قد يكون لمشكل التعلم علاقة بالتعليم، و الطرق البيداغوجية المعتمدة التي تركز على أحادية القطب (المدرس الذي يحدث نفسه) متجاهلة المتعلم، حيث يقتصر دور المدرس على التبليغ و التأثير و إيصال معلومات جاهزة، غير قابلة للنقاش.
و نذكر هنا ما قاله أحد الباحثين:
" لأن أزمة المدرسة هي أزمة النظام القائم على التأثير على التلاميذ، تتموقع هنا أساسا مختلف الاقتراحات الخاصة بأشكال مزاولة السلطة بالمدرسة"[i].
يمكن أن نستنتج من هذه القولة، أن أزمة المدرسة و ما يصاحبها من هدر مدرسي و تدني في المستوى الفكري و الأدائي للتلاميذ، لا علاقة له بوفرة الوسائل الديداكتيكية، و لا بكثرة الحواسيب، و إنما هي أزمة تواصل، و إرادة لتقبل الطرف الآخر (التلميذ) كشخص مستقل بذاته يمكن أن يخالفنا الرأي. هذا الإختلاف الذي نعتبره، مع الأسف، خروجا عن الطاعة و عصيانا وجب معاقبة من اقترفه.
فالإختلاف في الرأي هو الذي يولد الحوار، و الحوار هو أساس التواصل اللغوي (اللفظي) المتداول داخل الفصل الدراسي. و إذا ألغينا عنصر التواصل فلن تكون لدينا جماعة الفصل، بل أفراد متفرقون(مشتتون و إن كانوا في حجرة واحدة) لا يربط بينهم أي رابط و لا يجمعهم أي مشروع.