محمد المراح Admin
الجنس : عدد الرسائل : 12775 العمر : 45 العمل/الترفيه : أستاد التعليم الإبتدائي المدينة : أكادير-العمل:اقليم اشتوكة أيت باها- البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 19/07/2008 نقاط : 20059
| موضوع: حقيقة الطب النبوي وحكم الأخذ به الخميس أبريل 02, 2009 1:56 pm | |
| رقـم الفتوى : 77604 عنوان الفتوى :حقيقة الطب النبوي وحكم الأخذ به تاريخ الفتوى :04 رمضان 1427 / 27-09-2006 السؤال
هل هناك ما يسمى بالطب النبوي ؟ وإذا كان هناك ما يسمى بذلك فلماذا لا نتحدث عن الطب لجميع الأنبياء ومنهم عيسى ابن مريم عليه السلام والذي ذكره الله في القرآن في أكثر من موضع؟ وهل يحق لأحد أن يربط بين المهنة وهي الطب بالرسالة والنبوة ؟ وما حكم ذلك؟ جزاكم الله خيرا. الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالطب النبوي موجود وهو مجموع ما ثبت وروده عن النبي صلى الله عليه وسلم مما له علاقة بالطب، من أحاديث نبوية شريفة فيها إخبار عن منافع وخصائص لبعض المواد مثل قوله -صلى الله عليه وسلم-: "عليكم بهذه الحبة السوداء، فإن فيها شفاء من كل داء". متفق عليه. أو كان متضمنا وصفات داوى بها النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه ، أو دعا إلى التداوي بها. كما أنه يتضمن هديه صلى الله عليه وسلم في كل ما تعلق بصحة الإنسان في أحوال حياته من مأكل ومشرب ومسكن ومنكح... وقد ثبت بالتجربة عند الأطباء الموثوقين مصداقية ما ثبتت نسبته إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- مما لها تعلق بالطب. مع أن بعض الباحثين من المسلمين لا يرون أن الطب له تعلق بالنبوة. يقول ابن خلدون في تاريخه: وكان عند العرب من هذا الطب كثير، وكان فيهم أطباء معروفون كالحارث بن كلدة وغيره. والطب المنقول في الشرعيات من هذا القبيل وليس من الوحي في شيء وإنما هو أمر كان عاديا للعرب. ووقع في ذكر أحوال النبي صلى الله عليه وسلم من نوع ذكر أحواله التي هي عادة وجبلة لا من جهة أن ذلك مشروع على ذلك النحو من العمل. فإنه صلى الله عليه وسلم إنما بعث ليعلمنا الشرائع ولم يبعث لتعريف الطب ولا غيره من العاديات. وقد وقع له في شأن تلقيح النخل ما وقع فقال : أنتم أعلم بأمور دنياكم. فلا ينبغي أن يحمل شيء من الطب الذي وقع في الأحاديث الصحيحة المنقولة على أنه مشروع فليس هناك ما يدل عليه اللهم إلا إذا استعمل على جهة التبرك وصدق العقد الإيماني فيكون له أثر عظيم في النفع... وما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله معتمدا في ذلك على التجربة كغيره من الناس فهذا الإشكال في أنه يؤخذ منه ويترك وربما يصح وربما لا يصح، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن عدم فائدة تلقيح النحل في الحديث الذي أشار إليه ابن خلدون. وأما سؤالك: لماذا لا نتحدث عن الطب لجميع الأنبياء... فجوابه أن الكتب التي أنزلت على أولئك الأنبياء قد بدلت وغيرت، مع أننا إنما أمرنا باتباع محمد -صلى الله عليه وسلم- لا غيره، ولأن أولئك الأنبياء لو كانوا أحياء لاتبعوا ما جاء به هو، وشرعه ناسخ لجميع الشرائع ومهيمن عليها. والله أعلم.
المفتـــي:
|
|
محمد المراح Admin
الجنس : عدد الرسائل : 12775 العمر : 45 العمل/الترفيه : أستاد التعليم الإبتدائي المدينة : أكادير-العمل:اقليم اشتوكة أيت باها- البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 19/07/2008 نقاط : 20059
| موضوع: رد: حقيقة الطب النبوي وحكم الأخذ به الخميس أبريل 02, 2009 1:57 pm | |
| حول ملف الطب النبوي ما يسمى بـ "الطب النبوي" أصبح فكرة رائجة هذه الأيام، وكثر المشتغلون به من أطباء ومشايخ وعامة، وكُتب الكثير عنه احتفاء به، وتقديسا له بفضل انتسابه للنبي صلى الله عليه وسلم، بل وصل الأمر إلى حد القول بالعودة إليه (وكأنه ساد ثم انصرف الناس عنه!)، ورأى هؤلاء أن فيه الحل لمشاكل العصر، ودعوا إلى ترك ما أسموه بـ "الطب الغربي".نحن نتفهم وجود مثل هذه الدعوات التي تأتي في الغالب من بعض المتحمسين للإسلام من غير أهل العلم الشرعي، أو من بعض المحبين للنبي صلى الله عليه وسلم وسلطان العاطفة قاهر. وحين يأتي ذلك في سياق هيمنة واستعلاء غربي على المسلمين والإسلام نصبح أكثر تفهما لتلك الدعوات، مع الإقرار بأن هناك فريقا من طالبي الشهرة، وطالبي المال من وراء هذه الدعوات التي تعزف على وتر الدين.وفي المقابل: وُجدت دعوات وجهودٌ وتنظيمات لإبراز الدور التاريخي والإرث العلمي المخطوط في الطب العربي والإسلامي، وعُقدت المؤتمرات العديدة لأجله، وفي الغالب إنما يَعنون ذلك الطب الذي أُنتج وكُتب في ظل الحضارة الإسلامية، لا أنه متضمن للدين بنصوصه التأسيسية (القرآن والسنة)، فمن يقرأ تاريخ تشكل الطب في الحضارة الإسلامية يدرك جيدا دور الأطباء المسلمين وغير المسلمين، من نصارى ومجوس وغيرهم. بل إن الطب اليوناني كان الأساس الذي بُني عليه الطب في الحضارة الإسلامية.ودراسة تاريخ الطب في الحضارة الإسلامية مهمة جدا لأنها توفر مصدرا ثريا لتحليل ومعرفة كيفية تعاطي المسلمين الحر مع عصرهم ومنجزاته، وكيف استفادوا من غيرهم وأفادوا.فكرة الملف .. ومحاورهبرزت فكرة تخصيص ملف عما يسمى بـ "الطب النبوي" من شيوع الرؤى المحتفية به، والتي تجعله دينا من الدين، ولذلك آثرنا أن يكون ملفنا هذا مشتملا على الرؤى النقدية فقط والتي تستند إلى أساس علمي متين، لأنها تكاد تكون غائبة هذه الأيام. وآثرت أن تكون محاور الملف كالآتي:
- بيان مفهوم الطب النبوي في كتب الحديث الأصلية، وحدود الوعي به حديثيا وفقهيا، وعلاقة الطب بالفلسفة، وتأثر الطب النبوي بطب اليونان.
أحاديث الطب النبوي، وما يحتج به منها وما لا يحتج به مع صحته وثبوته. وذلك بناء على التمييز بين ما هو تشريع وما ليس كذلك من تصرفات الرسول وأقواله. اختلافات أحاديث الطب النبوي، وتناقض بعضها مع الآخر، واختلافات كتب شروح الحديث واضطرابها في ذلك. دراسة تطبيقية لنماذج من كتاب "الطب النبوي" لابن القيم، في ميزان الطب الحديث. وبيان قيمته من الناحية العلمية. الأخطاء المنهجية لأبحاث ما يعرف بـ "الطب النبوي"، وبيان أخطائها العلمية ومدى قيمة نتائجها.
وقد جاءت المشاركات من الكتاب والباحثين مفيدة ومتقنة بحمد الله، نأمل أن تحقق النفع وتُجلِي ما خفي على كثير من الناس.
"الطب النبوي" .. مفهومه ونشأته يبين معتز الخطيب في مقاله أن أصل إطلاق "الطب النبوي" لدى الأئمة المتأخرين من علماء الحديث خاصة، يُراد به تلك الأحاديث الصادرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في مسائل تتعلق بالطب: من علاج ودواء ووقاية ورقية ونحوها. غير أنه بهذا اللفظ: "الطب النبوي" تعبير مستحدث في حدود القرن الرابع الهجري. ويقول: إن الوعي الفقهي في القرون الأولى كان في حدود جواز التداوي، وأن الطب له منافع، وعلى هذا المستوى دار الجدل ابتداء! ففي القرن الهجري الأول إلى منتصف القرن الثاني لم يبلغ الطب عند العرب "رتبة العلم المتقن، بل اقتصر على بعض المعلومات المكتسبة بالاختبار". ويبين أن حركة الترجمة وانفتاح المسلمين على الثقافة اليونانية، هو ما ساعد على تلك النهضة الطبية في صدر الإسلام، دون توقف عند ملة الطبيب أو الطب ومصدره. ويوضح أن كتب ما يسمى بالطب النبوي، لا ترقى إلى مستوى "العلم" الشامل، بل هي شذرات من هنا وهناك، وهو في غالبه يدور حول توجيهات عامة، فهو لا يتضمن نظرية طبية محددة حتى يسمى علما. كما أن الانشغال بما عرف بالطب النبوي هو انشغال حديثي بالدرجة الأولى؛ فهو بالأصل باب من أبواب الحديث، ونهضة الطب تمت بمعزل عن الوعي الفقهي والحديثي معا، ومع ذلك نجد أن كتب شروح الحديث أفادت من الطب اليوناني. هذا كله يعني أن كلام ابن رشد حين تحدث عن إسقاط الاعتبار بالملة، مقابل اعتبار النفع والصحة، كان له مصداق واقعي في تاريخ الحضارة الإسلامية ومفاعيلها. في حين أن الفصل التام الذي يحدث الآن، بالحديث عن طب غربي، وآخر إسلامي، وثالث نبوي، والتمحور حول تحصينات ودفاعات هوياتية في مقابل اضطراب علاقتنا مع الغرب في العقود الأخيرة، وفي سياق رحلة الأسلمة وابتذالاتها من قبل العديد من المتحمسين للإسلام، هذا كله يعني أن الوضع الإسلامي ليس بعافية. أحاديث الطب النبوي .. ومدى الاحتجاج بها هناك سؤال بالغ الأهمية لا يلتفت إليه كثيرون وهو: هل كل هذه الأحاديث في الأمور الدنيوية عامة، وفي الطب خاصة (ولو صحت): تعتبر حجة يجب الأخذ بها واعتبارها وحيا؟. هذا السؤال يعالجه د. محمد سليمان الأشقر في بحثه هنا معالجة جريئة، ويخلص إلى أن أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله الدنيوية ليست تشريعا. وأنه صلى الله عليه وسلم إنما بُعث ليعلمنا الشرائع، ولم يبعث لتعريف الطب ولا غيره من العاديات، ويجوز عليه صلى الله عليه وسلم فيها الخطأ، إذ ليس في هذا كله نقيصة ولا محطة، وأقواله وأفعاله في الأمور الطبية الصرفة ليست حجة، ولا يلزم الأخذ بها، بل هي أقوال وأفعال مبنية في الأصل على التجارب الشخصية. أحاديث الطب النبوي واختلافاتها! وأمام الأحاديث النبوية حول ذكر بعض الأدوية التي تشفي من بعض الأمراض أو من جميعها بحسب بعض الروايات، يُطرح تساؤل مفاده: إلى أي مدى قد تبنى النبي r شخصية الطبيب ليصف للمرضى الأدوية؟ يبين د. عمار الحريري في مساهمته أنه بمراجعة عدد من أحاديث الطب النبوي، نجد أن ثمة اختلافا فيما بينها يصل في بعض الحالات إلى التناقض، فضلا عن الإشكالات التي تحيط بمحتواها إذا ما قورن بالمعلوم من الطب والممارسة النبوية، وهذا الأمر أوقع شراح الحديث في كثير من الاضطراب أثناء سعيهم للتوفيق بين الأحاديث فيما بينها، وبينها وبين علم الأطباء. فمن خلال ما سبق يمكن أن نخلص إلى أن ما نسب إلى النبي r من أحاديث طبية قد خالفت العلم وظاهرها الصحة؛ يحكم عليها بعدم الصحة حسب استثناءات المحدثين، فهي خرجت عن نطاق الوحي والسنة، أما ما صح منها ولم يخالف العلم فيمكن أن تنسب إلى النبي r وإلى الوحي. ويستدرك الحريري: إن التسرع في رد الأحاديث من جهة مخالفة العلم: فيه تعسف ولا شك، ولكن ما ذكرناه من أمثلة لا يحمل على مخالفة العلم فحسب، بل على تضارب الأحاديث مع بعضها من جهة، ومخالفتها للعلم من جهة أخرى، وما ذكره الشراح من تخصيص وتقييد للأحاديث يفتقر إلى دليل، وما لجأ الشراح لذلك إلا بعد أن خالف الحديث الحس المشاهد والعلم التجريبي، وبالتالي لا بد من أن نعيد النظر فيما نسب إلى النبي r من بعض ذلك، وتنزيهه عن أن يتكلم بما يناقض العلم. الأخطاء المنهجية في بحوث الطب النبوي د. صهباء بندق ترصد الأخطاء المنهجية في البحوث التي تناولت الهدي النبوي في الطب، وتذكر من الأخطاء: افتراض صحة الحديث وعدم التثبت، واعتبار "أحاديث الآحاد" حقائق قطعية الثبوت، والتساهل في ذكر الأحاديث الضعيفة، وشيوع الأخطاء المعلوماتية وضعف التحضير للبحث. وتستشهد بقول الدكتورة "فرانسيس باك" الأستاذ المساعد بقسم الأمراض المتوطنة وأمراض الدم والسرطان في جامعة وين ستيت بالولايات المتحدة: "إن كان هذا المؤتمر (مؤتمر دبي 2004م) عن الإعجاز العلمي في القرآن والسنة فلا بد أن يكون هناك معلومات علمية حقيقية؛ لأن الكثير مما يقدم ليس مبنيا على الدليل العـلمي". ومن ضمن الأخطاء أيضا: التكلف والتحايل على الحقائق العلمية، والاعتماد على النظريات التي لم تثبت والتسليم بصحتها، وضعف مراجع البحث ومصادره. وتقول: يحدث كثيرا أن يتقدم الباحث في مجال الطب النبوي بتقارير تفتقر إلى أي وثيقة تعزز ما توصل إليه، ودون أن يذكر مرجعا علميا واحدا موثقا يبرهن على صحة ما توصل إليه، أو يعتمد على الكتب الحديثة التي لا تكتب مصادر مادتها وهي كتب قليلة الفائدة وما تقدمه يعد كلاما مرسلا لا يمكن الاطمئنان إليه أو الوثوق به، والنتيجة أبحاث غير مؤهلة لا تستطيع أن تقنع أي عقلية علمية. وتجاوز تلك المعايير والقواعد البحثية أمر شائع في أبحاث الطب النبوي، فكثيرا ما يقفز الباحث إلى استنتاج يفيد أن التجربة العلمية الحديثة قد أثبتت الأسرار الغامضة في الحديث النبوي الذي يتناوله، وغالبا ما تكون تلك الاستنتاجات مبنية على الملاحظة غير المقيدة. وقد أشارت الدكتورة "آني أكاسو" عالمة الآثار التي حضرت مؤتمر الإعجاز العلمي السابع بالنيابة عن معهد الحفريات البشرية human paleontology في باريس، إلى هذه الملاحظة قائلة: "لا أرى العلاقة بين الدليل العلمي المقدم في الأبحاث وبين النص القرآني المشار إليه". الطب النبوي والطب الحديث د. نبيل حنفي يعالج سؤالا مهما وهو ما مدى توافق أو اختلاف الطب الذي كان سائدا في جزيرة العرب على عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع ما يسمى بـ"الطب النبوي"؟ ثم ما موقعه من "الطب الحديث"؟ ويقول: الطب المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما هو إلا طب كان سائدا في جزيرة العرب قبل البعثة وأثناءها، تعامل معه فأخذ منه وترك، وكانت له فيه آراء واجتهادات وأحاديث مثل غيره من أمور الدنيا. ويخلص إلى أنه لا يمكن مقارنة هذا الطب البدائي بالطب الحديث؛ فأين وسائل التشخيص الحديثة من مختبرات ومعامل وأشعة من تشخيص المريض لمرضه بنفسه؟! وهذا يؤكد على بشرية هذه الأحاديث (في الطب خاصة)، فلو كانت (أحاديث الطب) وحيا من عند الله ما نسخ بعضها بعضا، حيث إن (الحقيقة العلمية) مقررة في علم الله لا تقبل التغيير ولا التبديل، وإن كانت تتغير في علم الإنسان من زمان إلى زمان ومن مكان إلى مكان. والسؤال الآن: إذا مَن الله على عباده بعلاجات أكثر مصداقية وأكثر فاعلية وأكثر قبولا لدى الناس من بول الجمال مثلا، فهل نترك هذه العلاجات ونعود إلى بول الجمال تحت زعم أنه طب نبوي؟! ويناقش بعض مفردات الطب النبوي في كتاب ابن القيم فيقول: من الناحية الطبية فإن تقييم العسل كدواء لا يخرج عن كونه مادة مسهلة وطاردة للبلغم، كما أنه يستخدم بنجاح في علاج الجروح والقروح والحروق المستعصية، والحبة السوداء لا تحتوي على أي مادة غذائية أو كيميائية يندر وجودها في مواد غذائية أخرى، وهي مثل العسل ليس بها أي محتوى علاجي محدد لعلاج مرض معين. والنتائج في الحجامة -شأنها شأن كل مفردات الطب البديل- لا تخضع لمنهج علمي منضبط، وهناك ما يزيد على سبعين حديثا نبويا في الحجامة تختلف اختلافا متباينا في صحتها وضعفها، كما أن بعضها يختلف مع بعضه في المعاني والمقاصد، لدرجة أن مثل هذه الأحاديث يقع تحت بند "مُختلف الحديث". والطب الحديث يؤكد على الحجامة وينصح بها، لكن في صورة عصرية -لا تفيد الشخص نفسه فحسب بل تفيد المجتمع كله- ألا وهي التبرع بالدم.
|
|
محمد المراح Admin
الجنس : عدد الرسائل : 12775 العمر : 45 العمل/الترفيه : أستاد التعليم الإبتدائي المدينة : أكادير-العمل:اقليم اشتوكة أيت باها- البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 19/07/2008 نقاط : 20059
| موضوع: رد: حقيقة الطب النبوي وحكم الأخذ به الخميس أبريل 02, 2009 1:57 pm | |
| التلبينة" وصية نبوية.. وحقيقة علميةثمة أشياء تبدو في أعيننا بسيطة متواضعة القيمة.. لكن تأملها بعين الحكمة يكشف لنا عن كنوز صحية ندوس عليها ونحن نمضي في طريقنا نحو المدنية المعاصرة.. مثقلين بالشحوم ومكتظين بالسكر وملبكين معويا ومعنويا. ومن تلك الكنوز التي أغفلها بصر الإنسان ولم تغفلها بصيرة النبوة.. كنز التلبينة!!وهي حساء يُعمل من ملعقتين من دقيق الشعير بنخالته ثم يضاف لهما كوب من الماء، وتطهى على نار هادئة لمدة 5 دقائق، ثم يضاف كوب لبن وملعقة عسل نحل. سميت تلبينة تشبيها لها باللبن في بياضها ورقتها. وقد ذكرت السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي علية الصلاة والسلام أوصى بالتداوي والاستطباب بالتلبينة قائلا: "التلبينة مجمة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن" صحيح البخاري.ومن المذهل حقا أن نرصد التطابق الدقيق بين ما ورد في فضل التلبينة على لسان نبي الرحمة وطبيب الإنسانية وما أظهرته التقارير العلمية الحديثة التي توصي بالعودة إلى تناول الشعير كغذاء يومي؛ لما له من أهمية بالغة للحفاظ على الصحة والتمتع بالعافية.تخفض الكولسترول وتعالج القلبأثبتت الدراسات العلمية فاعلية حبوب الشعير الفائقة في تقليل مستويات الكولسترول في الدم من خلال عدة عمليات حيوية، تتمثل فيما يلي:أ. تتحد الألياف المنحلة الموجودة في الشعير مع الكولسترول الزائد في الأطعمة فتساعد على خفض نسبته في الدم.ب. ينتج عن تخمر الألياف المنحلة في القولون أحماض دسمة تمتص من القولون، وتتداخل مع استقلاب الكولسترول فتعيق ارتفاع نسبته في الدم.ج. تحتوي حبوب الشعير على مركبات كيميائية تعمل على خفض معدلات الكولسترول في الدم، ورفع القدرة المناعية للجسم مثل مادة "بتا جلوكان" B-Glucan والتي يعتبر وجودها ونسبتها في المادة الغذائية محددا لمدى أهميتها وقيمتها الغذائية.د. تحتوي حبوب الشعير على مشابهات فيتامينات "هاء" Tocotrienol التي لها القدرة على تثبيط إنزيمات التخليق الحيوي للكولسترول، ولهذا السبب تشير الدلائل العلمية إلى أهمية فيتامين "هاء" الذي طالما عرفت قيمته لصحة القلوب إذا تم تناوله بكميات كبيرة.د. تحتوي حبوب الشعير على مشابهات فيتامينات "هاء" Tocotrienol التي لها القدرة على تثبيط إنزيمات التخليق الحيوي للكولسترول، ولهذا السبب تشير الدلائل العلمية إلى أهمية فيتامين "هاء" الذي طالما عرفت قيمته لصحة القلوب إذا تم تناوله بكميات كبيرة.أما المصابون فعليا بهذه العلل الوعائية والقلبية فتساهم التلبينة بما تحمله من خيرات صحية فائقة الأهمية في الإقلال من تفاقم حالتهم المرضية. وهذا يظهر الإعجاز في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "التلبينة مجمة لفؤاد المريض.."، ومجمة لفؤاد المريض أي مريحة لقلب المريض!!علاج للاكتئابكان الأطباء النفسيون في الماضي يعتمدون على التحليل النفسي ونظرياته في تشخيص الأمراض النفسية، واليوم مع التقدم الهائل في العلوم الطبية يفسر أطباء المخ والأعصاب الاكتئاب على أنه خلل كيميائي.. كما يثبت العلم الحديث وجود مواد تلعب دورًا في التخفيف من حدة الاكتئاب كالبوتاسيوم والماغنسيوم ومضادات الأكسدة وغيرها... وهذه المواد تجتمع في حبة الشعير الحنونة التي وصفها نبي الرحمة بأنها "تذهب ببعض الحزن".ولتوضيح كيف تؤثر المواد التي يحويها الشعير في الاكتئاب، وتخفف من حدته نذكر أهم تلك المواد المضادة للاكتئاب والموجودة في الشعير، ومنها:- المعادن: فتشير الدراسات العلمية إلى أن المعادن مثل البوتاسيوم والماغنسيوم لها تأثير على الموصلات العصبية التي تساعد على التخفيف من حالات الاكتئاب، وفي حالة نقص البوتاسيوم يزداد شعور الإنسان بالاكتئاب والحزن، ويجعله سريع الغضب والانفعال والعصبية. وحيث إن حبة الشعير تحتوي على عنصري البوتاسيوم والماغنسيوم فالتلبينة تصلح لعلاج الاكتئاب، ويلاحظ هنا أن الدراسات العلمية تستخدم كلمة "التخفيف من حالات الاكتئاب"، ونجد ما يقابلها في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تذهب ببعض الحزن"، وهذه دلالة واضحة على دقة التعبير النبوي الذي أوتي جوامع الكلم.- فيتامين "B": فقد يكون أحد مسببات أعراض الاكتئاب هو التأخر في العملية الفسيولوجية لتوصيل نبضات الأعصاب الكهربية، وهذا بسبب نقص فيتامين "B"؛ لذلك ينصح مريض الاكتئاب بزيادة الكمية المأخوذة من بعض المنتجات التي تحتوي على هذا الفيتامين كالشعير.- مضادات الأكسدة: حيث يساعد إعطاء جرعات مكثفة من حساء التلبينة الغنية بمضادات الأكسدة (فيتامين E وA) في شفاء حالات الاكتئاب لدى المسنين في فترة زمنية قصيرة تتراوح من شهر إلى شهرين.- الأحماض الأمينية: يحتوي الشعير على الحمض الأميني تريبتوفان Tryptophan الذي يسهم في التخليق الحيوي لإحدى الناقلات العصبية وهي السيروتونين Serotonin التي تؤثر بشكل بارز في الحالة النفسية والمزاجية الإنسان.علاج للسرطان وتأخر الشيخوخةتمتاز حبة الشعير بوجود مضادات الأكسدة مثل (فيتامين E وA)، وقد توصلت الدراسات الحديثة إلى أن مضادات الأكسدة يمكنها منع وإصلاح أي تلف بالخلايا يكون بادئا أو محرضا على نشوء ورم خبيث؛ إذ تلعب مضادات الأكسدة دورا في حماية الجسم من الشوارد الحرة (Free radicals) التي تدمر الأغشية الخلوية، وتدمر الحمض النووي DNA، وقد تكون المتهم الرئيسي في حدوث أنواع معينة من السرطان وأمراض القلب، بل وحتى عملية الشيخوخة نفسها.ويؤيد حوالي 9 من كل 10 أطباء دور مضادات الأكسدة في مقاومة الأمراض والحفاظ على الأغشية الخلوية وإبطاء عملية الشيخوخة وتأخير حدوث مرض الزهايمر.وقد حبا الله الشعير بوفرة الميلاتونين الطبيعي غير الضار، والميلاتونين هرمون يفرز من الغدة الصنوبرية الموجودة في المخ خلف العينين، ومع تقدم الإنسان في العمر يقل إفراز الميلاتونين.وترجع أهمية هرمون الميلاتونين إلى قدرته على الوقاية من أمراض القلب، وخفض نسبة الكولسترول في الدم، كما يعمل على خفض ضغط الدم، وله علاقة أيضا بالشلل الرعاش عند كبار السن والوقاية منه، ويزيد الميلاتونين من مناعة الجسم، كما يعمل على تأخير ظهور أعراض الشيخوخة، كما أنه أيضا له دور مهم في تنظيم النوم والاستيقاظ.علاج ارتفاع السكر والضغطتحتوي الألياف المنحلة (القابلة للذوبان) في الشعير على صموغ "بكتينات" تذوب مع الماء لتكون هلامات لزجة تبطئ من عمليتي هضم وامتصاص المواد الغذائية في الأطعمة؛ فتنظم انسياب هذه المواد في الدم وعلى رأسها السكريات؛ مما ينظم انسياب السكر في الدم، ويمنع ارتفاعه المفاجئ عن طريق الغذاء.ويعضد هذا التأثير الحميد للشعير على سكر الدم أن عموم الأطعمة الغنية بالألياف -منحلة وغير منحلة- فقيرة الدسم وقليلة السعرات الحرارية في معظمها، بينما لها تأثير مالئ يقلل من اندفاعنا لتناول الأطعمة الدسمة والنهم للنشويات الغنية بالسعرات الحرارية.ولأن المصابين بداء السكري أكثر عرضة لتفاقم مرض القلب الإكليلي؛ فإن التلبينة الغنية بالألياف تقدم لهم وقاية مزدوجة لمنع تفاقم داء السكري من ناحية والحول دون مضاعفاته الوعائية والقلبية من ناحية أخرى.. وهكذا يمكننا القول بثقة إن احتساء التلبينة بانتظام يساعد المرضى الذين يعانون من ارتفاع السكر في دمهم.كما أكدت الأبحاث أن تناول الأطعمة التي تحتوي على عنصر البوتاسيوم تقي من الإصابة من ارتفاع ضغط الدم، ويحتوي الشعير على عنصر البوتاسيوم الذي يخلق توازنا بين الملح والمياه داخل الخلية. كذلك فإن الشعير له خاصية إدرار البول، ومن المعروف أن الأدوية التي تعمل على إدرار البول من أشهر الأدوية المستعملة لعلاج مرضى ارتفاع ضغط الدم.ملين ومهدئ للقولونوالجدير بالذكر أن الشعير غني بالألياف غير المنحلة وهي التي لا تنحل مع الماء داخل القناة الهضمية، لكنها تمتص منه كميات كبيرة وتحبسه داخلها؛ فتزيد من كتلة الفضلات مع الحفاظ على ليونتها؛ مما يسهل ويسرع حركة هذه الكتلة عبر القولون، وهكذا تعمل الألياف غير المنحلة الموجودة في الحبوب الكاملة (غير المقشورة) وفي نخالة الشعير على التنشيط المباشر للحركة الدودية للأمعاء؛ وهو ما يدعم عملية التخلص من الفضلات.كما تعمل الألياف المنحلة باتجاه نفس الهدف؛ إذ تتخمر هلامات الألياف المنحلة بدرجات متفاوتة بواسطة بكتيريا القولون؛ مما يزيد من كتلة الفضلات، وينشط الأمعاء الغليظة؛ وبالتالي يسرع ويسهل عملية التخلص من الفضلات.وأظهرت نتائج البحوث أهمية الشعير في تقليل الإصابة بسرطان القولون؛ حيث استقر الرأي على أنه كلما قل بقاء المواد المسرطنة الموجودة ضمن الفضلات في الأمعاء قلت احتمالات الإصابة بالأورام السرطانية، ويدعم هذا التأثير عمليات تخمير بكتيريا القولون للألياف المنحلة ووجود مضادات الأكسدة بوفرة في حبوب الشعير.وفي النهاية نقول: إنه إذا كان كثير من الناس يتحولون اليوم من العلاج الدوائي إلى الطب الشعبي والتقليدي.. فإن من الناس أيضا من يتحول إلى الطب النبوي، وهم لا يرون فيه مجرد طريقة للحصول على الشفاء.. بل يرون فيه سبيلا للفوز بمحبة الله وفرصة لمغفرة الذنوب {قُلْ إِن كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}.. وهكذا يصبح للتداوي مبررات أخرى أعظم من الشفاء ذاته. |
|