أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، اليوم الجمعة بالرباط، أنها ستتبنى تعميم معظم المقاربات الابتكارية المطبقة في المؤسسات التعليمية التي شملها مشروع (ألف) التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية منذ 2005 لتحسين جودة التعليم.
وأشارت كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي السيدة لطيفة العابدة، خلال لقاء اختتام وتقديم حصيلة المشروع، أن هذا الأخير قدم دعما ثمينا وملموسا للمنظومة التربوية، مؤكدة حرص الوزارة على استغلال جميع السبل الممكنة لضمان تعميم واستمرارية هذه التجربة.
وأضافت أن المقاربة الابتكارية التي جاء بها المشروع تتماشى مع الرؤية التي طورها كل من الميثاق الوطني للتربية والتكوين والبرنامج الاستعجالي، مبرزة أنها عاينت شخصيا الدينامية الجديدة التي أحدثها المشروع لدى التلاميذ والفاعلين المعنيين مما خول للتلاميذ تحقيق ارتقاء ذاتي وتحسين نتائجهم الدراسية.
وأشارت السيدة العابدة إلى أن هذه التجربة أبانت بوضوح الدور الحاسم الذي ينبغي أن يضطلع به المدرسون والإدارة والمؤطرون المحليون والشركاء من أجل تحقيق هذا التطور النوعي في جودة التعليم.
من جهتها، قالت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية السيدة مونيكا ستين أولسون إن نجاح برنامج (ألف) جاء ثمرة تعاون وثيق ومجهود مشترك جعله تكريسا للشراكة ونموذجا مثاليا للتعاون بين الولايات المتحدة والمغرب، معتبرة أن استمرارية هذه التجربة تعد أفضل مكافأة للعمل الذي قام به فريق المشروع.
كما أكدت دعم الولايات المتحدة لجهود الإصلاح التربوي "الطموح" الذي يقوم به المغرب والمتمثل في الأهمية التي يوليها للتعليم والدور الأساسي الذي تضطلع به المدرسة في بناء "مجتمع مواطن ومسؤول ومتضامن وقادر على الابتكار والمبادرة".
وأجمع المتدخلون في هذا الملتقى على الإشادة بالعمل الميداني الناجح الذي أنجزه أزيد من 330 مدرس و260 ألف تلميذ إلى جانب الآباء وهيئة التفتيش والإدارة المدرسية وفاعلين محليين في حوالي 460 مؤسسة تعليمية (ابتدائي وإعدادي) شملها المشروع أساسا في جهات الدار البيضاء الكبرى والشاوية-ورديغة ومكناس-تافيلالت بالاضافة الى الجهة الشرقية.
وأوضحت مديرة برنامج التربية والتكوين في مشروع (ألف) السيدة عزيزة الشباني، في تصريح للصحافة، أن جميع مقاربات هذا المشروع طورت داخل المؤسسات التعليمية رفقة الأساتذة والتلاميذ لتحسيسهم بأهمية الدراسة وتحبيبها لهم، مما أدى الى تراجع عدد من المؤشرات المرتبطة بالهدر المدرسي والغياب ، بالموازاة مع تلقين التلميذ سلوكات تفيده في الحياة العامة.
واشتغل مشروع (ألف)، الذي يحمل شعار "المبادرة والابتكار لدعم إصلاح التربية والتكوين في المغرب"، على ثماني برامج تشمل "مشروع المؤسسة والتعبئة الاجتماعية" و"ملاءمة التعليم مع الحياة" و"تكنولوجيا المعلومات والاتصال لتحسين جودة التعليم" و"الارتقاء بدور الطالبات والداخليات" و" تنمية روح المبادرة " و" النوادي المدرسية .. الشباب للشباب" و" ورشات التقاسم والتعميق والتصويب" و"محو أمية النساء عبر مدونة الأسرة" و"تعبئة مهنيي التربية على المستوى المحلي".
المصدر