القاهرة: كشفت المباحث عن غموض حادث بقرية العشرين مركز الحامول بمصر يوم أمس الأول (الخميس)، حيث تبين أن امرأة تدعى سمر السيد العشري "25 سنة" استدرجت طفلا في الرابعة من عمره يدعى رمضان عباس عبدالمقصود الى الحقول، وخنقته بقميص نومها ووضعت جثته داخل جوال وألقت بها في الترعة وعادت الى منزلها راضية..!
وأفصحت المتهمة عن دوافعها للقتل فتبين أنها الغيرة من جارتها - أم الطفل – لشكها بأنها على علاقة آثمة بزوجها، وقادت الشرطة الى مكان الجريمة لتعيد تمثيلها أمامهم، وقالت: " حرقت قلبها على ابنها الوحيد مثلما حرقت قلبي على زوجي " !
وعلى خلفية من هذه الحادثة ومثيلاتها من جرائم المرأة طلبنا الى المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية تفسيرا لما أصبح يشكل ظاهرة، فقدم لنا أحدث دراسة اجتماعية قامت بها باحثتان بالمركز هما : الدكتورة ماجدة عبد الغني والدكتورة فادية ابو شبيه .
وتشتمل الدراسة على احصائيات مطولة عن دوافع الجريمة النسائية، ومواقعها، والأسلحة المستخدمة. أما الدوافع فتنحصر في " الرغبة في الانتقام " و " الخلافات الأسرية"، التي غالبا ما يكون مصروف البيت محورها. وعن مواقع الجريمة النسائية تقول الدراسة " تظل المرأة في تكوينها كائنا منزليا حتى عند ارتكابها لجريمة القتل، حيث نسبة جرائم القتل المتعمد المرتكبة في المنازل ترتفع الى 72.8 % من اجمالي حالات القتل، في حين تبلغ نسبة الجرائم المرتكبة خارج المنزل حوالي 27.2 % فقط، وهو ما يشير الى ان الجرائم التي ترتكبها النساء لها طبيعة خاصة، وغالبا ما تكون هناك علاقة معرفة او درجة قرابة تربط بين القاتلة والقتيل. وهنا تشير الدراسة الى أن " القتل " أصبح الوسيلة الأرجح عند المرأة بدلا من الوسائل التقليدية في تصفية الخلافات..!
وتنتقل الدراسة الى موضوع مثير عن تطوير المرأة لأسلحتها حيث يأتي في مقدمة الأسلحة المستخدمة في الجرائم النسائية الأسلحة البيضاء، يليها الخنق فالأسلحة النارية وأخيرا السم، فتقول الباحثتان إن اعتماد النساء القاتلات في جرائمهن على وسائل القتل التقليدية كالسم او الخنق مثلا تضاءل بنسبة كبيرة مقارنة بوسائل القتل الاخرى الاكثر وحشية كالآلات الحادة نسبة 27% والاسلحة البيضاء في المرتبة الثانية بنسبة 25.3 % (سكين، ساطور، سيف، خنجر وغيرها )، والخنق بنسبة 17% ثم القتل بواسطة الاسلحة النارية بنسبة 11.2% والقتل بالسم بنسبة 6.3% ثم الحرق بالنار بنسبة 5.3% في حين جاء القتل بواسطة الضرب بالعصا في المرتبة الاخيرة بنسبة 1.9%....«ربما لأن المرأة لا تملك العضلات الكافية للقتل بعصا».
وعددت الدراسة أمثلة لحالات كثيرة لنساء قاتلات تبرهن على أن قدرتهن على ارتكاب جريمة القتل اصبحت اكثر عنفا ووحشية والأسباب واهية في كثير من الاحيان، مثل حادثة صباح المتهمة في قضية قتل الطفلة ( هند )، لمجرد انها كانت تمزح معها فقالت لها "يا مجنونة" وألقت بجثتها في شارع جانبي.
وترى الباحثتان أن الحالة الجوية لها دورها في التأثيرعلى مزاج المرأة بشكل كبير، إذ وجدت الدراسة أن المرأة اكثر عدوانية في فصل الصيف مقارنة بفصل الشتاء، حيث تعمل درجات الحرارة العالية على إثارة اعصابها فترتفع نسبة جرائم القتل العمد للنساء في فصل الصيف الى 12.6 % بينما تنخفض هذه النسبة الى 3.4 % في فصل الشتاء.
وتشير الدراسة من ناحية اخرى الى ان الفئة العمرية التي تتركز بها نسبة عالية من القاتلات هي الفئة ما بين 30 الى 40 سنة، حيث بلغت نسبة النساء القاتلات ممن تراوحت اعمارهن بين هاتين الفئتين 33.7% من اجمالي جرائم القتل العمد، ثم سن 20 سنة الى اقل من 30 سنة بنسبة 27.6%، أما الفئة من سن 40 سنة الى 50 سنة، فنسبتهن لم تتجاوز%20.3 وكانت الفئة العمرية ما بين 16 سنة الى اقل من 20 سنة هي الاقل، حيث لم تتعد نسبة القتل حاجز 5% من اجمالي جرائم القتل النسائية.
واكدت اوراق الدراسة من ناحية اخرى، على ان القتل لخلافات عائلية، يأتي في المرتبة الثانية بنسبة 14% من اجمالي جرائم القتل بعد ان احتل الانتقام الدافع الاول للقتل لدى السيدات.
بينما جاء القتل بدافع الغيرة على الزوج بنسبة 3.8 % من اجمالي حالات القتل التي شملتها الدراسة، سواء كان ذلك عبارة عن قتل للزوج او قتل للانثى الاخرى التي فضلها الزوج على زوجته او حبيبته. حيث اكدت الدراسة ان النزاع الأسري دائما ما يشكل محورا مهما لجرائم القتل، التي ترتكبها النساء مثل اهانة الزوج للزوجة، الخلاف على مصروف البيت او ترتيبات الاعداد للزواج!