[right]مازالت قلة قليلة من الأفراد تريد أن تفرض على المغاربة أفكارا دخيلة وقيما غريبة وأولويات غير الأولويات. مازالت تعمل وبإصرار شديد على نشر صور فاضحة وتعاليق مشينة وتخرج عينيها في الجميع متوعدة «بغيتوا ولا كرهتوا هاذ الشي اللي كاين» !
يبدو أن هؤلاء لا يدرون بأن البطاطس أصبحت عملة نادرة وبلغ سعرها 12 درهما والبادنجانن 14 درهما والجزر (خيزو) 12 درهما أما الفاصوليا (اللوبيا الخضرا) 25 درهما...تلك القلة، التي لا يمكن وصفها بالنخبة كما وصفتهما إحدى المجلات الفرنكفونية، لأن النخبة تتسم بالسمو الفكري وليس الانحطاط الخلقي، ربما لا تذهب للتسوق ولا تحتك بالمواطن العادي الذي يواجه كل يوم إعصار ولهيب الأسعار بدءا من القفة العادية التي ارتفع سعر موادها ثلاثة أضعاف ومرورا عبر الماء والكهرباء والكراء أو أقساط القروض وانتهاء بمصاريف تمدرس وتطبيب الأطفال دون الحديث عن الملابس والنقل أما الترفيه أو السفر فقد وضعته تلك الطبقات في متحف الذكريات. ربما «تحتك» بشيء آخر! أنصح هؤلاء بأن يتصفحوا الإصدار الرائع «أطلس العالم الإسلامي» أويتجولوا عبر «غوغل» بين الدول ليكتشفوا «وزن» المواطن المغربي، مقارنة مع مواطني دول متقاربة معنا، لأنه يجب أن نتحلى بالموضوعية ولا نقارن أنفسنا بدول العالم المتقدمة. فإذا كانت نسبة الأمية تبلغ عندنا 48 في المائة فإنها لا تتعدى 3 في المائة بطادجيكستان وتركمنستان، بينما في مجال الصحة، مازالت عدة بلدات مغربية لا يتوفر على الحد الأدنى من الخدمات الصحية ومازالت النساء تتوفين عند الولادة بشكل مقلق، ومازالت وسيلة النقل الوحيدة هي الدواب ومازال الأطفال يقطعون العديد من الكيلومترات ليجدوا حجرة درس لا تتوفر على طاولات. سيبدو لهم هذا الوصف كلقطة في فيلم رعب بينما هو الواقع الذي لا يعرفونه أو يتجاهلونه.
استفيقوا يا سادة، المغرب لا يمكن اختزاله في مستوى الأوضاع الاجتماعية بالدار البيضاء والرباط حيث صالونات خمس نجوم تجمع «كمشة» من المرضى نفسيا يناقشون مواضيع شاذة وهم أحرار في ذلك شريطة أن لا يحاولوا فرضها على المغاربة بداعي الحداثة والتطور.
إن لدينا ثلاثة ملايين مغربي مقيم في الخارج، تكد وتجد وتبعث للوطن تحويلات تدعم اقتصاده وتضخ فيه عملة صعبة ما أحوجنا إليها في هذه الأزمنة الصعبة، هؤلاء هم من يستحقون منا التكريم والاهتمام، وليس ثلاثة أو أربعة مغتربين حولوا شذوذهم الجنسي إلى الأصل تجاري يتقاضون عنه الملايين من جهات لها مصلحة في الضرب «تحت الحزام» مدعومة بأوساط إعلامية أصبحت أجندتها مفضوحة.
البعض، ولأسباب خاصة به، يعتقد هكذا بجرة قلم، بأن بمقدوره أن يزعزع أربعة عشر قرنا من القيم والارتباط بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف...دين الآباء والأجداد ومقومات المجتمع المغربي الأصيل. وحسنا فعلت وزارة الداخلية، التي أصدرت بيانا تستنكر وتحذر من خلاله من تلك الممارسات و«الكتابات». ومحاولة فرض وصاية الانحطاط على المغاربة وإن كان تدخلها قد جاء متأخرا وبعد أن استفحل الوضع لدرجة أن بعض الأقلام اختصت في توجيه سهامها لكل من أراد أن يتصدى لظاهرة تمييع المجتمع ولو بأضعف الإيمان.
سمير شوقي المساء