والتوجيه، محمد الساسي، إن عدد المترشحين المرتفع لاجتياز امتحان الولوج للمراكز الجهوية للتربية والتعليم، والبالغ 140 ألفا، كان وراء تأخير الإعلان عن نتائج الاختبارات، موضحا أن تاريخ 12 أكتوبر تاريخ تقريبي تم تحديده حتى قبل التَّوصل بالتَّرشيحات.
وزاد المتحدث في اتصال هاتفي مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن عامل التأخير كان مرتبطا بشكل أساسي بطبيعة الاختبارات شبه الموضوعية المعتمدة هذه السنة والتي تجاوزت منطق الأسئلة التي تتطلب أجوبة إنشائية، إلى أخرى مغلقة تتجاوز 100 سؤال مع ما تَقتَضيه من إشراف لأساتذة ذوي كفاءات عالية حسب التخصصات. بالإضافة إلى الحرص على سلامة عملية مسك النقاط داخل الحاسوب.
وأضاف الساسي أن عملية التصحيح زادت من الكلفة الزمنية، بسبب معايير تكافؤ الفرص عبر ضمان سرية هوية المترشحين والمترشحات، حيث تم تجميع جميع الأوراق ذات العدد الضخم رجوعا إلى عدد المواضيع المختلفة لكل شعبة ومستوى تعليمي داخل المركز الوطني للتقويم والامتحانات والتوجيه بالرباط، وإعادة توزيعها من جديد على أكاديميات المملكة، بالإضافة إلى مراقبة النقط بعد مسكها ومقارنتها مع النقط الممنوحة.
إضافة إلى جميع تلك الأسباب المرتبطة بالتدبير، عزا مدير المركز الوطني تأخر الإعلان كذلك إلى ما أسماه معطى خارجي متمثل في تمديد وزارة التربية الوطنية للعطلة المخصصة لعيد الأضحى.
وأكد المتحدث أن عملية التصحيح في وضع متقدم، وأن اجتياز الامتحانات الشفوية سيتم في أسرع وقت ممكن، والعمل على انطلاق التكوين في المراكز الجهوية عبر مناطق المغرب في أقرب الآجال إضافة إلى اتخاذ جميع التدابير من أجل تدارك التأخر.. من جهة أخرى، أكدت مصادر خاصة بهسبريس من داخل وزارة التربية الوطنية، أن الإعلان عن نتائج الاختبارات الكتابية سيكون في غضون الأيام القليلة المقبلة.