احتجاجا على رفض طلبه لمتابعة دراسته ، تلميذ ينتحر أمام نيابة سطات
جلال كندالي
وضع التلميذ مصطفى أسكور حدا لحياته في الأيام القليلة الماضية، وذلك بعد أن أقدم على عملية انتحار أمام نيابة وزارة التعليم بسطات. وحسب مصادر مطلعة، فإن أسباب إقدام هذا الشاب، الذي كان يتابع دراسته بثانوية الرازي على هذه العملية، تعود إلى رفض طلبه الاستعطافي الذي كان قد تقدم به لمواصلة متابعة دراسته بالبكالوريا بنفس الثانوية.
وتضيف مصادرنا أن الفقيد زار مدير ثانوية الرازي يوم وقوع هذه المأساة، إلا أن طلبه قوبل بالرفض من طرف نفس المسؤول، خاصة وأن مصادرنا تشير إلى أن نفس المسؤول كان دائما يتعامل مع التلاميذ الذين يتابعون دراستهم بهذه المؤسسة التعليمية باستهزاء كبير وبطريقة لا تمت للعمل التربوي بأية صلة.
وتضيف مصادرنا أن الشاب مصطفى أسكور توجه بعد ذلك إلى نيابة التعليم لنفس الغرض، إلا أن الأمور لم تستقم في وجهه، الشيء الذي أدى به إلى تناول مادة سامة في إشارة منه للفت انتباه المسؤولين إلا أنه فارق الحياة بمقر نيابة سطات.
رحيل هذا التلميذ خلف استياء كبيرا في صفوف زملائه واصدقائه وكذلك في الشارع السطاتي، كما خلفت هذه المأساة أسئلة أكبر من هذه الفاجعة في ظل الشعارات المرفوعة من طرف الوزارة نفسها حول محاربة الهدر المدرسي، وما تتطلبه هذه العملية من أموال طائلة، حيث سيكلف هذا البرنامج المسمى بـ «تيسير» من خلال الميزانية المرصودة له في مشروع ميزانية المالية لسنة 2010 اعتمادا يقدر بـ 240 مليون درهم.
هذه الحالة تضع من جديد برنامج الوزارة في قفص الاتهام، خاصة بعد إصرار الراحل على التشبث بمواصلة مشواره الدراسي، مما اضطره إلى وضع حد لحياته احتجاجا على اصرار المسؤولين على عدم تلبية طلبه، وبذلك تكون مثل هذه العقليات لا تساهم فقط في الهدر المدرسي، بل أيضا في الهدر الوجودي.
10/17/2009
http://www.alittihad.press.ma/def.as...-18%2012:22:00