إغناء المعجم اللسني لمتعلم السنة الأولى ابتدائي1
14/02/2010
إعداد وتقديم
عبد العزيز قريش
في إطار البرنامج الاستعجالي، وتفعيلا لمشروع جيل مدرسة النجاح قدمت تصورا لإغناء المعجم اللسني لمتعلم السنة الأولى ابتدائي انطلاقا من المعجم المدرسي ومرورا بالمعجم العام على مجموعة مدارس البسابسة بنيابة إقليم تاونات التابعة لأكاديمية الحسيمة للتربية والتكوين ضمن المعطيات التالية:
السياق:
نظرا لضعف المعجم اللسني عند المتعلم المغربي عامة والقروي خاصة ـ بما فيه متعلم السنة الأولى رغم اعتبارها الحاضن الأساس لاستنبات المعجم اللغوي عند التلميذ ـ نتيجة عدة أسباب، وتفعيلا للمعجم العام داخل المؤسسة التعليمية إغناء للمعجم اللسني للمتعلم في السنة الأولى ابتدائي بما هو المدخل الأساس لأي تعلم لغوي في المدرسة الابتدائية. وفي ظل مشروع جيل مدرسة النجاح وتفعيلا للتغيير الذي تنشده الثقافة الجديدة للأجيال الجديدة من شباب هيئة التدريس والفاعلين الاجتماعيين المؤمنين بالمدرسة العمومية، والمتعاطفين مع متعلميها وأسرها. وطلبا لتجديد طرقنا التدريسية تمت مناقشة تجربة إبستيمية ومنهجية مقترحة من قبل المفتش التربوي تؤدي إلى الرفع من الحصيلة اللغوية عند متعلم السنة الأولى ابتدائي من جهة أولى، ومن جهة ثانية تؤدي إلى إثراء معجمه اللسني حسب قدرته التعلمية، وتمكنه من جهة ثالثة من التعاطي المعجمي واللغوي والفكري مع مختلف المعاجم اللغوية العربية العامة وكيفية الدخول إليها وقراءتها والبحث فيها منذ صغره وبمساعدة أستاذه.
مضمون التجربة:
تقوم التجربة على رصد الكلمات الصعبة في النص القرائي أو التعبيري أو الكتابي، ثم يتم شرحها ضمن سياقها الواردة فيه. بعدها تنتزع من السياق لإدخالها في السياق العام أي في المعجم العام. يليها البحث عن معانيها المتعددة في المعجم العام، ثم تركب في سياقات تلك المعاني في جمل مفيدة. ويكتب المتعلم تلك الجمل في دفتر خاص ليحفظها ويستعين بها في حصص القراءة والتعبير على الخصوص. وبهذه الطريقة يتم الانتقال من وجه دلالي واحد ضمن سياق لغوي معين إلى وجوه دلالية مختلفة في سياقات متنوعة. مما يقف معه المتعلم على تنوع الدلالات اللغوية للفظة الواحدة حسب تركيبها في السياق.
ورغم أن التجربة بسيطة في طرحها، لكنها غنية في بعدها المعرفي والمنهجي والعملي واللغوي. فهي المعين الذي لا ينضب في صبيبه في الحقل اللغوي للمتعلم. إذا تمكنه في ذات الوقت من التراكيب والصرف والإملاء والأساليب والتوظيف اللغوي للكلمات ضمن جمل. وهي في هذا المستوى تتوخى البساطة والسهولة والوضوح في اللغة ولا تذهب إلى التعقيد والصعوبة كما قد يتصور البعض أو ينتقدها.
أدوات التجربة:
تعتمد التجربة على الكتاب المدرسي المقرر وعلى مجمعه المدرسي ـ مع بعض التجاوز في الصرامة العلمية تجاه هذا المعجم ـ كمدخلين رئيسيين إلى الألفاظ والكلمات اللغوية المستهدفة. وعلى المعجم العام ـ أي معجم خاصة المعاجم البسيطة والسهلة في التوظيف من قبل المتعلم ـ وعلى دفتر خاص بتدوين تلك الجمل التي تدل على الدلالات الجديدة للفظة، وعلى شبكة أعدها التفتيش التربوي كما يلي:
ويلعب المدرس في التجربة دورا هاما في مساعدة المتعلم على البحث في المعجم العام بإرشاده وتوجيهه في فهم الدلالة الأصلية الواردة في سياق المعجم المدرسي في إطار الكتاب المدرسي المقرر، والانتقال به إلى المعجم العام وكيفية البحث فيه عن الكلمة ضمن حدود معرفية بسيطة وسهلة وواضحة وهادفة. كما يعتبر المتعلم / المتعلمة حجر الأساس في التجربة لأنه/ها هو/هي المركز فيها وفي إنجاحها.
وتلعب المكتبة المدرسية دورا هاما في هذه التجربة من حيث إمكانية مد المتعلم بالمعاجم اللغوية العامة ومن حيث كونها فضاء مناسبا لممارسة التجربة فيها بجانب فضاء الحجرة الدراسية.
وكمثال على التعاطي مع الألفاظ والكلمات أسوق الأنموذج التالي:
متى توظف هذه التجربة؟
توظف هذه التجربة من حيث كونها منهجا ديداكتيكيا لمقاربة المعجم المدرسي والمعجم اللسني للمتعلم في الدرس القرائي وفي التعبير وفي الكتابة عندما تطرح بعض الألفاظ الصعبة أو الملتبسة نفسها على الشرح. بأن يتعرف المتعلم على الكلمة المستهدفة ودلالاتها في سياقها الواردة فيه، ثم يطلب منه التعامل مع المعجم قصد الاستئناس به في القسم، ويتدرب على مقاربته واكتشاف مداخله المعجمية في سياق البحث عن شرح الكلمات في المعجم العام وفهمها واستيعابها. ولكن بعدما يتعود المتعلم عليها ويتمكن من التعامل مع المعاجم اللغوية يتم مقاربة الكلمات والألفاظ في المنزل بذاته أو عن طريق أسرته أو الوسائل التكنولوجية والمعلوماتية. ويتم التصحيح بعد ذلك في القسم تحت إشراف الأستاذ الذي يدعو المتعلم إلى تدوين الدلالات الجديدة من خلال تدوين جملها، وحث المتعلم على حفظها وتوظيفها في سياق الدرس المدرسي. كما توظف هذه التجربة في حصص الدعم الفردي والجماعي الداخلي والخارجي.
تقويم التجربة:
سيتم تقويم التجربة في الأخير عبر امتحان خاص بها يتضمن كواشف إحصائية دالة على نجاح التجربة أو فشلها وعلى الإكراهات والصعوبات التي تطرحها عمليا في الميدان للبحث في سبل تطويرها.
وطــــــــــر:
ونحن ننشر هذه التجربة، نتمنى على كل مهتم من مدرسين ومفتشين تربويين وباحثين في المجال التربوي ومهتمين بالحقل التعليمي أن يجربوها أو يدرسوها ويطورها. فهي جديرة بذلك. وبالله التوفيق.
عبد العزيز قريش