من
الملاحظ ان الوسط ينقسم الي وسط قروي ووسط حضري ووسط صحراوي الخ...ويهمنا
نحن رجال التعليم المنعوتين بالعمل في القرى هل نحن نعمل بالتأكيد في
القرى حتى نتصف بهذا الوصف ام ان هناك وصف اخر...
في المتداول ان من يهمهم الامر ان الحاضرة او المدينة هي الوسط المجهز
بالوسائل الوجستيكية (طرق..مرافق..اتصالات..وسائل النقل...عيش لاباس به
...يسر في الحياة الخ..) والقرى هي التي لا تتوافر فيها هذه الوسائل او
تتوافرفيها اشياء بنسب متفاوتة ولذلك دأبت وزارة التربية على نعث العمل في
القرى بالتعليم القروي وهو تمييز لا أعتقد أنه يصادف الصواب ذلك ان انتشار
التعليم في الجبال والصحاري والسهول والاودية والمداشر والدواوير وهو خطوة
حسنة في عالمنا اليوم الا انه لا يمكن نعثه بالتعليم القروي وانما
بالتعليم في البادية والبادية هي وسط قريب من القرية قد تبعد عن المدينة
او القرية بما دون 40 كلم سكانها مربوطون بالمكان كارتباط الانسان بالوطن
فيه رأى النور وعاش اجداده ودفنوا وبه وارضه التي يعيش منها...انعدام
للوسائل وشظف عيش وتقاليد وقيم تخالف قيم المدينة الخ..
وزمن البادية رتيب ثقيل الى حد الملل وبين البادية والمدينة زمن يمكن قياسه بمدى تقدم اهل الحواضر على اهل البادية .
في هذا الوسط يعين رجل التعليم الذي يمكن ان نصفه بالاستاذ في البادية
والتعليم في البادية بدل التعليم القروي - وهو وصف لا اقصد به القدح ولكن
التوضيح- يعين وهو أعزل من اي شيء يوجد في المدينة يجابه العدم ، فلا
وسائل من الوسائل التي اشرت اليها ( اذهب انت وربك فقاتلا انا هاهنا
قاعدون) صدق الله العظيم.
مع تعيين الاستاذ في البادية، تتناسل عدة مشاكل واصطدامات مع الرؤساء هي
نتيجة الالتزام بالعمل وتطبيق القانون على المخالفات بنفس الكيفية التي
تطبق على الاستاذ في المدينة دون مراعاة الصعوبات و العوائق التي يتعرض
لها الاستاذ في هذا المجال /البادية متناسين ان القانون يعمل بنظرية الفقه
..انه لكل قاعدة استثناء..اليس الاستاذ الذي يعمل في البادية يعمل في ظروف
استثنائية حيث ..لا ...ولا ...
ومن خلال العمل الميداني كمؤطر يمكن ان اشير الي المشاكل التي صدفناها
وعايشناها والتي خلقت اصطدامات بين الادارة والاساتذة دون مراعاة الظروف
الاستثنائية..
-الاستاذ والمسافة: المجازفة بوسائل النقل المرخصة وغير المرخصة، استعمال
الدواب، استعمال الدراجات النارية، استغراق الرحلة زمنا طويلا على
الارجل،التعرض للعواصف والسيول.
- سوء التغذية
- القاطن في الفرعية قد لا يجد مع من يتواصل
- عدم وجود الانارة
- الامراض الجسمية والامراض النفسية
- المشاكل الاداريةمع المدير والمفتش والتوصل بالاداريات في وقتها
- التضحية بما يعادل الخمس من الراتب من اجل الوصول الي الفرعية
- انحدار المستوى الثقافي...؟
هذه المشاكل يتولد عنها احباط في العمل وتاخرات ولا تفسر من قبل الرؤساء
الا بالتقصير في اداء الواجب و عدم ادائه على الوجه المطلوب بينما ان
الامر يدعو الي التفكير والتساؤل اين عنصر المواءمة وتقدير الحالة بما
يناسبها او بتعبير قانوني, هل يمكنفي فصوله الخاصة بالغياب والتاخر
والتقصير دون الاخذ بالاعتبار بالظروف الاستثنائية واعتقد ان نظرية الظروف
الاستثنائية والقوة القاهرة والحدث الفجائي يجب ان تاخذ مكانها في هذه
الحالة حالة الاستاذ الاعزل من كل شيء الذي يضحي بزهرة عمره في وسط سبق ان
وصفته فيتمتع بالمرونة في تطبيق القانون والمواءمة فيه .
انني لا ادعو في هذا الى تحرير الاستاذ العامل في البادية من تطبيق
القانون وتحريره من التزامه لان عدم وجود القانون هي حرية ليس لها سقف
ولكن ادعو الي تقدير الظروف وتقدير الموقف الذي يعمل فيه هذا الشخص والقاء
النظر الى الاستثناء في تطبيق القانون وعدم معاملة الاستاذ في البادية
بالاستاذ الذي يعمل في المجال المشار اليه لان المقارنة بينهما منعدمة
لوجود الفارق.