الأنفلونزا «تخلي» المدارس بالدارالبيضاء
وحيد أبو أمين
حالة من الفزع والتخوف تخيم منذ حوالي أسبوع على عدد من آباء وأمهات الأطفال، بفعل تعرض فلذات أكبادهم لنزلات برد قوية، اعتبرها بعضهم غير عادية لارتفاع الحرارة المتواصل رغم عيادة الطبيب واتباع الوصفات الطبية. وفي هذا الإطار باتت أقسام المستعجلات لمستشفيات الأطفال بالدرالبيضاء، حبلى بالمصابين وذويهم ، إذ تعج هاته المصالح بالصغار والصراخ والبكاء يوحد بين آلامهم التي تسببت فيها الكحة، وسيلان الأنف، وارتفاع درجات الحرارة والصعوبة في التنفس. وضع تتقاسمه مستعجلات المستشفيات العمومية والخصوصية والعيادات الطبية المتخصصة في طب الأطفال.
العديد من الآباء فسروا سر هذا الإقبال على المصالح الطبية بتخوفهم من احتمال الإصابة بداء أنفلونزا الخنازير أو فيروس «أ إتش 1 إن 1»، سيما بالنظر إلى حجم التغيبات من أقسام المؤسسات التعليمية سواء بمستوى رياض الأطفال أو بالمستوى الابتدائي ( بعض الأقسام تغيب عنها 10 إلى 14 طفلا وتلميذا دفعة واحدة ). وفي هذا الإطار أكد عدد منهم لـ «الاتحاد الاشتراكي» أنهم عند إجرائهم لاتصالات مع مسؤولي المدارس التي يدرس بها أطفالهم لتبليغهم بعذر غيابهم بسبب المرض، يُخبرون أن الادارة تتفهم الأمر لكون أطفال آخرين مرضوا خلال الفترة الأخيرة وهم يتابعون العلاج بمنازلهم.
طبيبة متخصصة في طب الأطفال صرحت لـ «الاتحاد الاشتراكي» أنه ليس هناك ما يبعث على القلق فحالات الإصابة بالأنفلونزا هي من نوع الأنفلوانزا الموسمية العادية حتى الآن وأعراضها معروفة، وتصيب خاصة الأطفال والمسنين، سيما الذين يعانون من أمراض الحساسية. مضيفة، أن ارتفاع عدد المصابين بها في هاته الفترة راجع إلى التقلب المناخي، مما يستوجب زيارة الطبيب واستعمال التلقيح الموسمي للأنفلونزا العادية. وهو الأمر الذي أكد بشأنه عدد من الآباء أنه رغم خضوعهم وأبنائهم لهذا التلقيح فهو لم يأت بأي مفعول لكون الأنفلونزا أصابتهم وذويهم وبشكل قوي.
في السياق ذاته أكد مصدر طبي رفيع بالعاصمة الإقتصادية، أن الوزارة تعتمد مسطرة لقياس عدد الإصابات بالأنفلونزا الموسمية خلال كل موسم خريفي يعتمد على إجراء مقارنة مع الأربع سنوات الأخيرة لمعرفة إن كان عدد المصابين قد ارتفع، مضيفا، أنه لحد الساعة لم يسجل أي أمر يدعو للقلق، وبأن عملية «المراقبة الجامعة» التي يشارك فيها بعض الخواص إلى جانب أطر الصحة العمومية، توضح أن الأمر طبيعي وبأن نزلات البرد متوقعة وهي في المعدل العادي، ولهذه الغاية فإن جميع المتدخلين والوزارة في تعبئة تامة في إطار عمليات التحسيس من داء أنفلونزا الخنازير وسبل الوقاية وهم جاهزون للتدخل في أية حالة اشتباه.
9/10/2009
الاتحاد الاشتراكي