التأثير الايجابي لاستعمال الحاسوب على التحصيل المدرسي

أصدقاء تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مرحبا.

تعددت في الآونة الأخيرة الدراسات والأبحاث حول توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، وآخرها اثنتان خلصتا إلى أن التلاميذ الذين يستعملون الحاسوب بشكل منتظم يوفقون عموما في دراستهم أكثر من أقرانهم الذين يواجهون صعوبات مع المعلوميات.

فحسب دراسة للمنظمة الدولية للتعاون والتنمية الاقتصادية OCDE ، وهي منظمة تضم بالأساس دولا متقدمة وهي ذات وظيفة استشارية، فإن التلاميذ المتمكنين من المعلوميات يحصلون على أفضل النتائج المدرسية أكثر من زملائهم الذين لديهم معارف أو مهارات محدودة في هذا المجال، وخصوصا في المكونات الدراسية العلمية كالرياضيات والعلوم وغيرها.

وللوصول إلى هذا الاستنتاج، الذي يعكسه التقرير "هل التلاميذ مستعدون لعالم التكنولوجيا الغنية ؟"، قامت المنظمة السالفة الذكر بدراسة نتائج مجموعة كبيرة من المتمدرسين بالمرحلة الثانوية (عمرهم 15 سنة) من مختلف بقاع العالم، وهي أول دراسة بهذا الحجم تباشر حول الموضوع؛ وهكذا فان التلاميذ الذين يستعملون الحاسوب منذ أكثر من خمس سنوات (أي نسبة 37 بالمئة من العينة المدروسة) لديهم في كثير من الأحيان نتائج أعلى من المتوسط. في حين أن التلاميذ الذين لا يتوفرون على حاسوب أو التلاميذ الذين يستعملونه منذ أقل من سنة واحدة (أي نسبة 10 بالمئة من العينة المدروسة) يعانون من بعض التعثرات.

الفرق بين المدرسة والبيت

أصبح الإقبال على تكنولوجيا الحاسوب في المدارس بالبلدان الأعضاء في المنظمة في تزايد مطرد، غير أن استعمال هذه التكنولوجيا بالبيوت يبقى محدودا ببعض المناطق، رغم أن الشباب يستعملونها بالبيت أكثر، وليس فقط لتمضية الوقت أو التسلية، بل يتمحور الاستعمال حول التواصل بالبريد الالكتروني والبحث على شبكة الانترنيت، في حين أن التسلية تأتي في المرتبة الثالثة.

وبخصوص هذا الفرق بين استعمال الحاسوب في المدرسة واستعماله في البيت فقد لاحظ محللوا المنظمة أن التلاميذ الذين لديهم نتائج ضعيفة هم عموما من هؤلاء الذين لا يتوفون على حاسوب بالبيت، لأسباب اجتماعية أو اقتصادية في أغلب الحالات. إلا أن المستوى الدراسي لهؤلاء سريعا ما يتحسن بمجرد توفرهم على حاسوب.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن ما يقرب من تسعة تلاميذ من عشرة يستعملون الحاسوب بالبيت، ولعدة مرات في الأسبوع في كندا و أيسلندا والسويد. في حين نجد أن 44 بالمئة فقط من هؤلاء يستعملونه بانتظام في المدارس.

الوضع بالولايات المتحدة الأمريكية

درس باحثون من جامعة كاليفورنيا الأمريكية، من جانبهم، النتائج المدرسية لمجموعة من الشباب بغاية معرفة تأثير التوفر على حاسوب بالبيت على مستوى التحصيل المدرسي. واستنتجوا أن " التلاميذ الذين يتوفرون على حاسوب بالبيت لديهم هامش للنجاح المدرسي يمثل 6 إلى 8 بالمئة أكثر من زملائهم الذين لا يتوفرون على حاسوب بالبيت، مع الأخذ بعين الاعتبار المتغيرات الأسرية والاجتماعية ". والحقيقة أن الحاسوب في هذا السياق يعتبر مصدر دافعية بالنسبة للتلاميذ، مما يغير بشكل ملحوظ نظرتهم السلبية إلى المدرسة وبالتالي التخفيض من نسبة الغياب والهدر المدرسي. ويمكن الاطلاع على الدراسة مترجمة هنا