عبد المجيد مشرف على منتدى اللغات
عدد الرسائل : 376 العمر : 43 المدينة : أكادير تاريخ التسجيل : 09/09/2008 نقاط : 162
| موضوع: الإسناد في العربية وقيوده الخميس أكتوبر 02, 2008 4:33 pm | |
| بسم اللـه الرحمن الرحيم
مقدمة الحمد لله ، رب العالمين ، حمدا يليق بعظمته ، وجلاله ، وسلطانه ، وجبروته ، وكبريائه ، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على الحبيب الشفيع ، محمد بن عبد اللـه ( صلى اللـه عليه وسلم ) الذي قال فيه جل وعز : (( إن اللــه وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) ، ورضي اللـه تعالى عن آلــــــــه وصحابته الذين قال فيه خير البرية ( صلى اللـه عليه وسلم ) : (( أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتـــم )) ، والتابعين الغر المحجلين الميامين وأرضاهم . وبعد ؛؛؛ فإن أغلب ما خرج عن المسند والمسند إليه كان قيدا ، سواء كان مرفوعا أم منصوبا أم مجرورا ( بحــــــرف أو بإضافة ) ، ونقتصر في هذا البحث على بعض المنصوبات ـ بوصفها قيودا للإسناد تحد من عمومية المعنــــى ، وتشرع به نحو التقييد والتخصيص وعدم الإطلاق المعنوي ـ .
كان محور الحديث في هذا البحث عن المفعول به ، والمفعول المطلق ، والمفعول الغائي ، أما بواقي المنصوبات كالمفعول فيه ، والمفعول معه ـ عند من يعده مفعولا من النحويين ـ ، والحال والاستثناء ، والتمييز فتقاس علـى الثلاثة الأول من حيث كونها مقيدة للإسناد ، مع ضرورة الالتفات إلى أنه لا يعني أن يرد مقيد واحد للإسناد فــي كل جملة ، إذ ربما يتعاقب عليه مقيد واحد ، أو اثنان ، أو أكثر ـ بحسب ما ترتضيه قناعة المتكلم ـ من حيث إنـه استطاع إيصال هذا المعنى المستقر في داخله بهذا القدر من الألفاظ ، فيكون دخول المفاعيل طارئا على طرفـــي الإسناد .
نرجو اللـه تبارك وتعالى أن يكتب لنا السداد في القول والعمل ، وأن يمن علينا بالرضا والرحمة والمغفرة ، وآخر الدعاء أن الحمد لله ، رب العالمين ، والصلاة والسلام على خير الخلق كلهم أجمعين ، النبي المصطفى ، والشفيع المرتجى محمد بن عبد اللـه . بين اللغة والفكر علاقة وشيجة لا يمكن أن تنكر ، فاللغة والفكر يعبر كل منهما عن الآخر تعبيرا كبيـــــــرا ووطيدا ، فمثلما نعد الفكر الموطن الأول لما يريده المتكلم التكلم به ، كذلك اللغة تمثل الألفاظ التي يترجم بهــــــا الإنسان الفكرة المعينة ، أو الأفكار المتعددة ، فحين ينطق بتركيب معين لا بد أن نعي أن هذا التركيب نتيجـــــــة لصورة عقلية أو عملية ذهنية .
إن هذه العملية الذهنية تعد أولى الخطوات لبناء جملة ـ أيا كان معنى هذه الجملة ـ ، وعلى هذا الأساس تعــــــــد العملية الذهنية أساس قيام كل جملة ذات معنى تام ، مفيد فائدة يحسن السكوت عليها ؛ لتحقق الفائدة .
وحين نتعرض لمسألة الإسناد في الجملة العربية لا بد أن نعرج على مسألة العامل ، فنظرية العامل إحدى حلقات الدرس النحوي المهمة ، وقد أخذت مكانا كبيرا مهما في فكر النحويين ، فنراهم يتحدثون عنه كلما ذكر الإعراب وما يتعلق به ، موضحين أن ( الحركات ) إنما هي بسبب تعاقب العوامل على الاسم ، وتغايرها ، واختلاف وظيفة الاسم المؤداة داخل النص بما يحدثه العامل من أثر لفظي يختبىء وراءه أثر معنوي .
واختلفت العوامل باختلاف طبيعة التراكيب اللغوية ، وبحسب استعمال المتكلم لطبيعة ذلك التركيب ، وما يراد من ورائه ، فقسمت العوامل إلى :
1 . عوامل قوية : ومما يندرج تحت هذا المفهوم الفعل ، على أساس جهتيه ( عنصريه ) ؛ الحــدث ، والزمــــن ، باستثناء الأفعال الناقصة ؛ لخلوها من عنصر الحدثية .
2 . عوامل ضعيفة : التي لن ترتقي إلى ما ترتقي إليه العوامل القوية من حيث العمل في ما بعدها . |
|