إبراهيم العيسة
أخصائي علاج النطق واللغة
قسم علاج النطق واللغة-مؤسسة حمد الطبية
ialayaseh@hmc.org.qa بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى:" فورب السماء والأرض إنه
لحق مثل ما أنكم تنطقون" الذاريات (23)
¬الكلام أحد أساليب الترميز لتبادل المعلومات والأفكار والمشاعر أثناء عملية التخاطب والتواصل.
¬ما هو الكلام؟ هو عبارة عن عملية يشترك في إنتاجها مجموعة من الآليات وهي التنفس والتصويت(إصدار الصوت من الحنجرة) والرنين والنطق واللحن الكلامي.
¬إذاً فالصوت هو إحدى الآليات التي تعمل لإنتاج الكلام، و بالتالي عملية التخاطب اللفظي.
¬فما هو الصوت ؟
إن الحنجرة هي مكان إصدار الصوت، وذلك بحدوث إغلاق للوترين الصوتيين ثم خروج هواء الزفير من الرئتين باتجاههما فيؤدي إلى اهتزاز الغشاء المخاطي المغلف لهما، وهذا الاهتزاز هو الصوت الذي ينتقل إلى تجاويف البلعوم والفم والأنف، حيث تنطق الأصوات الكلامية مثل: {ح، ت، م}.
ومن هنا فإن أي مرض أو خلل يصيب الوترين الصوتيين يؤدي إلى الإصابة باضطرابات الصوت ( البحة الصوتية ).
نسبة انتشار اضطرابات الصوت
¬الاضطرابات الصوتية منتشرة بنسبة 10 إلى20% بين أطفال المدارس.
¬ وبنسبة 7% بين الكبار.
¬وبنسبة أكثر من 15% بين المدرسين.
¬احتمالية إصابة المدرسين باضطرابات الصوت أكثر ب 32 مرة من غير المدرسين.
وللاضطرابات الصوتية أسباب وظيفية وأخرى عضوية:
•الأسباب العضوية :- وتنتج عن الأمراض التي تصيب الحنجرة وتشمل: العيوب الخلقية ، والأورام الحميدة والخبيثة، وشلل أو ضعف الوترين الصوتيين واضطراب في إفراز الغدد، والإصابات أو الضربات المباشرة على الحنجرة، وغيرها.
•الأسباب الوظيفية : التي ليس لها أساس عضوي مثل: فقدان الصوت الهستيري، والاضطرابات الناتجة عن سوء الاستخدام، والتغيرات العضوية التي تنتج عن الاستخدام الخاطئ للصوت.
www.eMedicine.com.Inc ¬ومن الأسباب الوظيفية التي ينتج عنها خلل عضوي الاستخدام الخاطئ الذي يسيء إلى عمل الوترين الصوتيين والحنجرة، حيث يتطلب تدخل أخصائي علاج النطق واللغة لعلاج مشكلة الصوت.
¬ومن السلوكيات الخاطئة التي تضر الوترين الصوتيين:
¬التكلم لفترات زمنية طويلة وبصوت مرتفع، وكثرة الصراخ،
¬التكلم في الأماكن التي بها ضوضاء،
¬استخدام نغمة صوت غير طبيعية، تقليد بعض الأصوات،
¬بالإضافة إلى سلوكيات أخرى غير لفظية مثل النحنحة والسعال المفرطين، الضحك بصوت مرتفع، البكاء بكثرة،
¬التدخين، تناول الكحول.
جميع السلوكيات الخاطئة السابقة تؤدي إلى تغيرات فسيولوجية وتركيبية للوترين ، حيث تنمو حبيبات على سطح الوترين الصوتيين، فأثناء الصراخ والتكلم بصوت مرتفع
يصطدم الوتران الصوتيان ببعضها بقوة وعندما يتكرر هذا الاصطدام القوي مرات عديدة -وخصوصا إذا مرّ الشخص بضغوط حياتية وانفعالية- تظهر على سطح الوترين الصوتيين وحوافها أورام وانتفاخات تتحول إذا ما استمرت هذه السلوكيات السيئة إلى:
أكياس مليئة بالسائل(edema)
تصبح مع مرور الوقت حبيبات ليفية أكثر صلابة تسمى
العقد الصوتية(vocal nodules)
فحص الحنجرة بالمنظار للمرضى الذين يسيئون استخدام أصواتهم عادة ما يظهر الوترين الصوتيين:
محتقنين أو ملتهبين أو غليظين
والاستمرار باستخدام الصوت بشكل خاطئ يمكن أن ينتج عنه نمو:
حبيبات،عقد صوتية (vocal nodules)
أو
ورم في الغشاء المخاطي (polyp)
أو
حدوث تقرّح ورم حبيبي
(contact ulcer granuloma)
•عندما يكون هناك ورم أو حبيبات على الوترين الصوتيين تصبح عاجزة عن القيام بإغلاق كامل لفتحة المزمار، ويبقى هناك فجوة يتسرب منها هواء الزفير الصاعد من الرئتين، بالإضافة إلى إهتزاز الوتران الصوتيان بشكل غير منتظم نتيجة تغير كتلتهما وتكون النتيجة صوت نشاز ذو بحة واضحة.
المهن التي يمكن أن يتعرض أصحابها للإصابة باضطرابات الصوت الناتجة عن سوء استخدامه:
1) المدرسون .
2)الخطباء وأئمة المساجد.
3)المغنون والمنشدون والممثلون المسرحيون.
4)المحامون.
5)الذين يمتهنون الهتاف في المباريات.
أعراض سوء استخدام الصوت
1- الإعياء الصوتي بعد استخدام الصوت لفترة غير طويلة.
2- عدم القدرة على إصدار صوت واضح وسهل (ناعم) بدون جهد وشد على عضلات الحنجرة والرقبة.
3- صوت أجش(خشن) بصورة مستمرة أو متقطعة.
4- الشعور بعدم الراحة والانزعاج بعد الكلام مثل الشعور بالحاجة للحك، وجود حكة، حرقة، ألم في الحلق، شد وتوتر في منطقة الرقبة وثقل في عظمة القص (العظمة الوسطى في الصدر) وهذه المظاهر قد تحدث كلها أو بعضها.
كيف يمكن الوقاية من اضطرابات الصوت(المحافظة على الصحة الصوتية)
•(أ) حافظ على حيوية الغشاء المخاطي للوترين الصوتيين:
وذلك من خلال تزويد الجسم بالمياه:
1)التزود المنتظم بالشرب(للجلد والعيون والغشاء المخاطي)، فيجب شرب 8-10 أكواب ماء يوميا.
2)التزود من خلال سطح الغشاء المخاطي من خلال الرطوبة:
حافظ على استثارة الغدد اللعابية، بمضغ العلك أو مص الحلاوة.
•حافظ على بيئية جيدة للوترين الصوتيين: حاول التخلص من
1)ارتجاع الغازات من المعدة (GERD)
2)الجيوب الأنفية
3)الحساسية
مع الانتباه إلى أن بعض الأدوية تسبب جفاف للمجرى التنفسي والوترين الصوتيين.
•(ب) تجنب جرح الوترين الصوتيين:
1)النحنحة
2)السعال
3)الصراخ
4)الحزق
5)التكلم بصوت عالي لفترات طويلة.
6)التكلم بكثرة بصوت منخفض النغمة.
•(ج) تعامل مع الجهاز الصوتي (الحنجرة) كما يتعامل الرياضي مع أي جهاز عضلي في جسمه:
•يوجد نوعين من الاعياء قد يصيب الحنجرة،
1) إعياء العضلات
2) إعياء الغشاء المخاطي
•(د) استخدم جهازك الصوتي بحكمة:
كلما تعرفت على الصوت وكيفية صدوره، تكون في أمان.
كلما تعرفت على خصائص صوتك أكثر، تكون في أمان.