نظمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مكناس– تافيلالت، لقاء تواصليا حول إرساء بيداغوجيا الإدماج بمؤسسات التعليم الثانوي الإعدادي بتنسيق وتعاون مع المركز الوطني للتجديد التربوي والتجريب وذلك لفائدة الأطر التربوية والإدارية المعنية بتجريب بيداغوجيا الإدماج في الجهة.



وفي كلمته الافتتاحية، أشار السيد محمد أضرضور؛ مدير الأكاديمية إلى أن هذا اللقاء يندرج ضمن المرحلة التحضيرية لتجريب بيداغوجيا الإدماج في السلك التعليمي الثانوي الإعدادي، بعدما تم إرساء هذا التجريب بمجموعة من المؤسسات الابتدائية بالجهة خلال الموسم الدراسي المنتهي؛ حيث وقع الاختيار على أكاديميتي مكناس-تافيلالت والشاوية- ورديغة لاحتضان المراحل التجريبية لهذه العملية التربوية. كما أشار إلى أن ذلك يدخل في إطار المنهجية الجديدة التي اعتمدتها الوزارة لتجاوز الصعوبات والإكراهات التي رافقت عملية تنزيل المقاربة بالكفايات كمدخل أساسي لعملية مراجعة المناهج الدراسية لمختلف المواد التعليمية التي عرفتها المنظومة التربوية منذ صدور الميثاق الوطني للتربية والتكوين. وقد تجسد ذلك في تخصيص الوزارة لأحد مشاريع البرنامج الاستعجالي بما يمكن من تطوير العدة البيداخوجية وتحسين جودة التعلمات مما يؤدي إلى جعل المعرفة المدرسية آلية من آليات الاندماج في الحياة.



وقد تناول عرض السيد عبد الله المزوني؛ رئيس قسم البحث والأرشيف ونشر الوثائق التربوية بالمركز الوطني للتجديد التربوي والتجريب؛ السياق العام والمراحل والإجراءات التنفيذية لتجريب بيداغوجيا الإدماج التي تفرضها الوضعية الراهنة المتسمة بتعدد المرجعيات الخاصة بالمقاربة بالكفايات وغياب إطار منهجي لتطبيق المقاربة بالكفايات ونقص في الانسجام بين مكونات المنهاج وضعف في مواكبة الإرساء بالتكوين.



ولتجاوز ذلك، جاءت مقاربة بيدغوجيا الإدماج كمنهجية تستهدف جعل المتعلم يعبئ مكتسباته وينظمها من أجل استخدامها في معالجة وضعيات مركبة تسمى وضعيات الإدماج. حيث قررت الوزارة تجريبها على مستوى أكاديميتي مكناس-تافيلالت والشاوية- ورديغة بدءا من السلك الابتدائي 2008 -2011 ثم الانتقال بعدها إلى السلك الثانوي الإعدادي 2009- 2012، حيث يتم في بداية هذه الفترة، وعلى مستوى كل أكاديمية اختيار ثانويتين إعداديتين في الوسط الحضري؛ وثانويتين إعداديتين في الوسط الشبه حضري؛ وثانويتين إعداديتين في الوسط القروي مع اعتماد التجريب بالمستويات الثلاثة للتعليم الثانوي الإعدادي قبل أن تعمم التجربة على كافة مؤسسات الجهتين.



واستعدادا لتنفيذ هذه العملية، فقد بادرت الوزارة إلى إعداد الأدوات المعرفية النظرية والدلائل المرجعية وعدة العمل اللازمة ومنها على سبيل الذكر: دليل المقاربة بالكفايات ودليل بيداغوجيا الإدماج ودليل المكون في بيداغوجيا الإدماج‏ ودليل التقويم ودليل تدبير الأقسام المشتركة ودليل التدابير والإجراءات ودفاتر الوضعيات (التلاميذ)‏ ودليل الإدماج (الأستاذ)‏. ومن جهة أخرى تم إحداث آليات التسيير والمتمثلة في: لجنة القيادة واللجنة العلمية ولجنة التنسيق العملي (مركزيا) ولجنة التنسيق العملي الجهوية علاوة على الفرق التربوية (المؤلفون، مكونو المكونين، فرق التجريب، الخبراء الوطنيون ...).



ومن جهته، قدم السيد محمد جبوري؛ رئيس قسم الشؤون التربوية والخريطة المدرسية والإعلام والتوجيه بأكاديمية مكناس-تافيلالت؛ عرضا تناول فيه مسار وحصيلة تجريب بيداغوجيا الإدماج بالتعليم الابتدائي بجهة مكناس-تافيلالت بدءا من مرحلة التحسيس والإخبار مرورا عبر مرحلة التجريب المحدود ووصولا إلى الإعداد لمرحلة التجريب الموسع. وفي هذا الصدد فقد انطلق تكوين الأساتذة بالجهة في يناير 2009؛ علما أن عدد المستهدفين بالتكوين في الجهة حدد في 12000 أستاذة وأستاذا سهر على تكوينهم 55 إطارا ممن سبق لهم أن خضعوا أنفسهم للتكوين في وقت سابق..



وقد أعقب العروض نقاش موسع قدم خلاله المسِؤولون

توضيحات ومعطيات في شأن تساؤلات وملاحظات الحضور.



وقد عبر الجميع على تقديرهم لتنظيم مثل هذا اللقاء الذي اعتبره السيد مدير الأكاديمية خطوة أولى ضمن أخرى في سلسلة اللقاءات التي ستنظم لعرض مستجدات الخطوات المزمع القيام بها ضمن مراحل تجريب بيداغوجية الإدماج الهادفة إلى الرقي بالعملية التربوية إلى مستويات تستجيب للتطورات المتسارعة التي يشهدها العالم والتي يشكل فيها مجال التربية والتكوين ركيزة هامة في مسار تقدم وتنمية البلاد.