mostapha منصوري جديد
الجنس : عدد الرسائل : 5 العمر : 43 العمل/الترفيه : OUVRIER المدينة : CASABLANCA البلد : الهواية : تاريخ التسجيل : 01/11/2009 نقاط : 11
| موضوع: اللغة الوطنية الإثنين نوفمبر 02, 2009 1:37 am | |
| تمثل اللغة أهــم مقومات شخصية الأمة، فهي من سماتها المميزة، وهي سجل مفاخرها، وصوت أمجادها الماضية، وصورة حاضرها بصراعاته وقضاياه وأحداثه، وهي نافذة إلى مستقبلها بآماله وطموحاته، هي فكر الأمة ووجدانها، ومرآة لمناشط الحياة في ربوعها، ولذلك فإن اللغة تعبر عن واقع الأمة، تطورا أو تخلفا، قوة أوضعفا، انتشارا أوانحسارا، صعودا أوهبوطا، ظهورا أوضمورا لمغرب هو البلد الوحيد ـ من بين مجموعة من الدول التي تستعمل فيها هذه اللغة ـ الذي رسم كتابة الامازيغية بتيفيناغ. فالجزائر تراوح الاختيار بين الحرفين اللاتيني أو العربي, ومالي تستعمل الحرف الأول لكتابة تاماشيقت Tamachiqt . والبلدان الأوروبية التي اختارت الامازيغية لغة للتدريس و البحث كلها لجأت إلى اللاتينية لكتابتها, مما يجعل المغرب في وضع شاذ غير منسجم مع الاتجاه العالمي الذي سبق و أن اقر حرفا غير الحرف المختار عندنا. إننا أمام حالة جد خاصة, ستؤثر سلبا على الاندماج المغربي في المنظومة الدولية الامازيغوفونية, إذ أن المغرب هو البلد الوحيد الذي أقر نظاما كتابيا فريدا و مغايرا للاختيارات الدولية. ومقارنة مع اللغات الأخرى يستحيل أن نتخيل في المجموعة الفرنكوفونية مثلا, أن تكتب الفرنسية بحروف مختلفة في كل من فرنسا و كندا و سويسرا و بلجيكا الخ... أو ألا تكتب الإسبانية بحرف واحد في كل من إسبانيا و الشيلي والاكواتور و البرازيل الخ ... إن هذا الاختيار سيعيق, لا محالة, استفادة و تعاون المغرب مع الدول التي تدرس فيها الامازيغية على كل الأصعدة, لغويا و ثقافيا و تربويا.و هكذا، و في إطار تبادل الخبرات و التجارب على المستوى الدولي, فبلدنا سيجد نفسه, باختياره لتيفيناغ, معزولا عن المجموعة الامازيغوفونية التي نسعى إلى الاستفادة منها على المستوى التربوي والديداكتيكي والبيداغوجي, التي نريد أن نربط معها علاقات تعاون والاطلاع على تجاربها الرائدة المتراكمة في هذا الإطار , مما سيعطل تبادل الخبرات على جميع المستويات مثل:ـ مجال محاربة الأمية التي تعاني منه بالدرجة الأولى المناطق الامازيغوفونية في بلادنا, إذ لن يسهل هذا الاختيار تعاون المغرب مع باقي الدول التي كان لها السبق في هذا الميدان.ـ التبادل الثقافي مع الدول التي تستعمل فيها الامازيغية من أجل النشر المشترك لأبحاث و كتب و مطبوعات للاستفادة بها بصفة جماعية.ـ تبادل البرامج البيداغوجية و المقررات المدرسية مع البلدان التي راكمت تجارب مهمة في هذا الإطار ، وخاصة منها الأوروبية.ـ تبادل الأطر التربوية بهدف الاحتكاك و الاستفادة من تجارب الآخرين.ـ إعداد تربصات لمدرسي الامازيغية في البلدان المهتمة بهذه اللغة لإعادة التكوين والاطلاع على تجاربها و إعداد برامج بيداغوجية و ديداكتيكية موحد خاصة بهذه اللغة.ـ قطع الصلة مع أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج, خصوصا إذا علمنا بأنها تتكون من أغلبية ناطقة بالامازيغية, و علمنا بان مجموعة من البلدان الأوروبية قررت إدماج هذه اللغة في برامجها المدرسية مكتوبة بالحرف اللاتيني.لهذه الأسباب سنجد أنفسنا نحن المغاربة منغلقين عن الذات ونسير عكس الاتجاه العالمي الذي قررت معظم بلدانه تنميط الامازيغية بالحرف اللاتيني.المستوى الداخلي: هنا سنجد مجموعة من الصعوبات و سنرصد تكاليف إضافية من حيث الكلفة الزمنية و المادية.ـ الكلفة الزمنية , هنا يمكن أن نعد بعض التكاليف الإضافية والمضاعفة المتمثلة في: ـ تخصيص برامج و ساعات متعددة و إضافية لتلقين حرف تيفيناغ للمدرسين الذين سيتكلفون بتدريس الامازيغية و الذين كانوا فد تكونوا بالحرفين اللاتيني و العربي.ـ إضافة حرف ثالث في البرامج الدراسية المغربية والذي يفترض أن تخصص له حصص كثيرة جدا من أجل التمكن به, قبل المرور إلى المراحل اللاحقة المتعلقة بتدريس الامازيغية للأطفال المغاربة, خصوصا إذا علمنا أن الساعات القليلة المتعلقة بهذه اللغة أثناء أجرءة تدريس هذه اللغة غير كافية للقيام بهذه المهمة, و نعتقد أنه بمجرد أن ينتقل الطفل المغربي إلى المستويات التي لم تدمج فيها الامازيغية سينسى و يهجر حرف تيفيناغ, لأنه من شروط إنجاح أي حرف هو إعادة استعماله في المؤسسات التربوية و المحيط اللساني من كتب مدرسية ومنشورات مطبوعة و علامات المرور و الملصقات الإشهارية ولوحات المصالح الإدارية و التجارية و الخدماتية الخ ... ـ حرمان فئة عريضة ممن لم تتح لهم فرصة التعلم و التمكن من هذا الحرف من متابعة المنشورات الامازيغية المكتوبة بتيفيناغ, لأن هذا سيتطلب منهم وقتا طويلا وجهودا مضاعفة للكتابة و القراءة بهذا الحرف.ـ الكلفة المادية, العائق الآخر الذي سيعطل مسيرة تثبيت أمازيغية المغرب بحرف تيفيناغ يتمثل في الكلفة المادية الجد الباهظة لتثبيت هذا الحرف الطارئ على الوضع الكتابي بالمغرب, و هنا يمكن أن نتساءل هل هناك إرادة سياسية حكومية ستصاحب تخصيص غلاف مالي كاف من أجل إعداد و تجهيز الأدوات و الآلات و التقنيات الضرورية لتسهيل استعمال تيفيناغ, و بتعبير محمد بودهان في افتتاحية لثاويزا: »«هل هناك ميزانية خاصة و كافية لتغطية ما يتطلبه الحرف الجديد من كلفة مالية زائدة بصفة استثنائية, خصوصا ما يتعلق بتوفير الآلات الكتابية ولوحات المفاتيح Claviers و إعداد الخطوط fonts و البرامج المعلوماتية و كل الوسائل اللوجيستيكية التي يتطلبها الاستعمال المعلوماتي للحرف الامازيغي« ("من معركة الحرف إلى معركة تيفيناغ" ، ع 71 . مارس 2003 ). و حتى إذا افترضنا توفرنا على الأموال الباهظة التي يتطلبها هذا العمل الضخم , هل لم يكن من المستحسن أن تستثمر لاستغلالها في الجوانب المستعجلة الخاصة بالدراسات البيداغوجية و الديداكتيكية والكتب المدرسية والإبداعية و المنشورات المختلفة... الخ و التي ما أحوج الامازيغية إليها لترقيتها إلى مستوى لغة وطنية قادرة على مواكبة اللغات المجهزة لتحديات القرن الحالي؟ تأسيسا على ما سبق, فان اختيار تيفيناغ لكتابة الامازيغية لا يمكن إلا أن يساهم في عرقلة تنمية هذه اللغة وأن يعمل على إيقاف منشوراتها المكتوبة, إنه اختيار صعب وخطير على مستقبل امازيغية المغرب, لان هذا الحرف خرج من نطاق الاستعمال الفعلي الامازيغي منذ قرون ولم تعد له إلا قيمة هوياتية و رمزية و تزيينية. أما النصوص المكتوبة حاليا فهي لا تخرج عن نطاق اللاتينية و إلى حد ما العربية إلا نادرا , و هذا ما كرسته الجمعيات والمبدعون و المنشورات المكتوبة في بلادنا (صحافة, مجلات, كتب إبداعية الخ ... ) وفي كل مناطق العالم التي تنتشر فيها هذه اللغة.إن هذا الاختيار الذي جاء في ظرفية جد حرجة من تاريخ الامازيغية لم يكن اختيارا مبنيا على تبرير علمي رصين و لم يكن نابعا من المواقف والممارسات الكتابية الفعلية لهذه اللغة من طرف مستعمليها وفاعليها, وهذا ما بين بأن هناك تعارضا بين إرادة البحث عن حرف لا يثير مشاكل اجتماعية وسياسية وإيديولوجية و بين إرادة البحث عن حرف سهل الاستعمال والتلقين والنشر والانفتاح عن الآخر, و الحكمة كانت تقضي إيجاد توازن يأخذ بعين الاعتبار كلتا الإراديتين. إن المستقبل هو وحده الكفيل لكي يجيب هل حرف تيفيناغ دخل في الاستعمال الفعلي بدون مشاكل ومعارضة أم لا؟ خصوصا وأن معركة الحرف, كما تبين ذلك مجموعة من المؤشرات ستستمر وسيواصل مجموعة من الامازيغوفونيين في كتابة الامازيغية خارج الإطار المؤسساتي و الرسمي للدولة المغربية.موقع tawiza. |
|
أسيرة الندى مشرفة على منتديات عالم حواء و الصحة العامة
الجنس : عدد الرسائل : 273 العمر : 39 العمل/الترفيه : أستادة المدينة : طنجة البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 18/11/2008 نقاط : 316
| موضوع: رد: اللغة الوطنية الإثنين نوفمبر 02, 2009 2:54 am | |
| تسلم.وشكرا لك على المجهود |
|
شمس مراقبة عامة
الجنس : عدد الرسائل : 24544 العمر : 35 العمل/الترفيه : جامعية المدينة : الجزائر البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 05/07/2009 نقاط : 35206
| موضوع: رد: اللغة الوطنية الإثنين نوفمبر 02, 2009 7:03 am | |
| |
|