نسمة المنتدى مراقبة عامة
الجنس : عدد الرسائل : 1644 العمر : 46 المدينة : khouribga البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 04/01/2009 نقاط : 2699
| موضوع: الانتحار .. أسبابه وعلاجه الجمعة يونيو 19, 2009 12:11 am | |
| الانتحار .. أسبابه وعلاجه..
بقلم: د. عبدالله عزام الجراح*يمكن أن يعرف الانتحار بأنه, قتل المرء نفسه أو إنهاء حياته بإرادته وخياره لأسباب يعتقد صاحبها معها بان مماته أصبح أفضل من حياته. وقبل الخوض في أسباب الانتحار لا بد من الإشارة إلى خطورة هذه الظاهرة التي بدأنا نسمع عنها كثيرا في مجتمعنا والتي تنذر بتراجع مفهوم الصحة النفسية وانتشار الهموم النفسية بين شريحة لا باس بها من الناس خاصة من فئة الشباب حيث تشير اغلب الدراسات وحتى العالمية منها إلى ارتفاعها بين فئة الشباب أكثر من غيرها.. وعلى الرغم من خطورة هذه الظاهرة كما أسلفنا ورغم كثرة الدراسات التي أجريت لمعرفة أسبابها فان أيا من الدراسات والأبحاث لم تشر إلى أسباب محددة ثابتة لحدوث الانتحار, وتشير الدراسات والأبحاث إلى أسباب متنوعة ومختلفة لهذه الظاهرة. الفقر والبطالة و التغيرات الثقافية المتسارعة وعدم قدرة الأفراد على التكيف معها وتأثرهم بها وزيادة مساحة الحرية الفردية للأفراد وسوء فهم واستخدام هذه الحرية والتعقيدات والصعوبات والمتطلبات الصارمة للمجتمع من الأفراد وشعور الأفراد بعد قدرتهم على الوصول إلى أو عدم قدرتهم على تأدية هذه المطالب وعدم التيقن من المستقبل أو المستقبل المجهول وتعاطي المخدرات والكحول هي من الأسباب التي قد تؤدي إلى الانتحار.كما يجب أن لا ننسى الفراغ الروحي الذي يعاني منه الشباب وتراجع مستوى الوعي الديني أو المستوى الإيماني والجنوح إلى الحياة المادية البحتة على حياة الأفراد والذي اثر في مفهوم ومعنى الانتحار لدى الكثير من الشباب. فالدين الإسلامي الحنيف وكل الديانات السماوية تحرم الانتحار أو قتل النفس وتعده من الكبائر. الكثير من الناس الآن يبررون الانتحار وينادون بمبدأ الانتحار المنطقي والذي وفي ضوء الأسباب الكثيرة التي أشرت إليها سابقا يجعل الشباب يعتقدون بمشروعية أو قبول الانتحار كعلاج للتخلص من ضغوطات وتعقيدات الحياة المختلفة.إن مفهوم الانتحار يجب أن يعاد تناوله وطرحه من قبل رجال الدين وعلماء النفس والتربويين لإعادة ترسيخه في عقول الشباب كما يجب وضع تشريعات تمنع الانتحار وتعتبره جريمة يعاقب عليها القانون وليس كما يحدث الآن من إجراءات في التعامل مع الانتحار والتي قد تؤدي إلى زيادة نسبة من يفكرون بالانتحار أو يقدمون عليه أو اعتبار الانتحار أمرا مقبولا واعتياديا. إن تغيير مفهوم الانتحار وخصوصا لدى فئة الشباب يؤثر في السلوك الانتحاري حيث يستخدم الشخص الذي يحاول الانتحار هذه الأفكار لتحييد ردود الأفعال السلبية للآخرين واستبدالها بردود فعل ايجابية كاعتبار الانتحار كما أشرت فعلا عاديا مقبولا.إن محاولة تغيير مفهوم الانتحار وتزيينه واعتباره منطقيا أحيانا أو حقا من حقوق الأفراد يعزز ويزيد من نسبة الأفراد الذين قد يفكروا بالانتحار أو اعتباره الحل الأنسب للمشكلات التي تعترض حياتهم. إن أجيال الشباب اليوم تتعرض لموجة عاتية مما يمكن أن نسميه عدم التجانس القيمي فالأطفال والشباب اليوم يتلقون رسائل ومعلومات متناقضة ومختلفة عن الصواب والخطأ والحرية والمسئولية من الآباء ومن الرفاق ومن وسائل الإعلام المختلفة وهذا لا يساعد الشباب على تطوير منظومة قيم ايجابية توجه سلوكاتهم وتضبطها وتوجهها التوجيه الصحيح مقارنة بالأجيال السابقة.إن الشباب اليوم أكثر حساسية واضعف وأكثر عرضة من غيرهم للإصابة بهذه الأعراض الخطيرة نتيجة عدم وجود منظومة قيم دينية تحميهم وتوجههم. إن العودة إلى الدين أو التدين هي أفضل وسيلة للحماية من كل الأمراض النفسية التي تعاني منها البشرية جمعاء, كما أن العودة للدين الإسلامي الحنيف هي العلاج الأفضل للحماية من هذه الأخطار التي تتهدد مجتمعاتنا وقيمنا.
*مستشار مجموعة المساندة النفسية المرشحة للفوز بجائزة أهل الهمة
|
|