مَدارسٌ خاصّة "تطردُ" مُدرسين بسبب اجتِيازهِم امتِحانات التَّعليم العُمومي ! رشيد أكشار : هبة بريس جسدت مدارس تعليمية خاصة بنيابة آسفي، مظهرا جديدا من مظاهر الصراع و التطاحن بين مؤسسات التعليم الخصوصي و المدارس العمومية، حين أقدم بعضها على إعفاء أساتذة من التدريس بمؤسساتها بسبب مشاركتهم في اجتياز امتحانات مراكز مهن التربية و التكوين، حيث فوجئوا بقرارات "لا تحترم كرامة الانسان" وفق تنظيم جمعوي محلي.
جمعية أساتذة التعليم الخاص بآسفي أصدرت بيانا تضامنيا مع "الذين تم منعهم من أداء مهامهم التعليمية داخل الفصول الدراسية بمبررات واهية"، كما سجلت "اندهاشها واستنكارها لممارسات مسيري و مدراء بعض مؤسسات التعليم الخصوصي تجاه من اجتاز اختبارات مباراة ولوج المراكز الجهوية لمهن التربية و التكوين."
ضمن ذات الموضوع نوهت الجمعية بالشكر الخالص لمؤسسات اخرى داخل نفس المدينة بسبب تساهلها مع المدرسين في التغيب بغية المشاركة في اختبارات مراكز التكوين، دون خلفيات معروفة لا زالت حاضرة في صراع استقطاب التعليم الخصوصي التجاري للمادة الخام من مؤسسات التعليم العمومي.
هذا و قد علمت هبة بريس من رئيس الجمعية محمد غاق أن مؤسسات خاصة منعت منذ الاعلان عن امتحامات المراكز أساتذتها من اجتياز الاختبارات الكتابية، فيما تأخرت مؤسسات أخرى في المنع إلى حين ظهور أسماء بعض أساتذتها ضمن لوائح المؤهلين للاختبار الشفوي، مخيرة إياهم بين ملازمة المؤسسة الخاصة تارة بأسلوب الترهيب و التخويف و تارة بأسلوب الترغيب في تحسين الوضعية المادية لمنتسبيها.
الجمعية و ردا على هذا السلوك الاقصائي المتنافي و قانون العمل بالمؤسسات الخاصة الذي يضمن للعامل به حق التغيب لقضاء أغراضه الشخصية و الادارية، قامت فيالمرحلة الحالية باستجماع المعطيات الكاملة حول هذا الملف، استعدادا لمحطة نضالية لمواجهة إدرارات مقرات عملها التي رمت بها إلى الشارع حين مارست حقا دستوريا يكفله الدستور، و هوالحادث الذي قد يشكل دافعا جديدا لإعادة النظر في علاقة أرباب هذه المؤسسات بالعاملين بها التي يغلب عليها "التسلط" و "الاستغلال" عادة، بأجور زهيدة لا تتوافق و حجم النتائج التربوية و الأرباح المادية التي تحققها هذه المؤسسات التعليمية.