تطرق المشاركون في محاضرة لجمعية شمال أمريكا لدراسات الشرق الأوسط بالمناقشة المستفيضة لنشأة حركة الهوية الأمازيغية في شمال إفريقيا حيث شدد المحاضرون على أن هذه الحركة ترعرعت أساسا منذ عهد قريب.

[أرشيف] نصب تذكاري في القبايل يكرم شخصيات مؤسسة للحركة الأمازيغية

تناول الأستاذ بجامعة أكسفورد مايكل جي ويليس في مؤتمر جمعية شمال أمريكا لدراسات الشرق الأوسط التاسع والثلاثين في واشنطن العاصمة موضوع "ربيع الأمازيغية في المغرب؟: الأبعاد السياسية للهوية البربرية (الأمازيغية) في المغرب والجزائر". وهو مؤلف كتاب "تحديات الحركة الإسلامية في الجزائر" ويعمل حاليا على تأليف كتاب "السياسة المقارنة في بلدان المغرب العربي".

وفيما يتم توصيف النضال من أجل إثبات الهوية الأمازيغية والاعتراف بها مؤخرا من قبل أتباعها بأنه ثمرة صراع طويل الأمد، يشعر ويليس أن مظاهر الصراع تجدرت في المنطقة منذ عهد بعيد.

ويشير على وجه الخصوص إلى "ينبوع القبايل" في الجزائر لما أدت المظاهرات الأمازيغية هناك إلى إلغاء نتائج الانتخابات.

وكانت أهم العوامل المحفزة للمظاهرات هو رغبة الحكومة الجزائرية في جعل اللغة العربية لغة التعليم الرسمية الوحيدة. وتجد حركة الأمازيغيين أحد دوافعها في ما لقيته "أسطورة البربر" في فرنسا من دعم لهويتهم في المنطقة. ويشعر الفرنسيون أن الأمازيغ يميلون إلى أن يكونوا "أوروبيين" أكثر منهم "شمال أفريقيين" وأن الشعب يستفيد أكثر من النظام التعليمي الفرنسي حيث يعون بالتعلم ما يشكل هويتهم.

الحركة الأمازيغية في المغرب تستأثر باهتمام أكبر من النخبة المثقفة في الحضر وفي الخارج

وانتقل النمو الطبيعي لحركة الدفاع عن الهوية الأمازيغية إلى المغرب. ويرجح أن تكون الحركة قد انتقلت إلى المغرب في فترة لاحقة لأن السكان الأمازيغ يميلون إلى الانتشار في مناطق جغرافية أوسع من نظيرتها في الجزائر. الحركة الأمازيغية في المغرب تستأثر باهتمام أكبر من النخبة المثقفة في الحضر وفي الخارج أكثر من السكان المحليين. وينحو الناس أنفسهم إلى رؤية الممارسة الديمقراطية تتحقق في البلاد ككل دون التشديد بوجه الخصوص على مناقبهم. وتتمثل العوامل التي قد تؤدي إلى الزيادة في تأكيد الأمازيغ المغاربة على انتمائهم الثقافي في ما إذا بقوا ينظرون إلى أنفسهم كشريحة فقيرة من المجتمع ومدى انتشار الآراء المتطرفة في الانترنت.

وفيما يرى جوناتان ويرزتان عن جامعة جورج تاون ما أسماه الاضمحلال المتزايد للثقافة الأصلية أمام نظيرتها العربية على مدى الألف سنة الماضية، يؤكد أن جذور الهوية الأمازيغية ترجع إلى الحقبة الواقعة بين 1930 إلى 1939.

متعلقات

Loading
loadRelated('/cocoon/awi/ajax/ar/related/awi/features/2005/11/23/feature-01');

ويرى مؤرخ فرنسي مرموق أن المغرب موطن يقطنه العرب والأمازيغ. وهو الاستنتاج الكامن وراء إصدرا فرنسا لما يعرف بـ"الظهير البربري"

جوهر الظهير كان يهدف إلى شبه تقسيم بين القطاعات الأمازيغية والعربية في المغرب. ونشرت السلطات الفرنسية مفهوما بأن الأمازيغ قد تكون سلطوية فيما كان ينظر إليهم العديد من المغاربة أبطال مقاومات سابقة.

وعبر الوطنيون المغاربة عن استيائهم لمفهوم التقسيم في البلاد خاصة فكرة أن الأمازيغ قد لا يقدمون ولاءهم للسلطان. فهب الجميع لقراءة أدعية اللطف في مختلف مساجد البلاد داعية للتوحيد لمناهضة الفكرة.

لئن كانت الحرب العالمية الثانية قد أنهت مشاعر الحركات الوطنية فإن فكرة تجزيء الهوية التي صنعتها السلطة الفرنسية قد تكون أسست أرضية لنشوء الصراع من أجل الهوية الأمازيغية اليوم.