رغم أن ظاهرة الأوطو سطوب ارتبطت حتى في مبناها اللغوي والاصطلاحي بالنقل المجاني عبر السيارات بمختلف أحجامها، فإن الدواب كانت الوسيلة الأكثر تداولا في تنقلات بني البشر، وبالتالي كان النقل المجاني على صهواتها فعلا تضامنيا من صاحب الدابة، ومع مرور الوقت بدأت الدواب تستعمل في جر العربات لتتحول العربات ذاتها إلى وسيلة لتأمين النقل خاصة في ظل وعورة المسالك الطرقية.
وكان مالك عربة مجرورة يحمل في طريقه بين الفينة والأخرى عابري السبيل ومستعملي الطريق، خاصة إذا تعلق الأمر بمياومين لهم ارتباط بالمنطقة.
دارت عجلة الزمن بسرعة وفعلت التكنولوجيا فعلتها في وسائل التنقل، حيث غزت الدراجات الهوائية والنارية والسيارات العالم وقلصت المسافات ومعاناة الإنسان قبل أن تتطور الاختراعات وتظهر اكتشافات أخرى في خدمة بني البشر.
وانسجاما مع التطور التكنولوجي، تطورت أساليب النقل الخصوصي والعمومي، وأصبح الأوطو سطوب مرتبطا بالخصوص بسيارات النقل الخصوصي، قبل أن تتحول الوسيلة الاضطرارية إلى فعل احترافي تمارسه فئات عديدة من المجتمع وفق أعراف وطقوس معينة، بدءا بالتلاميذ الذين يدرسون بعيدا عن مقر سكناهم وانتهاء بطلبة الجامعات مرورا برجال التعليم والموظفين المرتبين في السلاليم الدنيا، والنساء الأكثر قدرة على فرملة السيارات وإرغام أصحابها على التوقف في الحال.
وشهد عالم الأوطو سطوب طفرة أخرى حين توصل مجموعة من العلماء إلى اختراع جهاز يتم تركيبه في السيارة، ينبئ بوجود أشخاص على قارعة الطريق ينتظرون وجود سائق يبحث عن رفيق رحلة السفر.
ولكم التعليق.