الوسائل التعليمية وعلاقتها بتقنيات التعليم

الوسائل التعليمية وعلاقتها بتقنيات التعليم للوسائل التعليمية اهمية كبيرة في نجاح العملية التعليمية انطلاقا من المبدأ القائل ان التعليم يبدأ من المحسوس الى المجرد أي ان التلميذ يستطيع ان يفهم المحسوسات اكثر من فهمه للافكار والرموز المجردة وهذا مادعا رجال التربية والتعليم الى ادخال هذه الوسائل التعليمية في التدريس وجعلها ركيزة مهمة واساس لايمكن الاستغناء عنها في العملية التعليمية.للوسائل التعليمية اهمية كبيرة في نجاح العملية التعليمية انطلاقا من المبدأ القائل ان التعليم يبدأ من المحسوس الى المجرد أي ان التلميذ يستطيع ان يفهم المحسوسات اكثر من فهمه للافكار والرموز المجردة وهذا مادعا رجال التربية والتعليم الى ادخال هذه الوسائل التعليمية في التدريس وجعلها ركيزة مهمة واساس لايمكن الاستغناء عنها في العملية التعليمية, كما ان الوسائل التعليمية باختلاف انواعها تستخدم في تدريس غالبية المواد الدراسية لما تحتويه من اجهزة متنوعة مثل اجهزة الحاسب الالي والفيديو والتلفاز وجهاز الاسقاط الضوئي فوق الرأس وجهاز السلايد أو الشرائح الشفافة وغيرها وكذلك ماتتضمنه من مواد متعددة مثل الصور والرسوم والأشكال والخرائط والنماذج الحية وغير الحيه والعينات والاسطوانات وغيرها , فالوسائل التعليمية لها فوائد متعددة منها انها تجعل عملية التعلم اكثر عمقا واصالة فلها الاثر البالغ في شد انتباه الطلبة نحو الدرس وتنمية ميولهم نحو التعلم وتحسين كثير من المهارات سواء كانت فكريه مثل الملاحظة والتنبؤ وإدراك العلاقات أو مهارات يدوية مثل القيام بإجراء التجربة واكتشاف أساسيات المعرفة المتعددة.فالمعلم يستطيع ان يتحسس الفرق بين تدريس المادة الدراسية بشكل مجرد من الوسائل التعليمية (الطريقة الإلقائية) وبين التدريس باستخدام الوسائل التعليمية. فالوسائل اصبحت ركنا مهما في العملية التعليمية ولها دور كبير في تحقيق أهدافها فهي عنصر مهم في العملية التعليمية وجزء اساسي في تقنيات التعليم تتضمن مجموعه من الأجهزة والمواد يستخدمها المعلم لتوضيح كثير من المعاني والرموز المجردة وتأكيد النظريات العلمية والتطبيقية باستخدام الحواس من اجل تحسين عملية التعليم والتعلم وتحقيق الأهداف التعليمية العامة والخاصة بالحدود الممكنة ومن هذا التعريف للمؤلف يتضح دور الوسائل التعليمية كجزء من تقنيات التعليم أو كعنصر اساسي في العملية التعليمية تشترك فيها حواس المتعلم من اجل استيعاب المادة الدراسية وفهمها بطريقة نظرية أو عملية ليستطيع المعلم من تحقيق الاهداف التعليمية بالشكل المنشود .عرفها الحيله (1998م) بأنها " كل ما يساعد على انتقال المعرفة والمعلومات والمهارات المختلفة من شخص الى آخر في مجال التربية والتعليم والتدريب من المعلم أو المدرب الى الطلاب أو المتدرب لترفع من القدرة على اكتساب المهارة وذلك بمخاطبة اكبر عدد من الحواس"وانطلاقا من هذا المفهوم فقد مرت الوسائل التعليمية بمراحل مختلفة ومسميات متعددة الى ان اصبح مفهوما مرتبطا بالتقنيات التربوية ارتباطا وثيقا ليصبح استخدامها خاضعا لمبادئ التخطيط العلمي والمنهجي وتتبع أسلوب النظم فأصبحت الوسائل التعليمية جزءا من تقنيات التعليم التي تحمل مفهوما اوسع واشمل واصبح التركيز على تكنولوجيا التعليم كما يراه الطوبجي (1987م) بوصفها اسلوبا في العمل وطريقة التفكير في حل المشكلات بالاستعانة بنتائج البحوث العلمية في ميادين المعرفة وتأتي الوسائل التعليمية حلقة في هذا المخطط المنهجي الذي يبدأ بتحديد اهداف الدرس تحديدا سلوكيا ويعمل على اتباع اسلوب النظم في تحقيق هذه الاهداف.تقنيات التعليم وتعريفاته :يعد مصطلح تقنيات التعليم أو تكنولوجيا التعليم مهما في رسم مخطط لإستراتيجية الدرس وتنفيذه وتقويمه لتحقيق اهداف محددة وانطلاقا من هذا المفهوم وقبل الدخول في تعريفات تكنولوجيا التعليم نود ان نرجع الى اصل كلمة تكنولوجيا والتي ترجع اصولها الى اللغة اليونانية وهي تتكون من مقطعين تكنو(فن التطبيق) ولوجيا (التغير المنطقي) أي بمعنى فن التطبيق للتغير المنطقي وتعرف على انها عملية تطبيق المعرفة للاغراض العلمية والتعليمية.ويرى بعض التربويين ان كلمة تكنولوجيا وكلمة نظام مرتبطتان معا فترى (لجنة ادجار فور) ان كلمة تكنولوجيا تتكون من مجموعه من الاجزاء المستقلة في نشاطها والمتفاعلة في الوقت نفسه فيما بينها لتحقيق اهداف مرسومة سلفا ,بينما يرى (ادجار ديل) ان التكنولوجيا هي طريقة منظومية systematic في العمل مخططة للوصول الى نتائج محددة (اسكندر وزميله,1994,ص15). ويعد مصطلح تقنيات التعليم محيرا فبعضهم يرى ان مسمى المصطلح مرتبط باستخدام الأجهزة والآلات والوسائل التعليمية المختلفة بينما يرى آخرون انها تتضمن تحليلا منظما لكل من عملية التعليم والتعلم , ولكن مفهوم تكنولوجيا أو تقنيات التعليم اشمل واوسع من مجرد استخدام الأجهزة والآلات والمواد ويرى (جون كنت) ان دور تكنولوجيا التعليم في المقام الاول هي طريقة في التفكير فضلا عن انها منهج في العمل وأسلوب في حل المشكلات يعتمد على اتباع مخطط منهجي وأسلوب الناظم لتحقيق اهدافه ويتكون هذا المخطط من عناصر كثيرة تتداخل وتتفاعل معا بقصد تحقيق اهداف تربوية محددة ويأخذ هذا الاسلوب بنتائج البحوث العلمية في كل الميادين الإنسانية والعلمية والتطبيقية حتى يتسنى له ان يحقق هذه الأهداف بأعلى درجة من الكفاءة والاقتصاد في التكاليف (الطوبجي,1986,ص 35).بينما اشار تشارلز هوبان الى ان تكنولوجيا التعليم وتقنيات التعليم هي تنظيم متكامل يشتمل على خمسة عناصر تعمل داخل اطار واحد وهي :1. الانسان :وهو اصل الحياة ونعني به تنمية الطاقة البشرية واستثمارها والتي تعد من اهم الاهداف التي تسعى المؤسسات التربوية الى تحقيقها وتؤكد دور الانسان سواء كان باحثا عن المعرفة أو مقدما أو مستقبلا أو ناشرا لها.2. الآلة أو الآلات:وتعمل الاجهزة والآلات لخدمة الانسان فهي في رأي البعض امتداد لقدرته على تحقيق غاياته, وانها تساعده على تحقيق كثير من الوظائف بصورة سريعة ودقيقة.مثل أجهزة الحاسب الآلي ,التلفاز وغيرها.3. الآراء والأفكار :وهي الاراء والمعلومات التي تنتقل عن طريق الالة بحيث لايمكن للجهاز ان يعمل من فراغ فلابد من تغذيته بالاراء والافكار والمعلومات ليتم نقلها والاستفادة منها.4. أساليب العمل:من اجل ان يتم تحقيق الدور الكامل الذي تقوم به تلك العناصر المذكورة انفا لابد من استخدام اساليب العمل المتنوعة التي يقوم بها الانسان أو تعمل به الآلات والتي ربما تحتاج الى التغيير أو التبديل أو التطوير لعناصر الاطار من اجل ان يتم تحقيق الاهداف المنشودة على مستوى عال من الاداء .5. الإدارة :وهي دراسة منطقية لجميع عناصر الاطار لابتكار الأساليب والأنظمة التي تحكم سير العمل وتنظمه بما يكفل تهيئة افضل الظروف لتلك العناصر الموجودة داخل الاطار ومن اجل تحقيق اهداف موضوعية بدرجة عالية من الكفاءة لكل عنصر من عناصر الاطار (الطوبجي,1987).وفيمايلي سنتناول بعض التعاريف الاخرى لتقنيات التعليم وهي 1. تعريف مجلس تقنيات التربية في المملكة المتحدة والذي ينص على ان ( تقنيات التربية هي تطوير وتطبيق وتقويم الانظمة والطرق والوسائل لتحسين عملية التعلم الانساني) (العقيلي ,1997)2. تعريف وكالة تقنيات التربية بالولايات المتحدة الأمريكية والذي ينص على ان تقنيات التربية هي ( طريقة منظمة لتصميم وتقويم عملية التعليم والتدريس كلها في ضوء اهداف محددة قائمة على البحوث في التعليم الانساني والاتصال مستخدمة موارد بشرية وغير بشرية للحصول على تعليم اكثر تأثيرا) (العقيلي ,1997)3. تعريف فريق عمل بجمعية الاتصالات التربوية والتكنولوجيا (AECT) بالولايات المتحدة الأمريكية والذي ينص على انها ( عملية متشابكة متداخلة تتضمن المشاركة الفعالة بين عدة عناصر تشمل العنصر البشري واساليب العمل والأفكار والأدوات والمنظمات التي يتبعها لتحليل المشكلات التي تدخل جميع جوانب التعليم الانساني وبناء الحلول المناسبة لهذه المشكلات وادارتها ثم تنفيذها وتقويم نتائجها ) (القلا,1995)4. تعريف يونس (1999) والذي ينص على انها " مفهوم واسع للعملية التعليمية ويقصد بها التخطيط والتصميم للبرامج التعليمية والمناهج الدراسية وأساليب تنفيذ تلك المناهج والبرامج بما في ذلك انتاج المواد التعليمية ثم المواقف التعليمية ومايدور فيها بين المعلم والتلميذ وادارة تلك المواقف, ثم يمتد ليشمل ايضا تقييم العملية التعليمية بجميع ابعادها) ويتضح من التعاريف السابقة شمولية تقنيات التعليم التي تعني اكثر من مجرد استخدام الاجهزة والآلات فهي تعني طريقة للتفكير وفق منهج للعمل وأسلوب لحل المشكلات متبعا في ذلك مخططا واسلوبا منهجيا للتقويم واسلوبا للنظام ويتكون هذا المنهج النظامي من عدة عناصر متداخلة تتفاعل معا بهدف تحقيق الأهداف التعليمية المنشودة بكفاءة عالية.وظهر تعريف حديث لجمعية الاتصالات التربوية والتكنولوجيا (AECT) عام 1994 وهو يصف ويوجز تعريف تكنولوجيا التعليم كنظرية ومجال ومهنة نتيجة جهود كبيرة قام بها كل من الاساتذه باربرا سيلز من جامعة بتسبرج وريتا ريتسي من جامعة وايان الحكومية مع لجنة التعريف والمصطلحات بجمعية الاتصالات التربوية والتكنولوجيا.وبنى التعريف الجديد لتكنولوجيا التعليم حول خمسة موضوعات منفصلة تهم المتخصصين في تكنولوجيا التعليم وهي : التصميم والتطوير والاستخدام والادارة والتقويم وهذه مكونات مجال تكنولوجيا التعليم وفق المفهوم الجديد مع العلم ان العلاقة بين المكونات هي علاقة تعاون ومؤازرة حيث ان اثر تفاعل مكونات المجال معا اكبر من مجموع اثر كل منها على انفراد (الصالح,1998,ص 57-60).المرجع : كتاب الوسائل التعليمية ومستجدات تكنولوجيا التعليم , للدكتور جمال الشرهان منقول