سعيد الشطبي

في الوقت الذي بدأ فيه بنهيمة يرخي حبل التحدي بعد شد وجذب عنيف مع الربابنة المغاربة، كانت سمعة الخطوط الملكية المغربية تتلقى ضربة موجعة أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية. فقد تناقلت وسائل الإعلام المحلية في مدينة أورلاندو (ولاية فلوريدا) محنة طفلة من أصل مغربي، لا تتجاوز من العمر 12 سنة، مع الخطوط الملكية المغربية.
يحكي أب الطفلة أنه اعتاد، خلال الـ25 سنة الماضية، السفر من وإلى الولايات المتحدة قبل أن يقرر مؤخرا إرسال ابنته، عالية موساوي، بمفردها إلى المغرب لزيارة جديها. دفع الأب كل المصاريف المتعلقة بالرحلة لشركة الطيران الداخلية «ديلتا»، التي عهد إليها بالطفلة على أن تتكلف بإجراءات تسليمها إلى الخطوط الملكية المغربية بمطار «ج.ف.كنيدي» بنيويورك.
إلا أن الأمور لم تتم بالشكل الذي توقعه الأب المغربي، الذي لم يتصور أن المصاريف التي دفعها من أجل تغطية رحلة الذهاب والعودة لن تنفع في تجنيب ابنته القاصر أتعابا كان من الممكن أن تعرضها للأخطار.
فعندما حطت طائرة الخطوط المغربية، في رحلة العودة، بمطار كنيدي تُركت الطفلة لحالها دون أن تجد من يتكلف بمرافقتها إلى مقر شركة «ديلتا» من أجل نقلها نحو مدينة أورلاندو، حسب أقوال الأب الذي نشر حكايته على موقع «يوتوب» وتلقفتها نشرة «موروكو بورد نيوز». يقول الأب إن الخطوط الملكية المغربية «لم تراع المصاريف التي دفعت لضمان خدمة التكفل بابنته (القاصر)، فقد رفضت مصالحها مرافقة ابنته إلى مقر شركة «ديلتا»، واكتفت بترك الطفلة في مطار كنيدي دون أدنى اهتمام بما قد يحدث لها بعد عودتها إلى نيويورك».
ومن حسن الحظ، يتابع الأب، أن أسرة مغربية كانت في طريقها إلى أورلاندو، انتبهت إلى الطفلة وتكفلت بأخذها معها خلال الرحلة إلى مدينتها الأصل؛ وقبل ذلك، اصطحبتها معها إلى الفندق الذي قضت فيه ليلة واحدة في انتظار موعد الرحلة.
ويضيف الأب موساوي، واصفا محنته، أنه ظل يبحث، لمدة 24 ساعة، عن رقم هاتفي يتصل من خلاله بالخطوط الملكية المغربية، لكنه لم يجد، قبل أن يخبر وسائل الإعلام المحلية، منها قناتا «ABC» و«NBC»، التي أوفدت صحافيين لتغطية وصول الطفلة إلى مطار أورلاندو ودعوتها، هي ووالدتها، إلى الحديث عما وقع لها أمام «جمهور لم يسبق له حتى أن سمع عن الخطوط الملكية المغربية، يقول الوالد»؛ وهو ما «أساء إلى سمعة الشركة». في مقابل ذلك، أثنى موساوي على الخدمة التي قدمتها إليه شرطة «ديلتا» للطيران، التي قدمت إليه تعويضا عما جرى لابنته.