لن أعود لتفاصيل الهزيمة النكراء للمنتخب المغربي أمام الغابون، فقد استفاض فيها الزملاء في القسم الرياضي بما يكفي، لكنني تابعت عن قصد التغطيات الإذاعية والتلفزية لما بعد اللقاء المذكور لأعرف موقف الإعلام السمعي البصري من الهزيمة.
وقد وجدت تباينا في المعالجات بين كل الإذاعات والتلفزات، لكنها التقت كلها عند نقطة واحدة، وهي عدم الحديث عن مسؤولية رئيس الجامعة الذي ليس سوى الجنيرال حسني بنسليمان.
ولا بأس أن أقتسم معكم بعضها. فالإذاعة الوطنية كانت الأفضل من بين كل المحطات (وهذا رأي شخصي) في تشريحها لأسباب الهزيمة تقنيا، لكنها «عَوْرَاتْها» عندما قال رئيس قسمها الرياضي إن «رئاسة الجامعة تتقدم بأفكار ومقترحات لكنها لا تجد من يطبقها على أحسن وجه». ماذا يعني هذا الكلام؟ بكل بساطة يعني أن كل أعضاء الجامعة مسؤولون عن الفضيحة إلا سعادة الرئيس لأنه هو الآخر مظلوم بما أن أفكاره لا تطبق على أحسن وجه، وهذه أسوأ تخريجة قرأتها لإبعاد التهمة عن مسؤول الجامعة الأول. أما إذاعة «إف.إم» فاختارت، كما دأبت على ذلك دوما، أن لا تتحدث من قريب أو بعيد عن كل ما من شأنه أن يلمس شعرة واحدة في رأس الرئيس، وهي منسجمة مع نفسها مادام الزميل كمال لحلو رئيس القناة هو نائب الجنيرال في رئاسة اللجنة الأولمبية. «شذى إف. إم» التي «سَلَخَت» قبل أسبوع رئيس جامعة ألعاب القوى عبد السلام أحيزون, بعد استغنائه عن سعيد عويطة، أصيبت بالصمم ونسيت أو تناست هذه المرة بأن المسؤول الأول عن الجامعة هو نفسه المسؤول عن كل الاختيارات بالمنتخب.
وإذا كان هذا حال قنوات خاصة، فماذا عن قنوات تلفزة «القطب المتجمد» «الأولى» أتت بالنجم السابق عز الدين أمان الله لتشريح اللقاء، فاستغل هذا الأخير البث المباشر ليطالب بمحاسبة المسؤولين بالجامعة وطالب بإبعادهم جميعا، متحليا بشجاعة كبيرة حتى عندما أراد حسن الحريري أن يوقفه قائلا: «يجب ألا نعود إلى الوراء» وكأن تحديد المسؤوليات من الماضي السحيق. أمان الله رغم ذلك تمادى في طرحه، مضيفا مقترحا يثير الضحك قائلا: «يمكن للجنرال أن يبقى رئيسا شرفيا ليوفر الإمكانات للمنتخب». هكذا يتضح بأن البعض يعتقد أن الإمكانات التي تضعها الدولة رهن إشارة المنتخب هي في ملكية الجنيرال.
دوزيم كعادتها صبت جام غضبها على الطاقم التقني واللاعبين والمسؤولين بشكل مبهم دون أن تضع الأصبع مباشرة على الداء، ولم تتحدث قط عن مسوؤلية الرئيس.
لقد تبين أن أكثر المنابر السمعية البصرية جرأة لم تتجاوز انتقاد نواب الرئيس والأعضاء الجامعيين، مع أن كل هذا العالم من الأعضاء ومن التقنيين والمدرب الوطني...إلخ كلهم يمارسون بتعيين مباشر من الرئيس، أي كل فشل لهؤلاء هو فشل لاختيارات الرئيس ولا يجب عليك أن تكون خبيرا في الكرة لتعرف أن مآسي الكرة المغربية منذ سنوات عنوانها واحد وأوحد هو سياسة الرئيس.
الرئيس أو الجنرال.. لا فرق، فالشخص واحد والمسؤول واحد والكارثة واحدة. ومادام الحال على حاله فلا تنتظروا شيئا من الكرة. فرجاءً غيروا المحطة فلا فرجة بعد اليوم مع هؤلاء!