شمس
مراقبة عامة
 الجنس : 
 عدد الرسائل : 24544
 العمر : 35
العمل/الترفيه : جامعية
المدينة : الجزائر
 البلد : 
الهواية : 
 المزاج : 
تاريخ التسجيل : 05/07/2009
 نقاط : 35206
 
 |  موضوع: العلاج بالحمامات الرملية(الردامة)في الجزائر.....  الإثنين أغسطس 03, 2009 9:10 am | |
|
العلاج بالحمامات الرملية (الردامة) في الجزائر
يُعد العلاج بالحمامات الرملية في الصحراء الجزائرية أحد أنواع الطب
الشعبي السائدة في الجزائر، مثل الحجامة، والرقية، والأعشاب، وغيرها.
والاسم الشعبي للعلاج بالحمامات الرملية ( الردامة )، وهي طمر المريض
بالرمل بالكامل ما عدا وجهه، وتوضع فوق الوجه مظلة لوقايته من حروق الشمس،
وتجري الردامة أو الملْ عادة في شهر آب ( أغسطس )، حيث تكون درجة الحرارة
في الظل نحو / 50 / درجة. وقد شرح لإيلاف محمد دراح أحد الذين تعالجوا
بالحمامات الرملية مراحل العلاج " يجب أن يكون الرمل معرض للشمس لوقت
طويل، ولم يسبق استخدامه في المل، حينها ينزع المريض كامل ثيابه، ويُلف
بما يشبه الكفن كي لا يتجمع الرمل في ثنايا الجسم، ثم يُـلف فوقه لباس
خشن، لأنه خلال عملية المل يتعرض لحرارة مرتفعة، ويتصبب عرقا، وتستغرق
عملية المل بين 10 دقائق وساعة حسب تحمل المريض للحرارة، وبعد انتهاء
عملية المل لا يخرج المريض إلى أماكن ظليلة أو باردة، كي لا يُصاب
بانتكاسة مرضية تودي إلى الموت، ولهذا فور خروج المريض من الرمل، يُسقى
المريض مشروبات الأعشاب مثل اليانسون ( حبة الحلاوة ) أو الشيح، تقوم تلك
المشروبات بإعادة تمييه الجسم بعدما تعرق كثيرا تحت الرمل "
و قد
تحدث لإيلاف الحاج كعبوش، أحد المعالجين بالردامة، عن طريقة العناية
بالمريض أثناء الردم أو المل: وقال " توضع مظلة على رأس المريض، بينما
جسمه مطمور بالكامل تحت الرمل، ثم نطبخ له دواء يسمى ( لازير) نحصل عليه
من جذوع الأشجار، مادة تشبه الصمغ، يضاف لها أعشاب خاصة، ويقوم شخصان خلال
وجود المريض تحت الرمل بإطعام المريض (اللا زير)، وسقايته الماء بكميات
قليلة كي لا يموت، وعند انتهاء المل، لا يغادر المريض المكان حتى يجف عرقه
" وحسب الحاج كعبوش " أن المريض يشفى بخروج البرد مع العرق وتعود مرونة
العضلات إلى شكلها الطبيعي "
وتعالج الردامة أمراض المفاصل والروماتزم
والأمراض الجلدية، وقد حذر الدكتور نور الدين بوجلطي، أخصائي في جراحة
العظام وأمراض الروماتزم من مخاطر الردامة في حديثه لإيلاف: ( لهذا العلاج
بالحمام الرملي " الردم " له مخاطر جمة، خاصة على كبار السن، والمصابين
بالأمراض التنفسية،لأن درجة الحرارة تفوق 48 درجة بالظل في الصحراء، وهم
يضعون المريض تحت الشمس ويدفنوه بالرمل، فالمؤثرات الشمسية تسبب الدوخة
أولا، وثانيا احتراق الجلد، وثالثا الاختناق، فلماذا نعرض المريض لهذه
المخاطر ولدينا في الطب الحديث العلاج الفيزيائي، نستطيع التحكم بالحرارة
والمكان المراد علاجه، فلا أنصح مطلقا بهذا العلاج لمخاطره على صحة المريض
)
بينما الدكتور ميشيل سطوف، أخصائي بالأمراض الجلدية والتناسلية، في
حديثه لإيلاف أعطى تفسيرا لتأثير الردامة في علاج بعض الأمراض الجلدية
كالصدفية والبرص أو البهاق، ( بأن الأمراض الجلدية ووظائف الجلد تتأثر
بالأشعة الطبيعية أو المصنعة تأثيرا كبيرا، وبالتالي للأشعة والحرارة دور
في تنشيط جهاز المناعة، والجلد غني جدا بالخلايا المناعية وتلعب أدوارا
عديدة في علاج الحساسيات، السرطانات الجلدية، من هنا يمكن فهم آثار الردم
أو الطمر بالرمل )
وردا على سؤال لإيلاف ما إذا كان ينصح بالحمام
الرملي للعلاج، يقول الدكتور سطوف ( لا توجد دلائل علمية على الشفاء من
الأمراض الجلدية بالحمام الرملي، لكن باعتقادي، استخدامها لدى بعض المرضى
يكونوا في حالة يأس من الشفاء في الطب الحديث، فيلجأ المريض لهذه الوسائل
ولديه إيمان عميق بالشفاء، مما سمعه من آخرين، حتى لو كان غير صحيح، لكن
إرادته ورغبته بالشفاء، وقناعته بأن المعالج سينجح في شفاء مرضه، كل هذه
المؤثرات النفسية تجعل المريض يذهب لتجريب الحمام الرملي ( الردامة ) وكله
إيمان بإمكانية الشفاء، فالعامل النفسي، كما هو معلوم له دور كبير في
العلاج، وهو ما جعل مراكز الأبحاث الطبية تهتم في دراسة تأثير الجانب
النفسي في علاج الأمراض، أي تفاعل الروح مع الجسد، فاعتقادي أن العامل
النفسي له دور كبير فيما لو تمت حالات شفاء بالحمام الرملي )
وكانت
السلطات المحلية لولاية بسكرة، الشهيرة بالحمامات الرملية( الردامة)، قد
حظرت منذ ست سنوات الردامة بعد وفاة أكثر من عشرين شخصا تحت الرمل، لكنها
سمحت هذا العام لمستثمر جزائري، يعتزم بناء مركز للعلاج الطبيعي لمختلف
الأمراض،من بينها العلاج بالحمامات الرملية، يتسع لنحو 300 سرير، مجهز
بسيارات إسعاف، وطاقم طبي مختص في العلاج الفيزيائي، ومعهم يعمل ممن يعرف
العلاج بالردامة، لكنها تجري بإشراف طبي.
ويُعد شهر ( آب ) أغسطس الشهر
المناسب للعلاج بالردامة، وقد بدأ حجز المواعيد قبل أشهر من كافة ولايات
الجزائر ليعالجوا بالردامة. قد تكون دعوة لتجريب الحمام الرملي أو الردامة
لمن لا يعرفه. |
|
