تعالج الحرقـة في فــم المعــدة .
من الأعراض الشائعة بعد الإنتهاء من تناول وجبة دسمة ، الإصابة بحرقة في
فم المعدة . وهي حالة مزعجة لكن علاجها سهل وفي متناول الجميع ، وما على
المصاب سوى مضغ العلكة والمشي في نفس الوقت . وأشار علماء إلى أن مضغ
العلكة الخالية من السكر والسير بعد تناول الوجبة يقلل من الحموضة داخل
الحنجرة ، كما أن مضغ العلكة يحفز على إفراز اللعاب . ولأن اللعاب قلوي ،
فإنه يساعد على تحييد الحمض .
ويقول الطبيب ( ديفيد سي ميتز ) ، وهو أستاذ في قسم الهضم في جامعة
بنسلفانيا ، في ولاية فيلادليفيا: " عندما تبتلع اللعاب ، يعمل على تحييد
الحمض في المرئ . كما يفيد امتصاص قطعة حلوى في تحقيق الهدف " .
وتقول الطبيبة ( بينيت روث ) ، وهي أستاذة جامعية ورئيسة قسم أبحاث أمراض
المعدة والأمعاء في جامعة كاليفورنيا: " تفيد زيادة اللعاب في تنظيف المرئ
. وعندما يقوم المرء ببلع اللعاب ، يقوم بتنظيف المرئ من كل شئ بما فيه
الحمض " .
وتضيف ( روث ) أن الأشخاص الذين يعانون في بعض الأوقات من الحرقة في فـم
المعدة ، ربما يستفيدون من هذه الوسيلة البسيطة في العلاج ، أما المرضى
الذين يعانون كثيراً من الحرقة في المعدة فيحتاجون لتعاطي دواء أقوى .
وقد أظهـرت الدراسة التي جرى خلالها متابعة حالات ( 12 ) شخصاً يعانون من
الحموضة في المعدة والمرئ ، وشارك فيها ( 24 ) متطوعاً صحياً ، أن مستويات
الحموضة بعد الوجبة تراجعت بعد قيام المرضى بالمشي ومضغ العلكة .
وفي اليوم التالي ، وبعد تناول وجبة الإفطار ، طلب من المشاركين في
الدراسة السير لمدة ساعة بعد الوجبة ، ثم الجلوس لثلاث ساعات أخرى في
الوقت الذي جرى فيه مراقبة مستويات الحموضة خلال الساعات الأربع بعد الأكل
.
وفي اليوم التالي ، طلب الباحثون من المشاركين الستة والثلاثين في الدراسة
مضغ العلكة لمدة ساعة بعد تناول طعام الإفطار ، من ثم الجلوس لثلاث ساعات
أخرى . ومرة ثانية تمت مراقبة مستويات الحموضة خلال الساعات الأربع بعد
تناول الإفطار .
وعندما قارن الباحثون بين معدلات الحموضة المسجلة في الأقسام الأربعة من
الدراسة ، وجدوا أن المشي كان مفيداً بدرجة ما في تقليص معدلات الحموضة في
المعدة والمرئ ، لكن أثره كان قصير الأمد . ومن جانب آخر ، كان لمضغ
العلكة أثر أفضل ، وقد دام مفعولها لمدة ثلاث ساعات ، . وقد تراجعت معدلات
الحموضة لدى جميع الأفراد المشاركين في الدراسة .
_ علكة وحبوب . . مضادة للحموضة .
ولمن يبحثون عن الفائدة الأكبر يقترح الخبراء مضغ العلكة التي تحوي مضادات
الحموضة . وقد كشفت الدراسة المنشورة سابقاً ، أنه عند مضغ العلكة الحاوية
على بيكربونات الصوديوم ، فإن حصيلتهم من اللعاب القلوي تكون أكبر من
أولئك الذين يمضغون العلكة العادية .
وربما تتفوق العلكة المضادة للحموضة في فائدتها وأثرها على المرضى على الحبوب المضادة للحموضة .
وقد كشفت دراسة قارنت بين مواصفات العلكة المضادة للحموضة وأثرها في خفض
الحموضة في المعدة والمرئ ، وبين الحبوب التي تمضغ عادة للتخفيف من
الحموضة ، أن العلكة أكثر فعالية في تحييد الحمض . وقد طلب من أربع وعشرين
شخصاً يعانون من الحرقة في فم المعدة مضغ العلكة المضادة للحموضة أو
الحبوب ذات الخاصية نفسها ، وراقب الباحثون آثار كلا العلاجين ، فوجدوا أن
العلكة وفرت علاجاً أسرع وأطول مدة من أعراض الحرقة . وقد تأكد الباحثون
أن العلكة أكثر فائدة وفعالية من الأدوية الكيماوية ، في خفض مستويات
الحموضة .
ولمضغ العلكة فائدة إضافية تتمثل في أنها ربما تساعد على حماية أسنانك من
النخر ، كما يحتمل أنها تفيد بعض أنواعها في تبييض الأسنان وتنظيفها .