لم يعد ما يسمى بالتشرميل سلوكا لا تربويا يتبناه مجموعة من المراهقين و المراهقات، ضمن إطار ممارسة النزوات الشاذة الهادفة إلى إثبات الذات أما الجنس الآخر، فقد عانت مجموعة من المؤسسات التربوية نفسها من تفاقم هذه الظاهرة و انتقال عدواها إلى فصولها الدراسية و فضاءاتها العامة، ذلك ما سجلت مؤسسة البنك الشعبي الخاصة بطنجة بداية هذا الأسبوع، حين أقدم أربعة شبان على تهشيم زجاج سيارة في ملكية أحد أفراد هيئة التدريس بالمؤسسة.
ظل "التشرميل" حكرا على الشارع على مدى الأسابيع الماضية التي شكل فيها مادة دسمة للإعلام الوطني، و لم يتجاوز في علاقته مع المؤسسات التعليمية عتبات أبوابها و محيطها، بما كان ينبئ سلفا بتطور متوقع من قبيل ما سجلته ثانوية إبن طفيل الإعدادية بمنطقة تراست إقليم إنزكان، حين هاجم تلميذ أستاذة لا تدرسه بساحة المؤسسة أثناء فترة الاستراحة، لتليه محاولة أخرى استهدفت 3 تلميذات كن في طريقهن إلى المؤسسة نفسها، قصد إرغامهن على مرافقتهم لقضاء أوطارهم معهن، قبل أن يتدخل بعض التلاميذ مانعين حدوث الأسوأ.
تظل منطقة تراست التي ينتمي إليها رئيس المجلس البلدي لإنزكان إحدى أكثر البؤر الأمنية سوادا في الإقليم، بسبب حالات العنف الجسدي و الاعتداءات التي تسجلها هذه المنطقة "الشعبية" التي تتميز بكثافتها السكانية و ازدحامها العمراني، و هو ما يستلزم تدبير خطط أمنية مُحكمة بوع حد للانفلات الأمني الذي بات يستهدف مؤسسات الدولة على غرار ما حدث لهذه الأستاذة و التلميذات الثلاث.
ردا على هذا الخرق لحرمة المؤسسة، نفذت الإدارة التربوية وقفة تضامنية استنكارية اليوم 11 أبريل 2014 لمدة 60 دقيقة، خلال الفترتين الصباحية و المسائية، تنديدا بالهجوم الذي تعرضت له أستاذة مادة الفرنسية (الصورة)، التي حظيت بتضامن 7 جمعيات نسائية و 3 هيئات نقابية، طالبت بوضع حد لهذا الانفلات المتفاقم الذي بات توسعه يشكل إزعاجا نفسيا و خطرا محدقا بالمتعلمين و المدرسين على حد سواء.