ليلى بسكار”، تلميذة يتيمة الأب ترقد بالمستشفى منذ الأسبوع الأخير من شهر أبريل المنصرم، إثر تعرضها لحادث غامض وخطير بمدرسة عبد الرحيم بوعبيد بنيابة أكادير، تسبب لها في إصابة خطيرة في الكبد، الأمر الذي أقعدها الفراش بمستشفى أكادير لعدة أيام قبل أن تسمح الهيئة الطبية بنقلها بداية شهر ماي الماضي إلى مستشفى الأم والطفل بالمركز الاستشفائي محمد السادس بمدينة مراكش، حيث لا زالت ترقد إلى غاية اليوم، بعد أن حرمت من متابعة دراستها ومن اجتياز امتحانات نهاية السنة.
واستنادا إلى مصادر من عائلة الطفلة ليلى، فإن الحادث المذكور وقع أمام إحدى المرافق الصحية، إثر عملية تدافع اصطدمت خلالها الطفلة بمدرج المرفق الصحي، لتفقد الوعي بعين المكان في حدود الرابعة مساء، ليبدأ أحد الأساتذة برش الماء على وجهها إلى أن استفاقت من الغيبوبة دون أن تعود إلى حالتها الطبيعية، لكن خطورة الإصابة التي تعرضت لها لم تثر انتباه أحد، على الرغم من ظهور علامات التعب عليها وعدم قدرتها على المشي طيلة المدة التي مكثت فيها بالمؤسسة، حيث ظلت الطفلة بالفصل الخامس الذي تدرس به إلى غاية موعد خروج التلاميذ في السادسة مساء، وساعدتها تلميذات في مثل عمرها على الوصول إلى المنزل، دون أن يتم الاتصال بأهلها وقت الحادث، وظلت التلميذة على حالها، إلى حدود منتصف الليل، حيث تدهورت حالتها بشكل كبير استدعى نقلها إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي لأكادير، لتبدأ معها مأساة عائلة بأكملها ظلت مستمرة إلى غاية اليوم.
وتساءلت العائلة عن الأسباب التي جعلت القائمين على المؤسسة لا يتصلون بالإسعاف في حينه، كما تساءلت عن مدى استفادة ابنتهم من التأمين، حيث لم تتوصل والدتها بوصل يفيد أداءها لمستحقات التأمين. وفي الشكاية التي وجهتها والدة الطفلة المصابة إلى النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بأكادير، قالت خديجة العشير إن ابنتها التلميذة “ليلى بسكار” المسجلة بمدرسة عبد الرحيم بوعبيد، بمنطقة تدارت، تعرضت لحادث مدرسي خطير بباحة المدرسة على الساعة الرابعة مساء من يوم الثالث والعشرين من شهر أبريل الماضي، الأمر الذي استدعى وضعها بالعناية المركزة بالمستشفى حيث لا تزال في وضعية صحية حرجة. واستطردت الأم قائلة إن الإدارة التربوية للمؤسسة “لم تتخذ ما يناسب في حينه من الإجراءات الإدارية والتدابير الوقائية، من قبيل إخبار ولي الأمر بالحادث وتمكين التلميذة من الرعاية الصحية الضرورية المستعجلة، الأمر الذي سبب في تدهور الحالة الصحية للتلميذة، وما تلا ذلك – تقول الأم- من سوء تواصل الإدارة التربوية مع أسرة المصابة، ناهيك عن محاولات التملص من المسؤوليات المدنية والمهنية الجسيمة والمسؤولية التقصيرية المتعلقة بظروف وقوع الحادث، والتراشق بالمسؤوليات”. من جهته، وتعليقا على الحادث، أوضح لحسن مادي، مدير مدرسة عبد الرحيم بوعبيد بأكادير، أن “رئيس المؤسسة قام بجميع الإجراءات اللازمة مع النيابة الإقليمية والأسرة، حيث حررت تقريرا للحادثة المدرسية، ضمنتها شهادات جميع المعنيين بالأمر، من الأستاذة المكلفين بالحراسة والتلاميذ الشهود، كما أرسلت ملف التأمين الخاص بالحادث في الآجال المحددة، وننتظر فقط إشهادا بالاستشفاء من أجل إرفاقه بالملف”، وبخصوص حرمانها من اجتياز امتحان نهاية السنة، وضياع حقوقها الدراسية لهذه السنة، أوضح المدير أن “جميع حقوقها محفوظة في هذا المجال، حيث نسقنا مع مصلحة الشؤون التربوية واتفقنا على أن يتم احتساب نقطة الفرض الأول من الدورة الثانية للتلميذة بسكار، بحكم أن غيابها مبرر”