البساطة، كلمة لا يعرف قوتها إلا من استخدمها، كثيرون يعتقدون أن النجاح في تحقيق أهدافهم يتطلب تعقيداً وتركيباً وتفكيراً مفرطاً، لكن هذا ليس ما تقوله لنا الحقائق في العالم مع أهم الاكتشافات والأفكار التي عرفتها البشرية.
فالبرت اينشتاين اشتهر بنظريته النسبية، نظرية بدأت بشكل بسيط للغاية وكأنك تقول لشخص يبعد عنك مترين وعن أخر 5 أمتار، أنت قريب لي وبعيد عنه، فبالنسبة لك هو قريب وبالنسبة له هو بعيد، ثم تم البناء على هذا الفكر البسيط لتكون نظرية صمدت عشرات السنين حتى الآن ورفعت صاحبها إلى أعلى درجات علماء الفيزياء.
ويعد اكتشاف حقيقة الحمض النووي في جسم الانسان من أكثر الاكتشافات ثورية في تاريخ علم الوراثة، وهو اكتشاف وصفه الكاتب مارك هندرسون في كتابه "50 فكرة عن الوراثة" بأنه بسيط ولكن أهميته عظيمة، فلولا بساطة الاكتشاف لما بني كثير من الاستنتاجات والنظريات بعد ذلك.
أساس علم الحساب قاعدة 1+1 =2 وهو علم لا تقوم للعلوم كلها قائمة من دونه، والبساطة سر السعادة وهذا قول كونفوشيوس "للسعادة رافدان أزليان: البساطة والطيبة."، واشترط تولستوي البساطة في العظمة، وكل أهدافنا يمكن التعامل معها بنفس المنطلق.
ضع هدفك لا تعقده بالتفاصيل في البداية انظر له كما هو، لو اردت أن تصبح كاتباً، لا تفكر بدار النشر ولا بضعف لغتك الآن ولا بتفوق طه حسين عليك، أمسك قلماً وابدأ … وسوف تدرك ما تحتاجه خطوة خطوة، لا تصدق من يقولون لك إن عليك فعل كذا وكذا وكذا ثم البدء، ابدأ وثم افعل كذا وكذا وكذا.
للبساطة قوة لا يدركها إلا من يستخدمها، وهي لا تعني السذاجة ابداً، ولكن تعني إن الحياة بسيطة بذاتها لكننا نسعى لتعقيدها، فشرط نجاحك في عملك هو أن تنجز عملك كما هو متوقع منك ومن دون تعقيدات كتب هذا الزمان، وشرط نجاحك في مشروعك هو أن تبدأه وثم تقوم به كما تريد، فمن قلى أول دجاجة كنتاكي في إحدى محطات الوقود لم يفكر بتعقيدات مطعمه الآن الذي ينتشر في كل العالم، ومن صنع دواء فوجد طعمه جميلاً لم يفكر كثيراً بالدواء بل حوله لكوكا كولا!