العدد 165 / علم نفس المدرسة
بقلم :دكتور.عبدالرحمن محمد العيسوي :
يلزم أن يتلقى اختصاصي علم النفس المدرسي تدريبات مكثفة ومتعمقة في علم النفس بصفة عامة، وعليه أن يستخدم المفاهيم والتصورات والمعاني والنظريات النفسية، وذلك في الحقل المدرسي، وكذلك يطبق الإجراءات والمناهج السيكولوجية من أجل تحسين الأحوال المدرسية، بما في ذلك تحصيل الطلاب وتكيفهم الدراسي، ومن مهامه الرئيسية عملية تشخيص الأمراض والاضطرابات والأزمات والمشكلات المدرسية، والمشكلات السلوكية لأطفال أو لطلاب المدرسة. ولكن عمل اخصائي علم النفس المدرسي لا يقتصر فقط على تشخيص الاضطرابات وعلاجها، وإنما يدرس أيضًا الجو المدرسي الجيد أو السليم، وكذلك يدرس المشكلات الناجمة عن المناهج والمقررات الدراسية كأن تكون صعبة أو بعيدة عن اهتمامات الطلاب أو يكون المنهج مكدسا أزيد من اللازم، وكذلك يدرس التعيينات التي تكلف بها المدرسة طلابها أي الواجبات المدرسية فقد يكون هناك بعض الطلاب الذين يجدون صعوبة في الوفاء بعمل هذه التعيينات المدرسية. كذلك من مهام اختصاصي علم النفس المدرسي ممارسة بعض أنماط العلاج النفسي وذلك مع الطلاب الذين يظهرون بعض الصعوبات السلوكية.
يستهدف علم نفس المدرسة بوصفه أحد الفروع الخاصة بعلم النفس التربوي ويهتم هذا الفرع بعملية الإرشاد وتقديم النصح لطلاب المدارس الثانوية والابتدائية والإعدادية. ويسهم هذا الفرع الناشئ من علم النفس في تطوير المناهج الدراسية وتحسينها وغربلتها وتخليصها من الزوائد والشوائب والحشو الزائد أو من الموضوعات التي عفا عليها الزمن. كما يسعى اختصاصي علم النفس المدرسي إلى تشخيص أو قياس العجز التعليمي وكذلك الاضطرابات الانفعالية أو النفسية.
ويدرس اختصاصي علم النفس المدرسي في مرحلة إعداده أو تأهيله كيفية استخدام مبادئ علم النفس ومناهجه وإجراءاته وأساليبه في معالجة المشكلات المدرسية، وذلك بهدف تحسين الأداء المدرسي، ويهتم بدراسة العلاقات الإنسانية داخل المؤسسات التربوية.
ويحدد اختصاصي علم النفس المدرسي مدى صلاحية الطفل للدراسة في المدرسة، الأمر الذي يدعو إلى استخدامه الاختبارات والمقاييس النفسية واختبارات الاستعدادات الدراسية إلى جانب استخدام اختبارات الذكاء. كذلك يدرس الاختصاصي النفسي في المدرسة أسباب الفشل الدراسي. وبالطبع تتعدد هذه الأسباب من التخلف العقلي إلى الأمراض النفسية والانفعالية إلى إهمال الطفل للدراسة أو معاناته من المشكلات الأسرية أو التحاقه بمدرسة لا تناسبه، كذلك يتعرف اختصاصي علم النفس المدرسي على المواد الدراسية التي تصلح للطلاب.
ويهتم اختصاصي علم النفس المدرسي بدراسة النظام التعليمي الأولي والثانوي ويتولى إرشاد الطلاب. ويسهم في تخطيط وحدات المنهج الدراسي. ويهتم كذلك بالاضطرابات السلوكية الخطيرة ويقوم بتطبيق الاختبارات النفسية. ويدرس الامتحانات المدرسية ونتائجها، ويطبق المفاهيم النفسية والإجراءات السيكولوجية، ويؤدي دوره إلى تطوير الجو المدرسي أو تحقيق ما يعرف اليوم باسم التنمية المدرسية ويخصص جزءًا كبيرًا من وقته في تشخيص المشكلات المدرسية والسلوكية للتلاميذ، ويحرص على توفير الجو المدرسي الجيد في غرفة الدراسة.
موضوعات دراسة علم نفس المدرسة
- عملية التشخيص النفسي والعقلي والطبي.
- الأمراض العقلية والنفسية والانحرافات السلوكية كالشذوذ أو الجنوح.
-مناهج العلاج النفسي.
- التخلف الدراسي وأسبابه.
- الإرشاد النفسي.
- العجز التعليمي أو الفشل الدراسي.
- القلق.
- الهستيريا.
- الاكتئاب.
- الاختبارات والمقاييس النفسية.
- الذكاء والعوامل المؤثرة في نموه واستخدامه.
- النمو النفسي والجسمي والاجتماعي والعقلي والأخلاقي والروحي.
- مشاكل النكوص في مسار النمو.
- علم النفس الإكلينيكي.
- بعض المشكلات السلوكية لدى الأطفال كالسرقة والهروب من المدرسة.
- دراسة الشخصية واختباراتها.
- التكيف التربوي.
إعداد اختصاصي علم النفس المدرسي
من المعروف أن المشاكل الانفعالية أي النفسية تظهر في المراحل الأولى من التعليم الابتدائي، ولذلك تقوم الإدارات التعليمية في الخارج بتوظيف عدد من الاختصاصيين النفسيين في علم النفس المدرسي، ويتم إعداد اختصاصي علم النفس المدرسي وتأهيله عن طريق تكليفه دراسة كثير من الموضوعات منها ما يلي:
- النمو النفسي للأطفال ويشمل الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي والأخلاقي والروحي ومراحله وخصائص كل مرحلة ومطالب النمو السليم، ومعوقات النمو، وكذلك حالات الجمود في النمو أو النكوص والعودة إلى الوراء أي إلى مراحل سبق للطفل أن تخطاها كالتبول اللاإرادي.
- دراسة التربية والنظام التربوي.
- علم النفس الإكلينكي ويشمل دراسة عمليات التشخيص والعلاج والإرشاد.
- دراسة المشاكل الانفعالية لدى الأطفال.
- دراسة المشاكل التعليمية أو الدراسية لدى الأطفال.
- المشاكل السلوكية كالسرقة أو الهروب.
ويوفر التعليم الأولي والثانوي فرصًا جيدة لعلماء النفس أو الاختصاصيين النفسيين نظرًا لظهور كثير من المشكلات النفسية أو الانفعالية في المراحل الأولى التعليمية، ويتم إعداد هذا الاختصاصي عن طريق دراسة النمو النفسي للطفل والمراهق، ودراسة النظام التربوي وخصائصه في المنطقة التي توجد بها المدرسة إلى جانب دراسة علم النفس الإكلينكي أو السريري أو العيادي، ويعمل في علاج الأطفال للتقويم أو للحكم على ما قد يوجد من مشكلات في التعلم وفي التربية، كما يقوم بتطبيق اختبارات الذكاء، ويقوم كذلك بتفسير درجاتها ومعرفة مدلولها ويحدد المستوى العقلي كما يقوم بتقدير قدرة الطفل في التحصيل، كذلك يطبق اختبارات الشخصية.
ويقوم اختصاصي علم النفس المدرسي بالحوار أو النقاش أو التشاور مع الآباء أو أولياء الأمور ومع المعلمين، ويخطط أو يضع الخطط لنجاح الطفل في الفصل المدرسي وفي المنزل أيضًا، ويساعد المعلمين ويمدهم بالمعلومات التي يحتاج إليها ويقدم الاقتراحات للتكيف مع مشاكل الفصل المدرسي أو غرف الدراسة.
مشاكل الأطفال في المدرسة الابتدائية والثانوية:
من واجبات اختصاصي علم النفس المدرسي علاج مشاكل الأطفال والمراهقين في المدرسة الابتدائية والثانوية وخارجها أيضًا إذا استطاع إلى ذلك سبيلاً.
وهناك العديد من المشكلات التي قد يعاني منها الأطفال والمراهقون، من ذلك:
- مشكلة السرقة.
- مشكلة العنف والعدوان.
- مشكلة الكذب.
- الهروب من المدرسة.
- التأخر الدراسي.
- التسرب من المدرسة.
- العصيان والتمرد.
- التدخين.
- الإدمان.
- الغش في الامتحانات.
- التبول اللارادي.
- الاستمناء.
- العدوان الجنسي.
- القلق.
- فوبيا المدرسة.
- الاكتئاب.
- الهستيريا.
- فصام الشخصية.
- كراهية المدرسة.
- كراهية المواد الدراسية.
- كراهية بعض المعلمين.
- الإهمال.
- عدم المواظبة.
- كثرة الغياب.
النكوص regression:
النمو الإنساني لا يسير دائمًا في مسار إلى الأمام أو في طريق التقدم وإنما قد يصيبه الجمود أو الثبات أو النكوص بمعنى عودة الطفل إلى المراحل الأولى من النمو تلك المراحل التي سبق له أن تخطاها وتجاوزها يعود إليها القهقهري، فإذا كان الطفل قد تمكن من ضبط مثانته في أثناء النوم فإنه قد يحدث أنه يعود ثانية إلى عادة بل فراشه وذلك على أثر تعرضه لأزمة نفسية كأن ترزق الأسرة بمولود جديد فتحول اهتمامها وعطفها ورعايتها إلى المولود الجديد وتهمل الابن الأكبر، وقد يظهر هذا النكوص في شكل صعوبات في النطق والكلام أو في التبول اللارادي أو في العدوان والتدمير والعصيان ويظهر في العودة إلى الخلف أو إلى الوراء backward