عتبرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)
القرار الذي اتخذته مصر يوم الأربعاء الماضي بـ«إعدام» كل قطعان الخنازير الموجودة
فوق ترابها بمثابة «خطأ جسيم»، وذلك لأن نعت «أنفلونزا الخنازير»، المستعمل في الإشارة
إلى الفيروس القاتل، لا يعني بالضرورة أن عدواه تنتقل مباشرة من الخنزير إلى
الإنسان، كما أنه، ورغم تسببه إلى حد الآن في قتل العشرات من الناس، لم يعثر عليه
في الخنازير حتى الآن، ومازال يواصل الانتقال من الإنسان إلى الإنسان فحسب.
لا يتعلق الأمر هنا، إذن، بمحاولة من «الفاو» للدفاع عن
الخنازير بقدر ما ينطلق من حقيقة مؤكدة انتهى إليها خبراء المنظمة وهي أن الفيروس الجديد
هو عبارة عن تركيب (لم يسبق التعرف عليه من قبل) لمجموعة من الفيروسات المعروفة،
تدخل في تكوينه جينات مختلفة بعضها يعود إلى حمى الخنازير وبعضها الآخر إلى حمى
الطيور، إضافة إلى جينات تعود إلى الحمى البشرية؛ وهو أمر من شأنه أن يثير شكوكا
قوية حول مصدره، وهل هو مجرد «تطوّر»
طبيعي للفيروس أم إنه يندرج ضمن «تطويرات قصدية» يقوم بها البعض في المختبر في
سياق ما يطلق عليه «الإعداد لحرب جرثومية».
وتتزايد الشكوك في هذا الاتجاه بحكم وجود سوابق لأمراض
وأوبئة تم إنتاجها مخبريا، و«تجريبها» في مناطق توجد (وكأن ذلك مجرد صدفة) في
بلدان الجنوب (التي كانت تسمى سابقا العالم الثالث)، على رأسها فيروس نقصان المناعة
المكتسب (السيدا) الذي يجمع كثير من الأطباء، اليوم، على أصله المخبري، وعلى أن
وجود بؤرته الأولى في بلدان إفريقية معينة يرجع إلى أنها المكان الذي تمّ اختياره
للتجربة، قبل أن «تخرج الأمور عن نطاق السيطرة
المساء