hiba مشرفة الشعر والخواطر وعالم حواء
الجنس : عدد الرسائل : 1348 العمر : 41 العمل/الترفيه : موظـــفة المدينة : agadir البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 22/07/2009 نقاط : 2882
| موضوع: الرسوب والتسرب في الوسط المدرسي الخميس نوفمبر 19, 2009 10:52 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
مــــــــقدمهـ يواجه التعليم بصفة عامة والتعليم الابتدائي بصفة خاصة في الوطن العربي مشكلات متعددة ومتشعبة ومما لا خلاف فيه أن ظاهرة الرسوب أو التسرب هي مشكلات عويصة لا تقتصر على بلد دون آخر ولا على جهة دون أخرى فالكل معرض لها ، ولكن بنسب متفاوتة وذلك بحسب القدرة على المقاومة والعلاج وتظهر هذه المشكلة بصفة خاصة في المرحلة الابتدائية وخاصة المناطق الريفية كما ينتظر أن يزداد حجمها كثيرا نتيجة النمو المتزايد لعدد التلاميذ وغلاء المعيشة ولعل المتغيرات التي حدثت وتحدث دوما على المنظومة التربوية من حيث المناهج والبرامج والطرائق والوسائل والتأطير......... لدليل على شعور الجهات المسؤولة بخطورة هذه الآفة المدرسية والحرص على محاربتها والحد منها ،ونحن في هذا البحث نحاول أن نسلط الضوء على بعض الأسباب الكامنة وراء هذه الآفة الخطيرة والوقوف على قدر حجمها إن كانت في تزايد أم في تراجع ؟ وهل زالت بعض العوامل السابقة لهذه العلة أم أنها لازالت قائمة وزادت عليها أسباب أخرى ؟ وحاولنا اقتراح بعض الحلول ووصف بعض العلاج الذي استقيناه من آراء بعض العلماء النفسانيين ومن خلال المراجع ومن آرائنا الشخصية التي تصورناها بعد المعاينة الميدانية لبعض التلاميذ الراسبين كما قمنا بمقابلة مع السيد مفتش التعليم الأساسي للطورين الأول والثاني لمقاطعة فنوغيل وبعض المعلمين الذين قابلناهم في ميدان العمل حيث استفدنا منهم بمعلومات قيمة .
الجانب النظري
:تعريف الرسوب والتسرب وأسبابهما:
1-1 تعريف الرسوب : 1- الرسوب لغة : هو السقوط والغوص الى الأسفل (المعجم العربي الأساسي .ص 519) رسب الشيء في الماء أي سقط الى أسفله الرواسب : الأتربة وغيرها من مواد القشرة الأرضية تحملها السيول والمجاري إلى المنخفضات والأنهار فتترسب طبقيات فيها ، ويقال أيضا الرسوبيات والمواد الرسوبية . 2- الرسوب اصطلاحا : هو إخفاق التلميذ في تحقيق النتائج للانتقال والارتقاء إلى المستوى الأعلى ويبقى في نفس المستوى مرة أخرى . وعرف أيضا بأنه : سنة يقضيها التلميذ في نفس القسم ويؤدي نفس العمل الذي أداه في السنة الماضية بالمدرسة . وعرف (Kendal) المعيدين أو الراسبين بأنهم: الطلاب الذين يبقون في الصف الدراسي أكثر من سنة.
لا يمكن لنا أن نحصي أسباب الرسوب وأن نحصرها لأنها متعددة ومتشعبة وإن كان بعضها متشابها و مشتركا بين فئات التلاميذ في خطوطها العريضة إلا أن الكثير منها يختلف من تلميذ لآخر نظرا لاختلاف العوامل والظروف . والأسباب التي سنذكرها قد تنطبق كلها على حالة معينة نظرا لارتباطها وتفاعلها وقد ينطبق بعضها فقط على هذه الحالة . وإذا علمنا أن أسباب التخلف والضعف في التحصيل الدراسي لا تخلو أن تكون وراثية أو راجعة للبيئة التي يعيش فيها الطفل فإن أهمية دراسة مشكلات الطفولة أساسا ترتبط بالتحصيل المدرسي ثم بتأثيرها على المدى البعيد بحياة التلميذ مستقبلا ، ولهذا كان من الضروري أن يكون المعلم على دراية واسعة بها حتى يتسنى له التعامل معها والتخفيف من آثارها . ويمكن تصنيفها الى العوامل التالية : 1-عوامل ذاتية : ( ذهنية ، نفسية ، صحية ) 3- عوامل اجتماعية ( الحي،الشارع ...) 2-عوامل أسرية : (ثقافية ، اقتصادية ، تعاملية ) 4- عوامل مدرسية
هذه العوامل تكون سببا في ضعف التحصيل الدراسي لدى بعض التلاميذ خاصة السلوك المعارض أو التخلف وهذا أكثر من السلوك الشاذ صعوبة في العلاج لأن الطفل الصعب يتميز بكثرة الحركة والتقلب السريع ويصعب عليه الانسجام مع نظام المدرسة والاندماج في الدراسة فهو يحمل درجة عالية من المقاومة والنفور ، ميال الى ارتكاب المخالفات وعصيانه الأوامر والمشاكسة وحتى العراك والخصام وتجاهل طلبات المعلم والتغافل عن تنفيذ الواجبات المنزلية وإهمالها.... . سبل علاج هذه الحالة : من الخطأ أن يلجأ المعلم الى وسائل الزجر والتوبيخ والتعنيف والعقاب وردعه عن ارتكاب مثل هذا السلوك لأن مثل هذه الأساليب في الغالب لاتأتي بالنتيجة المرجوة منها ، بل على العكس فهي تثبت المشكل وتعمقه باعتبار أن مراقبة مثل هذا السلوك والانتباه إليه دون سواه ، وتتبع الحركات النابية هو في حد ذاته دعم لسلوكه (لأنه استطاع أن يلفت انتباه المعلم وينشغل به )، ومع أن العلاج ليس بالأمر إلهيين لكنه ممكن فالمعلم هنا أمام حالة مرضية وأول خطوة يتخذها الطبيب هي الكشف عن المريض ثم تشخيص دائه والتعرف على أسبابه لوصف العلاج المناسب وعلاج المعلم في هذه الحالة هو الاحتكاك بالتلميذ والتقرب إليه أكثر وذلك عن طريق الملاطفة والليونة والمعاملة الحسنة والتنسيق مع أولياء أمره من أجل متابعته ومساعدته حتى يدرك أن المعلم يعمل لصالحه ويسعى جاهدا من أجل ضمان نجاحه وتفوقه الدراسي فيجد التلميذ ما يؤنسه وبالتالي يسترجع ثقته بنفسه ويسهل التعامل معه . التلميذ المتخلف : ماهي مقاييس التلميذ المتخلف ؟ وكيف يعرف التلميذ بأنه متخلفا ؟ يرى (back. ward) ( أن التلميذ المتخلف هو المقصر تقصيرا ملحوظا في تحصيله الدراسي بالنسبة للمستوى المنتظر من طفل سوي في مثل عمره ) أما (Burt) فيقول : ( إني أطلق كلمة متخلف بمعناها الاصطلاحي على أولئك الذين لا يستطيعون وهم في منتصف السنة الدراسية أن يقوموا بالعمل المطلوب من الصف العملي الذي دونهم مباشرة )
1- التخلف العام : هو الضعف الظاهر لدى التلميذ في جميع المواد الدراسية . 2 - التخلف الخاص : هو الضعف الظاهر لدى التلميذ في مادة أوعدد قليل من المواد فقط ويعود الضعف الدراسي إلى عوامل متعددة تتفاوت في قوتها وتأثيرها بين فئات المتخلفين دراسيا ومنها : 1-2- أسباب الرسوب : 1-2-أ – الأسباب الذاتية :التخلف العقلي ،ضعف الجهاز العصبي ،ضعف أو عجز في أجهزة الكلام والنطق ،الخوف ، عدم الثقة بالنفس ....... لاشك أن ضعف قدرات التلميذ العقلية هي القاعدة الأولى في التخلف الدراسي وأن الترابط الكبير بين الضعف والذكاء والتخلف الدراسي يظهر في حالات التخلف العام لكن مثل هذا الترابط قد يكون بالنسبة للمتخلف الخاص والنقص العقلي يعتبر أساسيا في مشكل النطق والكلام لوجود علاقة سلبية بين الضعف العقلي والتأخر في الكلام وتكون مشكلة النطق والكلام سببا في الخوف وعدم الثقة لأن الطفل في هذه الحالة لا يتجرأ أن يسأل الزيادة من الفهم أو التوضيح لعدم ثقته من ناحية ولخوفه من انتقاد زملائه له وسخريتهم من كلامه من ناحية أخرى. والخوف قد يكون لدى الطفل قبل دخوله المدرسة لأخذه صورة مرعبة ومريعة ووهمية عن المدرس والمدرسة مسبقا بسبب تمويه الأسرة وتهديده بها. والخوف وعدم الثقة بالنفس قد يتولدان بسبب المغالاة في صد الطفل وقهره والوقوف في طريق تحقيق رغباته وإشباع حاجاته ، ولخوفه من العقاب أو الانتقاد الشديد الذي يكبت مشاعره مما يجعله مترددا بليدا غير واثق في نفسه وهذا الكبت يولد له القلق نتيجة الصراع بين رغباته وعدم إشباعها مما يكون له تأثير سيء على جهازه العصبي يؤدي الى توتره المستمر كما أن بعض الأمراض يكون لها أثرها السيء على السمع والنطق ولاشك أنه اتضح لنا مدى ترابط وتكامل هذه العوامل الذاتية ببعضها . -2-ب- الأسباب العائلية: إن حال الأسرة المتدني والتي تعاني من الفقر والعوز يجعلها عاجزة عن إشباع رغبات طفلها ،بل عاجزة عن تلبية أبسط رغباته كتوفير مستلزمات الدراسة ومتطلبات التحصيل ،وفي هذه الحالة لا يمكن للتلميذ أن يحقق أي تحسن أو أن يحرز أي تقدم ،اللهم إلا في حالات قليلة جدا وأنى يكون له
ذلك وهو لا يملك أدنى أداة كالقلم أو الكراسة أو الكتاب وإذا تصورنا حالته النفسية وهو شعوره بالغبن والإهانة والدونية إضافة إلى الاحتياج ويكون وقع التأثير أكثر وأعمق إذا كان عدد أفراد الأسرة كبيرا والمسكن ضيقا ، وغير مناسب وملائم للدراسة والتحصيل ، والأدهى والأمر إذا كان المسكن منعدما مما يجبر الأسرة على الكراء أو التنقل بين الأهل والأقارب وفي ظل التنقل المستمر وعدم الاستقرار يفقد الطفل التوازن ويشوش أفكاره ويضطرب تركيزه ، فكيف للتلميذ في هذه الحالة أن يقوم بواجباته وينجز وظائفه ويراجع دروسه ويحضر لامتحاناته وليس عنده مكان لنومه وراحته وكيف له أن يفكر يركز وبطنه فارغة ؟ الواقع إن مثل هذه الظروف القاسية جدا ، فإن التلميذ المسكين همه منصبا في مشاكل أسرته وتفكيره منشغلا في سبيل الوصول إلى حلول وإخراج الأسرة من أزمتها كما أن الوضع المضطرب بسبب الصراعات وسوء التفاهم بين الأولاد وبين أفراد الأسرة يكون له تأثير سلبي على تحصيل التلميذ الدراسي ومردوده العلمي وقد ينجم عن هذه الصراعات التفكك الأسري والطلاق ولكم أن تتصوروا حالة ذاك الطفل المسكين الذي تربى تحت رحمة زوجة أبيه المتسلطة بسبب الطلاق أو الوفاة أو حالة تلك الفتاة التي نشأة في كنف زوج أمها الذي لا يرحمها ويفضل أبنائه وبناته عليها والانعكاسات السلبية لهذه العوامل الأخيرة التي لا يسلم منها حتى أبناء الأسرة الميسورة الثرية فضلا عن الأسرة المعوزة والفقيرة ، وقد يكون الطفل في جو ينقصه الحنان والعطف والعناية والاحترام فيتولد له بسبب ذلك التوتر والقلق والحرمان وتزداد المشكلة عنده إذا اشتدت القسوة عليه ممن كان ينتظر منه الحب والعطف والدفء. ثم لا ننسى أن المقارنة الخاطئة تحرج الطفل وتربكه فينشأ منعدم الثقة بالنفس ، وذلك إذا بين له والده أنه غير مرغوب فيه لأن أخاه الأصغر أفضل منه أو أخته وقد تكون الأسرة جاهلة تنتقد المدرسة والمعلم أمامه ،مما يجعله يعزف عن الدراسة ولا يرغب فيها ويتصور له قبل التحاقه بالمدرسة بأن المدرسة ستؤذيه وتعاقبه عن كل أعماله وتصرفاته فيعتقد أنه مقبل على مؤسسة عقابية لا مؤسسة تربوية تعليمية ويكون له تصور بأن المعلم < غول > يلتهم كل من يخطئ أو يذنب ولو قليلا - وكذلك التسلط على الطفل وفرض الرأي عليه والتدخل في شؤونه وخصوصياته ومنعه من التعبير عن ذاته بتحقيره أو منعه من توجيه الأسئلة والاسترشاد كلها تضعف من شخصيته وقدرته
على اتخاذ القرار وبالتالي يفقد الثقة بالنفس – منع الطفل من مشاركة أقرانه في اللعب واستخدام اللعب مما يسبب له القلق نتيجة إحباط حاجاته الفيزيولوجية والنفسية . وعلى العكس من هذا فإن تدليل الطفل الزائد والخضوع لكل مطالبه بدون توجيه أو رقابة ، والقيام بالأعمال والواجبات المدرسية نيابة عنه ، أنانيا إتكاليا غير قادر على القيام بوظائفه بنفسه. - التفرقة والتمييز بين الأبناء وعدم المساواة بينهم مؤداه الكره والبغضاء بين الإخوة مع السخط والتمرد والخروج عن الطاعة . - عدم استقرار الوالدين على أسلوب معين من المعاملة " أي التذبذب بين التساهل في العقاب أو القسوة الزائدة "كل مثل هذه العوامل والمعاملات لها تأثير سلبي على التحصيل المدرسي للطفل. 1-2-ج- الأسباب المدرسية : إن العوامل المدرسية قد تكون لها علاقة بسابقتها وقد تظهر عوامل أخرى جديدة في المدرسة وتعود أساسا إلى المعاملة في هذه المؤسسة التربوية فالمعلم الذي لا يعلم شيئا عن سيكولوجية التلاميذ ولا يحسن معاملتهم ولا يساعدهم على حل مشاكلهم والخروج منها من شأنه أن يزهد التلاميذ في الدراسة والتعليم ويعزفون عنهما . - كما أن المعلم الذي يستعمل التمييز والتفرقة بين التلاميذ ولا يجازيهم حسب أعمالهم وجهودهم بسبب الحقد والكراهية في أوساط التلاميذ مما يجعل المهمشين منهم يشعرون بالإهمال والإقصاء ويركنون إلى الجمود والخمول لأنهم لم يجدوا الدعم والعناية . - وهناك عوامل تتعلق بالبرامج وكثافتها والمناهج وكيفيتها والامتحانات وصياغاتها ومضامينها والتقويم وأسسه والتقييم وأساليبه ودقته كل هذه العوامل تؤثر سلبيا على تحصيل التلميذ الدراسي ومردوده العلمي إذا لم تراعى فيها القدرات العقلية والنفسية والجسمية للتلاميذ ،وتعبر عن وجدانهم وتتماشى مع عواطفهم ومشاعرهم . وقد لا تتوفر المدرسة على الأدوات والوسائل والأجهزة اللازمة بجميع أنواعها وأشكالها مما يصعب من مهمة المعلم ويعطل جهوده وينقص من مردوده العلمي وينعكس سلبا على تحصيل التلاميذ .
- وقد تكون المدرسة بعيدة عن مقر مسكن التلميذ مما يتعبه ويرهقه وكذلك صعوبة التنقل إليها مما يؤثر كل ذلك على تحصيله الدراسي ،وحتى المبنى المدرسي قد لا يكون لائقا ولا تتوفر فيه أوصاف المبنى الحديث للمدرسة المعاصرة التي توافق وتتلاءم مع نفسيات التلاميذ . - وحتى توزيع التلاميذ في القسم من حيث الذكاء والاجتهاد تجعل المعلم في غالب الأحيان والأوقات يتعامل مع الفئات الذكية والأكثر نشاطا ، ويهمل الفئة الباقية مما يسبب لها القلق وعدم الشعور بالذات ، وعدم الاطمئنان فتلجأ إلى الانزواء والركون لأن الجو غير مناسب لها وكذلك الأمر بالنسبة لاختلاف السن والجسم ، فالتلميذ الأكبر سنا وجثة والكامل النمو ،عادة ما يعبر عن نفسه ويلقى اهتمام المعلم على عكس زميله الأقل سنا والأضعف جسما الذي لا يملك الفرص عن التعبير عن نفسه ، وتكوين علاقة اجتماعية سليمة لشعوره بالنقص . 1-2-د- الأسباب الاجتماعية : كما يقال المرء ابن بيئته فإذا كان التلميذ يعيش في بيئة اجتماعية سيئة فلا شك أنها تؤثر تأثيرا سلبيا على مستواه الدراسي ،وكذلك جماعة رفاق السوء والأطفال المتشردين والأشقياء المهملين في حيه أو في الشارع مثلا أو في أماكن اللهو واللعب فإنه يسلك سلوكهم وتنقل العدوى إليه . - كما أن نظرة التلميذ الدونية للمدرسة والتعليم بسبب ذهاب هيبتهما ومكانتهما التربوية والعلمية لانتقاد المجتمع لها وتقزيم دورها في مجالات الحياة . - كذلك الحال بالنسبة للتقليل من قيمة وشأن المعلمين بصفة خاصة ،وإهدار كرامتهم وحقوقهم ، وطبقة المثقفين ذوي المستويات العالية والشهادات الرفيعة بصفة عامة ، وحالة التهميش والإقصاء والبطالة التي يعانون منها . كل هذه الأسباب وغيرها من العوامل والمعاملات لها تأثيرها السلبي على التحصيل الدراسي للطفل وتجعله لا يبالي بالعلم والتعليم ولا يحترم المدرسة والمعلم .
الجانب الميداني : منهجية الدراسة الميدانية وعرض وتحليل النتائج
2-1-أ- مجال الدراسة : أجرينا الدراسة الميدانية ببعض المدارس الابتدائية التابعة لدائرة الإدريسية (ولاية الجلفـة) وفي مدرسة شاتي ميلود ،مدرسة خالدي مخلوف ،مدرسة زعيتري أبوبكر، كما كلفنا بعض الزملاء من المعلمين بدراسة بعض العينات بالمناطق النائية( بمدرسة كاف الباز، مدرسة مطيريحة مدرسة حي البساتين ) وهذا قصد المقارنة والاستفادة أكثر كما أجرينا مقابلة مع السيد :مفتش التعليم الأساسي للطورين الأول والثاني بنفس البلدية والذي أفادنا بجملة من المعلومات الثمينة كما نشير إلى أننا وجدنا صعوبات في الالتقاء بفئات المتسربين ، وذلك نظرا لقلتهم في المرحلة الابتدائية. كما لا ننسى أن نذكر الصعوبات التي تلقيناها في إنجاز هذا البحث والتي ربما تؤثر أو تنقص من قيمته ألا وهي كان لا بد من التطرق إلى التسرب المدرسي ولكن نظرا لضيق الوقت وصعوبة الاتصال بهذه العينة والتي تكون إما توجهت إلى مراكز التكوين المهني أو توجهت إلى الحياة العملية . كما لا يفوتنا أن ننوه بحسن الاستقبال الذي حظينا به من طرف السيد : المفتش للتعليم الأساسي للطورين الأول والثاني بدائرة الإدريسية والمعلومات التي قدمها لنا كذلك التسهيلات والوسائل التي جعلها في متناولنا ،دون أن لا ننسى السادة مديري الإبتدائيات على مساعداتهم ودعمهم لنا في القيام بالمهام بمعية بعض المعلمين .
2-2-ب- المقابلة : تشرفنا بمقابلة السيد مفتش التعليم الأساسي للطورين الأول والثاني لمقاطعة الإدريسية والذي طرحنا عليه جملة من الأسئلة تتعلق بأسباب التخلف الدراسي وأسباب التسرب، والحلول الممكنة لمعالجتها: السؤال: - سيادة المفتش كيف تقيمون المستوى الدراسي لدى مقاطعتكم في السنوات الأخيرة ؟ - سيادة المفتش :المستوى التعليمي والدراسي على مستوى المقاطعة في انخفاض وتدني مستمر شأنه شأن كل المقاطعات الأخرى عبر الوطن . السؤال: إلى أي سبب ترجعون ذلك ؟ - سيادة المفتش: الأسباب كثيرة متشعبة وعواملها مختلفة . السؤال : - أذكروا لنا أهمها ؟ - سيادة المفتش: من أهمها الوضع الراهن الذي تمر به البلاد وما انجر عنه من الأزمات كالخوف وعدم الأمن وانتشار البطالة بسبب تسريح العمال الشيء الذي أدخل العديد من الأسر في دائرة الفقر والعوز ، ولم تعد قادرة على سد حاجيات أبنائها لمزاولة الدراسة في ظل غلاء الأسعار وانخفاض المستوى المعيشي للأسرة ودخل الفرد إضافة إلى زوال هيبة المدرسة والمعلم على حد السواء إذا أضفنا لها مشاكل المعلم المادية والمعنوية المتزايدة وشعوره بالغبن والتهميش والإقصاء بسبب عدم الالتفات إلى حل مشاكله وكذلك موقف المجتمع ونظرته إلى رجل التعليم وغير ذلك من الأسباب إضافة إلى مشكل البرامج الكثيفة وعدم موازاتها مع الحجم الساعي الأسبوعي ، والمناهج المفروضة على المعلم دون إعطائه الحرية في اختيار طريقته المناسبة وتعامله مع صفه . السؤال : - هل لمقاطعتكم مشاكل خاصة تنعكس سلبا على التحصيل الدراسي ؟ - سيادة المفتش: بالطبع خاصة إذا علمنا أن هذه البلدية تشكو ، في غالبيتها من الفقر بسبب قلة المشاريع التنموية وتفشي البطالة إلا بعض الأسر التي تعتمد على الفلاحة في معاشها أو تربية المواشي ومع ارتفاع تكاليف الدراسة خاصة إذا كان هدد المتمدرسين كبيرا في الأسرة الواحدة فتكون عندئذ عاجزة على توفير الأدوات لأبنائها وفي بعض الحالات يضطر بعض التلاميذ إلى الانقطاع عن الدراسة بسبب قلة الدخل العائلي خاصة في المناطق النائية حيث أجبرتهم الظروف على العمل في الفلاحة أو الرعي لمساعدة والديهم وكذلك بعد
المسكن عن المدرسة لبعض التلاميذ الذين يأتون في الصباح ولا يعودون إلا في المساء ويتناولون وجباتهم في المطاعم المدرسية . - فكيف إذا نظرنا إلى بعد المسافة وشدة البرد القارص أو شدة الحرارة ،وظف إلى ذلك تأخر الكتب المدرسية أو ندرتها أحيانا وعدم متابعة الأولياء الميدانية لأبنائهم إلا في حالات قليلة . السؤال : - ماذا عن التسرب في المدارس الابتدائية ؟ - سيادة المفتش: لا يكاد يكون في المدارس المتواجدة في مقر البلدية إلا في حالة المرض المزمن ، أما في المناطق النائية فإن بعض التلاميذ يتوقفون عن الدراسة في السنة السادسة لعدم إمكانية التحاقهم بالا كماليات بمقر الدائرة نظرا لبعد المسافة وقلة الأمن في الطريق وانعدام وسائل النقل خاصة البنات ، إلا القليلات من المحظوظات اللواتي يجدن الإقامة هنا عند الأقارب بالدائرة السؤال : - ماهي الحلول الناجعة حسب رأيكم لتحسين المستوى ؟ - سيادة المفتش: الحلول المناسبة كثيرة إذا تظافرت الجهود وخلصت النوايا ومن أهمها : - إعادة الاعتبار لرجال التربية واسترجاع هيبة المدرسة . - عدم إقصاء وتهميش رجال التربية وإشراكهم في صنع القرار سواء في البرامج أو المناهج أو المضامين . - التخفيف من البرامج في المرحلة الابتدائية . - إعطاء الحرية للمعلم في كيفية التعامل مع التلاميذ . - فتح مناصب مالية ملائمة لحل أزمة الاكتظاظ والتخفيف من عدد التلاميذ في عدد القسم حتى تسهل عملية المراقبة والتعليم لأكبر عدد ممكن وتوجيههم وإرشادهم ومتابعة أعمالهم ، إذ لا يتصور أن يقوم المعلم بكل هذه المهام مع جميع التلاميذ في ظرف نصف ساعة لكل حصة ، فهذا أكبر عائق في وجه التحصيل العلمي للتلميذ . - الإصلاح يكون من الجـزائر وحسب طبيعة وأصالة الشعب الجـزائري ، وكفانا من استيراد الحلول . - شكرا جزيـلا سيادة المفتش . - سيادة المفتش : لا شكر على واجب ،وهذا من صميم واجبي لأنني أبارك وأشجع هذه المبادرات وأدعمها .
2-2- د- دراسة أولية للنتائج : من خلال تحليلنا للنتائج التي توصلنا إليها كما يبين الجدول ، اتضح لنا ما يلي : - تعدد عوامل الضعف والتخلف وتنوعها صحية ونفسية وأسرية واجتماعية وثقافية . - أكبر عامل يسبب الضعف والتخلف الدراسي ، وبالتالي الرسوب في العوامل النفسية هو : عدم التكيف والاستيعاب داخل القسم بنسبة 60بالمائة ثم قلة الانتباه والتركيز بنسبة 56.66 بالمائة ثم الاضطراب في السلوك والشرود وعدم الاستقرار بنسبة 33.33 بالمائة ويأتي بعدها عامل الغيابات المتكررة بنسبة 23.33 بالمائة ،فعامل وجود مشاكل داخل الأسرة بين أفرادها أو غيرها بنسبة 20 بالمائة وبعد ها سوء التفاهم بين الوالدين بنسبة 10 بالمائة ثم عامل زواج الأب من امرأة أخرى بنسبة 6.66 بالمائة . - وفي العوامل الصحية يأتي مشكل احمرار العينين من أهم العوامل بنسبة 30 بالمائة ،ثم يأتي بعدها عامل الاضطراب في النطق بنسبة 23.33 بالمائة ثم عامل صعوبة التنفس والبول داخل القسم بنسبة 16.66 بالمائة ثم مشكل نقص الرؤية وفقدان الوعي والإغماء بنسبة 13.33 بالمائة . - وفي العوامل الأسرية والاجتماعية نلاحظ أن عامل كثرة الإخوة والأخوات في المنزل الواحد يأتي في مقدمة العوامل بنسبة 76.66 بالمائة مع عامل مشاهدة التلفزيون ، يليه عدم اتصال الأب بالمدرسة وأهمية الأم بنسبة 66.66 بالمائة ثم أهمية الأب بنسبة 50 بالمائة وبعدها عامل العوز والفقر بنسبة 43.33 بالمائة ثم عامل عدم تشجيع الأب بنسبة 40 بالمائة ثم عامل عدم المتابعة الميدانية للتلميذ وعدم مساعدته بنسبة 33.33 بالمائة ثم عامل بعد المسكن بنسبة 30 بالمائة وعدم مناسبة المسكن بنسبة 23.33 بالمائة وبطالة الأب بنسبة 20 بالمائة . - وفي العوامل المدرسية نرى أن كثافة الحجم الساعي الأسبوعي يأتي في المقدمة بنسبة 53.33 بالمائة ثم صعوبة الأسئلة في الفروض والامتحانات بنسبة 36.66 بالمائة ثم صعوبة البرامج بنسبة 26.66 بالمائة ثم عدم التشجيع من المعلمين بنسبة 20 بالمائة ثم سوء المعاملة من المعلمين بنسبة 13.33 بالمائة ثم عدم مناسبة طريقة المعلم بنسبة 10 بالمائة ثم عامل عدم مناسبة الجلوس للتلميذ بنسبة 6.66 بالمائة .
- أهم مادة يعاني منها التلاميذ هي الرياضيات بنسبة 60 بالمائة ثم القراءة بنسبة 40 بالمائة ثم التاريخ والجغرافيا بنسبة 26.66 بالمائة ثم كل من المحادثة والإملاء ودراسة الوسط بنسبة 13.32 بالمائة ثم الأناشيد بنسبة 10 بالمائة ثم التربية الإسلامية بنسبة 6.66 بالمائة ثم النحو والتربية المدنية بنسبة 3.33 بالمائة . - كذلك نلاحظ أن مستوى المعانات للتلاميذ هو في السنة الثالثة بنسبة 56.66 بالمائة ثم السنة الخامسة بنسبة 50 بالمائة ثم السنة الأولى بنسبة 10 بالمائة ثم كل من السنتين الثانية والسادسة بنسبة 6.66 بالمائة يضاف إلى هذه العوامل المدرسية عوامل أخرى ثقافية وهي تتمثل في عدم الالتحاق أو الانخراط في المؤسسات الثقافية بنسبة مرتفعة يعبر عنها الجدول .
3 - الحلول والعلاج لظاهرتي الرسوب والتسرب المدرسي : لعلاج المرض لابد من معرفة تحليله والتعرف على الأسباب الكامنة وراءه وقد عرفنا الأسباب والعوامل المؤدية إلى الضعف والتخلف والنتائج الرديئة والمتسببة في التسرب والرسوب وقد صنفت إلى عوامل ذاتية وعائلية ومدرسية واجتماعية ....... وإذ لم نسارع في اتخاذ القرارات والتدابير اللازمة واحتواء الظاهرة فإن الأمر يتفاقم وينفلت كل شيء من أيدينا ، وكما نعلم أن التلميذ هو المحور الأساسي في التربية والتعليم فإنه يحتم علينا أن نخلق له الجو المناسب والملائم لعطائه وإبراز قدراته ، والاستجابة لميولاته الشخصية مع المساعدة والتوجيه وإحداث الظروف المناسبة له بدءا من الأسرة فالشارع والحي ثم المدرسة وخلق ترابط وتكامل بين هذه المؤسسات . وتعتبر المدرسة أهم مؤسسة فيجب رد هيبتها واعتبارها ومكانتها وتجهيزها بأحدث الوسائل التعليمية العصرية من حيث المباني والأدوات والمخابر ...... وإشراك المعلم في صنع القرار ووضع المناهج والبرامج المناسبة لمجتمعنا وثقافتنا وهويتنا والالتفات إلى تحسين وضعيته لأنه العنصر الأساسي في المدرسة وكذلك التخفيف من أعباء وتكاليف الدراسة التي أثقلت كاهل الأولياء والتنسيق المستمر بين الأولياء والمدرسة ووضع رزنامة دورية للاجتماع بأولياء التلاميذ وتحسيسهم على مستوى كل مدرسة، بالإضافة إلى المتابعة المستمرة من الأولياء والمعلمين للتلميذ وغيرها إن هذه الحلول و وكذلك التي أدلى بها السيد المفتش كلها من شأنها أن ترفع من مستوى التعليم وتحسنه ولو بشكل أحسن مما هو عليه .
خـــاتمة :
من خلال هذه الإطلالة السريعة على أسباب الرسوب والتسرب لدى التلاميذ في السنوات الأولى من حياتهم الدراسية يتبين لنا خطورة هذه الظاهرة التي لا تنعكس آثارها السلبية على التلميذ فقط وإنما تمتد إلى كل المجتمع وهي من الأمور التي تشغل البال وتؤرق الجفون لما تسببه من إهدار مادي وبشري كبير في الميدان التعليمي بالذات وهي خسارة للشعب والدولة على حد سواء . وإذا كانت الدولة تسعى إلى توفير العلم والمعرفة لأبنائها لتفيدهم وتستفيد منهم فإن الرسوب يعتبر معول هدم للأفراد والجماعات على حد سواء – كيف لا ونحن نرى أن رجال الغد الذين كنا نأمل ونطمح فيهم أصبحوا عبئا ثقيلا على بلادهم وحملا لا يطاق حيث يقول الشاعر : صعدا نحو العلا والسؤدد يا شباب اليوم أبطال الغـد أنتم اليوم رجال وغدا أنتم أركـاب صرح للأبـــد فاصدقوا العزم لتحقيق البقاء فالبقاء وقف على المجتـهد - فكيف للتلميذ المتخلف الضعيف أن يحقق هذا ؟ إن الأمم المتقدمة والقوية لم تبلغ ما بلغته من العلى إلا بالعلم والعمل وليس هناك معجزة أخرى غير العلم والعمل نحو بلوغ أعلى المراتب والرقي والازدهار . كل ما نأمله هو أن تعطى للعلم قيمته والعلماء أو رجال التربية مكانتهم اللائقة لبلوغ أهدافنا السامية التي من شأنها أن ترفع من قيمة العلم والمستوى وبذلك نرفع التحدي .
/
/
/
الجانب النظري :
تعريف التسرب وأسبابه
2-1- تعريف التسرب: يعتبر التسرب المدرسي مشكل حقيقي من مشكلات التعليم التي استفحلت داخل أوساط مؤسساتنا التربوية والتي باتت تهدد تلاميذنا بالفشل والإحباط ثم اليأس والكراهية من التعليم تاركين مقاعد الدراسة ،وانشغالهم بأشغال أخرى خارج المحيط التربوي سعيا وراء لقمة العيش التي أصبحت هم كـل مواطن ،تاركا نفسه بدون ثقافة يكتسبها وعلم ينتفع بـه .
ولو أردنا أن نعطي تعريفا دقيقا وواضحا لهذه الظاهرة لقلنا بخلاصـة عـامـة : ( هو ترك التلميذ للتعليم وانقطاعه الكلي عـن الدراسة والمدرسة والتعليم مما يشكل عبئا ثقيلا على المجتمع ،ويساهم بشكل آخـر في انتشار ظاهرة الأمية ).
- ولما نقف وراء الأسباب الحقيقية والفعلية التي أدت إلى استفحال هذه الظاهرة لوجدناها كثيرة جـدا وذلك لتعقد متطلبات هذه الحياة ، نذكر منها جملة من الأسباب التي تحدث في الوسط التربوي والمتمثلة في ما يلي : - سوء الخلق مما يؤدي إلى الإخلال بالنظام التربوي وعرقلة السير الحسن للتمدرس . - التخلف العقلي مما ينتج عنه تدني في مستوى التحصيل الدراسي والرسوب ثم تكرار السنوات ثم الفشل وربما الفصل والإقصاء من المدرسة . - النفور من الأستاذ مما يؤدي الى كره المادة وبالتالي التمرد واللامبالاة ،ينتج عن ذلك ضعف في التحصيل مع غياب عنصر الدافعية والرغبة في الدراسة مما يؤدي الى الطرد من القسم والمؤسسة. - كثرة الغياب وعدم الشعور بتحمل المسؤولية مما يؤدي الى الطرد والفصل من المؤسسة التعليمية .
وفي الحالات السابقة تبدو أسباب الطرد واضحة ودوافعه جلية, والذي يهمنا أكثر هو الخروج الاختياري والتلقائي الإداري للتلميذ في سن مبكرة, فما هي أسرارها وما هي الدوافع التي تمكن وراءها؟ هي كغيرها لا تعدو أن تكون فردية ذاتية أو أسرية أو مدرسية أو اجتماعية .
2-2-أ الأسبـاب الذاتيـة: - تأخر دراسي عام في جميع المواد الدراسية بسبب الغباء, حيث تكون نسبة الذكاء مابين 70و80٪ يشعر فيه الطفل أنه غير قادر على مسايرة زملائه في الصف ويهرب من المدرسة. - الإصابة بعاهات أو تشوهات جسمانية تشعر الطفل بالإهانة والسخرية والدونية التي تجعل الطفل يتهرب من المدرسة, ويغادرها نهائياً. - المرض العضوي أو القصور الذي يجعل التلميذ يتغيب كثيراً عن دراسته ويرتاد المصحات والمستشفيات للعلاج والتداوي ويصعب عليه تدارك مافاته من التحصيل العلمي فيضطر إلى مغادرة المدرسة. -إصابة الطفل باضطراب نفسي لسبب من الأسباب, ونتيجة لهذا الاضطراب يهرب التلميذ من المدرسة. -الخوف من المعلم المتسلط أومن التلاميذ الذين هم أكبر منه سناً بسبب الخلاف معهم وسوء العلاقة مما يجعله يهرب من المدرسة من أجل تأمين نفسه. ونلاحظ هذا عند الطفل المدلل خاصة الذي جاء بعد عقم أو بعد انتظار طويل, أو كان الوحيد بين أخوته, حيث توليه الأسرة اهتماما ًمبالغاًَ فيه وعناية مغاليا فيها, فيجد في المدرسة من الصرامة ما يختلف عن جو الأسرة. - كما أن الهروب يكثر في سن المراهقة مع زيادة, حب المغامرة والخروج عن السلطة واثبات الذات.
2-2-ب- الأسبـاب العائليـة: الواقع أن للأسرة, مساهمة كبيرة في تسرب أبنائها, ويكون ذلك في الحالات التالية: -انخفاض المستوى المعاشي للأسرة وضعف الدخل اليومي للعائلة,خاصة في الآونة الأخيرة, حيث بينت الدراسات أن الفئات الوسطى تلاشت من سلم المستويات الاجتماعية لدخولها في حيز الفقر الذي أثقل كاهل الأسرة وجعلها عاجزة على توفير متطلبات أطفالها من أجل تأمين لقمة العيش.
- الحاجة الماسة إلى أستراك الأطفال في بعض الأعمال من أجل مساعدة الأب والتخفيف من أعبائه في ظل تسريح العمال وزيادة حجم البطالة, ارتفاع الأسعار للمواد الضرورية والاستهلاكية. - حياة التنقل والارتحال لدى بعض الأسر, خاصة البدو الرحل, مما يجبرهم على إيقاف أبنائهم عن الدراسة بسب أعباء التكاليف ولإشراك أبنائهم في بعض القطاعات الفلاحية أو الزراعية أو الرعي. - ولا يخفى علينا نظرة الرجل البدوى إلى البنت, التي تجبر على لزوم البيت إذا ظهرت عليها علامات الأنوثة لتساعد أمها, وتنتظر من يطلب يدها. - عدم وعي الأسر للهدف الأسمى والنبيل من التعليم وطلب العلم كوسيلة للثقافة والتنوير والتقدم العام وإعداد النشئ للمستقبل, وحصرها للتعليم في غاية مادية بحتة, فتظهر رغبة الطفل في البحث عن فائدة سريعة, وربح عاجل, وهو يرى أن الإطارات والمثقفين مقصون ومهمشون ويعيشون الفقر والإهانة. - تفكك الأسرة بسبب الطلاق أو الوفاة وما ينجم عنه من مشاكل واضطرا بات نفسية أو عقلية تجبر الطفل على ترك مقاعد الدراسة. - الجو الأسري المشحون بالإضرابات والمشاكل سواء بين الوالدين أو بين الأخوة أو بين الطفل وأحد الوالدين, خاصة الخلافات الشديدة التي يصعب حلها والتي تؤدي إلى تمزيق الطفل نفسياً فيتشتت تفكيره ويلجأ الى الهروب من الدراسة في أخر المطاف.
2-2-ج- الأسبـاب المدرسيـة: في بعض الأحيان يكون سوء العلاقة بين المعلم والتلاميذ وبين الإدارة والتلميذ ولعدم تفهم أوضاعه ومشاكله, سبباً في مغادرة التلميذ للمدرسة وقد تكون لقسوة المعلم وإجحافه في حقه فيشعرا لتلميذ بعدم الانتماء وعدم إتاحة فرصة المشاركة له في مختلف ألوان النشاط بالإضافة إلى التهميش والتميز بين التلاميذ وعدم المساواة بينهم كل ذلك يجعل التلميذ يكره المدرسة ويتهرب منها. - فالمدرس شديد القسوة أو المتسلط , وسوء المعاملة منه تجعل التلميذ يخاف ولا يعبر عما في نفسه ويضعف مستواه وقد ينسحب من المدرسة ويبتعد عن الأذى.
وقد وجدت أن سوء العلاقة بين التلميذ والمعلم بسبب معاملة المعلم غير المؤهل والذي لا يعرف شيئاً عن سيكولوجية التلاميذ وخصائصهم الجسمية والعقلية وسلوكهم الاجتماعي فيسئ فهمهم ويلجأ إلى العنف والإهانة المستمرة وتثبيط الهمة والمقارنة الخاطئة والإهمال الشديد..... مما يدفع التلاميذ إلى كره المعلم ومادته وقد يصل بعضهم إلى الانسحاب والتخلص منه وكما أن كثيرة الموجبات المنزلية وازدحامها وعدم إنجازها من التلميذ تجعله في خوف من العقاب الصارم, فيتغيب عن المدرسة, و يتكرر غيابه وقد ينسحب في نهاية الأمر. بالإضافة إلى كثافة البرامج وكبر الحجم الساعي وثقله, حيث لا يجد التلميذ متسعا من الوقت لإشباع رغباته وحاجاته خارج المدرسة, خاصة إذا كانت لا تستجيب لحاجاته النفسية ولا تلبي رغباته ولا تحقق أماله. بعد المدرسة:إذا كان الطريق المؤدي إلى المدرسة وعراً , خاصة في الظروف الطبيعية القاسية, حيث يكثر تأخره, ويتكرر غيابه وبالتالي إقصاؤه من المدرسة, وإذا كان التلميذ يستغل وسائل النقل فإن المصاريف تثقل كاهل الأب وقد يجبره على ترك المدرسة وهذا العامل يهدد البنات أكثر .
2-2-د- الأسبـاب الاجتماعيـة : ونركز هنا على الشارع , لأن الطفل يقضي فيه وقته,وتصعب مراقبة وتنظيم الشارع والحي وكما يقال: (المجالسة مجانسة) و(الصاحب ساحب) فإذا خالط الطفل أقران السوء صار من جنسهم وقد يتغيب الطفل عن المدرسة ويهرب منها لأجل تأمين نفسه خوفاً من الكبار منه المتسلطين عليه, وقد يكون موقع المدرسة بعيداً عن المسكن , والمسلك صعباً وغير آمن, بالإضافة الى العوامل الطبيعية كشدة البرد أو شدة الحرارة التي تنهك قواه قبل وصوله إلى المدرسة.
الجانب الميداني : منهجية الدراسة الميدانية وعرض وتحليل النتائج دراسـة أولية للنتائج : نلاحظ أن النسبة الإجمالية للمتسربين مرتفعة نوعا ما حيث بلغت 15.27% والملفت للانتباه هو النسبة الكبيرة للمتسربين في مستوى السنة السابعة حيث بلغت 22.73% من العدد الإجمالي , و73.34 منهم فعلوا بقرار من مجلس الأساتذة بسبب الضعف وبنت واحدة انقطعت بسبب داء قصر الكليتين . وفي مستوى السنة الثامنة بلغت نسبة المتسربين 27.27% وهي نسبة لا يستهان بها, 83.34% منهم فصلوا بقرار من مجلس الأساتذة لضعف المستوى ما عدا واحدا فصل بسبب تكرار الغيابات الكثيرة ( مجلس تأديب ) وأعلى نسبة من التسرب سجلت في الأقسام السنة التاسعة حيث بلغت 50 % وأهم عامل فيها هو الإخفاق في امتحانه شهادة التعليم الأساسي كلهم فصلوا لسوء النتائج ماعدا واحد انقطع اختياريا لظروف خاصة . والملاحظة أن نسبة الذكور أعلى من نسبة البنات في التسرب في جميع المستويات |
|
محمد المراح Admin
الجنس : عدد الرسائل : 12775 العمر : 45 العمل/الترفيه : أستاد التعليم الإبتدائي المدينة : أكادير-العمل:اقليم اشتوكة أيت باها- البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 19/07/2008 نقاط : 20059
| موضوع: رد: الرسوب والتسرب في الوسط المدرسي الخميس نوفمبر 19, 2009 11:33 am | |
| انها من أكبر المعضلات التي تواجه تعليمنا |
|
شمس مراقبة عامة
الجنس : عدد الرسائل : 24544 العمر : 35 العمل/الترفيه : جامعية المدينة : الجزائر البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 05/07/2009 نقاط : 35206
| موضوع: رد: الرسوب والتسرب في الوسط المدرسي الخميس نوفمبر 19, 2009 1:31 pm | |
| |
|