ماذا يعني الدخول إلى قلب حواء ؟ يعني غزو عواطفه و امتلاك مشاعرها و سيطرة الرجل عليها
وهل بأ استطاعة الرجل – أي رجل – أن يجعل المرأة خاضعة منقادة لــه ؟ بعض
الرجال يتوهم أنه يستطيع أن يدخل إلى قلب حواء بالمال و بالهدايا وبعضهم
يزعم أن الطريق إلى قلب حواء, تفتحه الكلمة الرقيقة والبسمة الحانية,
والنظرة الرءومة والبعض يتخيل أن قلب حواء كالحديقة العامـة, يرتادها
طـلاب اللهو والتسلية مـهما كان المـقابــل طفيفا0 مزاعم عديدة تطوف في
إخلاد الرجال عن قلب حواء وكل منهم يحاول أن يكون الفارس الذي يغزو هذا
القلب, ويستولي عليه ثم يتبين بعد جهد و مشقة أنه كبا في الطريق قبل أن
يصل إلى قلب حواء لمــــــــاذا ؟ لان حواء بطبعها مخاتلة مخادعة و
خلتها و خداعها ناشئان من طبيعتها الأنثوية الرقيقة وقد عوضها الله عن ضعف
بنيتها,قوة ضاربة في المكر و الدهاء حتى أنها لتستطيع أن توهم عشرات
الرجال أن كل منهم يجلس على عرش قلبه بينما هذا العرش لا يعرف أحد منهم
مكانه ولا الطريق اليه ولكن حواء رغم الختل و الخداع و المكر و الدهاء
لا تستطيع أن تجد للحياة طعما بدون رجـــل يحنو عليها و يرعاها و يسقيها
كأس الحب و المودة فكما أن الشجرة لا تنمو وتزهر و تثمير و يصير لها ظل
ظليل إلا إذا تعهدها إنسان بالري و السقيا فكذلك قلب حواء لا يزهر و
يترعرع و تعبق فيه العواطف إلا إذا كان ثمة من يغذوه بالحب والحب عند
حواء كلمة سحرية يرتج له كيانها كله إذا همس بها هامس في أذنها, وتدخل
إلى قلبها بدون استئذان . إذن فالمدخل إلى قلب حواء هو الحب ويأتي بعد
ذلك المال والجاه والمنصب و الحسب و النسب وكل ما يبهر المرأة من زخارف
الحـــياة ولكن هل في استطاعة كل رجل أن يحب ؟ أن يتذوق العواطف ؟ أن يعرف
الطريق إلى قلب حواء ؟ فالحب ليس لــه قوانين و لوائح تحكمه و توجهه , مثل
القطاع العام , وإنما هو شعلة مقدسة , تــضيء أحيانا , و تحرق أحيانا
أخرى وفي كلتا الحالتين فان الحب يلذ عذاب أشواقه, و مكابدة صبابته
والمرأة دائمـا تريد أن تـــــكون محبوبة, حتى ولو كان قلبها موصدا دون من
يحبها فهي تريد أن تظل في دائرة الضوء
ضوء الشعلة المقدسة الموقدة في قلب الرجل وتريد أن ترى من يتدله بها
غراما, حتى وأن كانت تسخرمنه ولذلك فانه يمكن الوصول إلى جسد المرأة ,
دون الوصول إلى قلبها المرأة تـــمـنح جسدها من تحب ومن لا تحب
ولكنها تحتفظ بقلبها ولا تفرط فيه ولذلك قل عدد النساء العاشقات في
حين أن العاشقين من الرجال, تزخر بهم ساحة الحياة, وتحفل بهم كتب الفن و
الأدب ومع أن الرجل يعلم هذه الحقيقة عن المرأة فانه لا يكف عن غزو قلب
حواء ويخسر المعركة اثر المعركة ومع ذلك تدفعه شهواته و نزواته إلى النضال
في ميدان الحب
و لــــنا أن نـتـســـــــــاءل من الذي يستطيع أن يظفر بقلب حواء؟ من الذي أؤتي مواهب خاصة لولوج مملكة المرأة و الهيمنة عليها ؟
ماذا يستخدم من أسلحة ؟ وماذا يعد من خطط ؟ ومن أين يبدأ المعركة ؟ وكيف يقودها ؟
إن الوصول إلى قـلب الـمرأة, معـناه الوصول إلى الحـياة الهادئة الناعمة
التي لا تـهب في جــــوها الأعاصير و تتغشى سماءها السحب الداكنة
إن قلب المرأة عالم عجيب يتسع لمختلف العواطف وشتى النزعات إن هذه
الإنسانة الـرقيـقة الأخاذة بسحرها و جمالها أقوى من الرجل بالرغم من أن
كبرياء الرجل تصور له العكس ولهذا يعيش مخدوعا بقوة عضلاته و صلابة
بنيته ثم لا يلبث أن يسقط شهيدا بين يدي امرأة