السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تعتبر العلاقة بين المتعلم و المعلم القناة الرئيسية التي تمر عبرها مادة التعلم لذلك وجب على المربين عدم اغفالها و اعطائها ما تستحق من اهتمام و متابعة فكما نحتاج الى سلك لتوصيل الكهرباء نحتاج الى ود التلاميذ لتوصيل العلم او المعلومة.
ويعتقد بعض المدرسين ان التعامل مع التلاميذ برفق وشفقة ورحمة واحسان، وأن النزول الى مستواهم ضعف في الشخصية، ويرى البعض ان قوة الشخصية، ترتبط بالشدة المفرطة والعبوس والتعسف والجور وذلك بجعل الفصل ثكنة عسكرية، ويزداد الأمر سوءا عندما يضع بعض المدرسين حواجز مصطنعة بينه وبين الطلاب من خلال نظرتهم التشاؤمية، كما أفرط بعضهم في تعاملهم مع التلاميذ بترك الحبل على غاربه متخلين وفارين من المسئولية الملقاة على عاتقهم محتجين بذرائع هشة وأوهام خاطئة.
ولو تساءلنا لماذا يملك هذا المعلم حب الطلاب واحترامهم داخل وخارج المدرسة؟ بينما نجد المعلم الآخر لا يملك إلا بغضهم وكراهيتهم!! إذن ..... لابد من وجود خلل!!
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فهو المعلم والمربي والقائد، فقد كان يحسن إلى البر والفاجر والمسلم والكافر، قال تعالى مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر) آل عمران - 159.
وانظر أخي المدرس الى رفقه عليه الصلاة والسلام بالأعرابي الذي (تبول) في المسجد، وحلمه على الشاب الذي استأذنه في فعل فاحشة الزنا، فهما خير دليل على نظرته التربوية الصائبة، ولا غرابة في ذلك، وهو القائل (إن الرفق ما يكون في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه) رواه مسلم.
مؤهلات مطلوبة لكسب التلاميذ.
لكي ينجح المدرس في كسب التلاميذ لابد أن يكون مؤهلا تأهيلا نفسيا وعلميا وتربويا، وأهم هذه المؤهلات (القدوة الحسنة) فعلى المعلم أن يتحلى بالصبر والحلم والأناة والحكمة والشفقة والرحمة والتواضع، وأن يكون على دراية بأحوال التلاميذ وخصائص المرحلة التي هم فيها ومتغيرات الزمان وفلسفة التربية وأن يبتعد عن المثالية فطالب اليوم ليس كطالب الأمس، كما أن حسن المظهر وقدرة المعلم العلمية وفنه في إيصال المعلومة من المؤهلات الضرورية التي تساهم بشكل كبير في جذب الطلاب واحترامهم وحبهم للمعلم وتفاعلهم معه.
إذن : كيف تكسب التلاميذ ؟
لكسب التلاميذ عليك أخي المدرس بهذه الخطوات العشر :
1- كن سمحا بشوشا لينا سهلا، وأكثر من السلام عليهم تملك قلوبهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم افشوا السلام بينكم).
2- ابتعد عن العبوس وتقطيب الجبين، واترك الشدة المفرطة فإنها لا تأتي بخير، ولا تكتر من الزجر والتأنيب والتهديد والوعيد، (رفق من غير ضعف وحزم من غير عسف).
3- لا تسخر منهم أو تحتقرهم،وجرب النصيحة الفردية معهم.
4- أكثر من الثواب والثناء عليهم، واستمر في تشجيعهم.
5- اعدل بين الطلاب، ولا تحابي أحدهم على الآخرين.
6- اعف عن المسيء واعطه الفرصة لإصلاح خطئه، ثم عالج الخطأ باعتدال.
7- لا تضع نفسك في مواضع التهم، ولا تستخدم طلابك في أمورك الشخصية وقضاء حاجاتك.
8- ادخل الدعابة والفكاهة عليهم ولا تبالغ في ذلك.
9- تحسس ظروفهم، وساهم في حل مشكلاتهم، وتعاون مع أولياء أمورهم في ذلك، واشعرهم بأنك كالأب لهم أو الأخ الأكبر تغار على مصلحتهم ويهمك أمرهم.
10- ابذل كل جهدك في إفهامهم الدروس واصبر على ضعيفهم وراع الفروق الفردية بينهم، ونوع في طرق تدريسك، وسهل الأمر عليهم، ولا ترهقهم بكثرة التكاليف المنزلية.
وأخيرا أخي المدرس : تذكر أمانة المهنة وجسامة الدور وأهميتة واحتسب الأجر والثواب وأخلص النية، فأنت الأمل بعد الله في إصلاح الجيل، ولا تجعل من المعوقات والمحبطات والحالات الشاذة عذرا للتقاعس وعدم العمل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته).
منقول