يبدأ 90% من الأطفال في فرنسا الالتحاق بالمدرسة من عمر الثانية والنصف، إلا أن التعليم إلزامي للأطفال بين السادسة والسادسة عشرة من العمر، وهذا الإلزام يختص بالمدرستين الابتدائية والإعدادية (المتوسطة).
ويبلغ متوسط السن الذي ينهي فيه التلاميذ دراستهم في المدرسة الإعدادية (4 سنوات في حال عدم الرسوب) 15 سنة، ولذا يتعين نظرياً على التلاميذ الذين لم يرسبوا أثناء دراستهم، متابعتها لمدة سنة واحدة أخرى على الأقل كي يمتثلوا للدراسة الإلزامية، وذلك في ثانوية عامة أو تقنية أو مهنية.
التعليم ما قبل الابتدائي
إن هذا النوع من التعليم غير إلزامي، ويخص الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الثانية والخامسة. ويمكن قبول هؤلاء الأطفال في مدارس وصفوف الحضانة، ضمن حدود الأماكن المتوفرة.
ويبذل جهد لإعطاء الأولوية لتأمين استقبال الأطفال في مناطق البيئة الاجتماعية الفقيرة. وينبغي أن يتم استقبال كل طفل بلغ الثالثة في مدرسة حضانة، أو في صف للصغار داخل المدارس الابتدائية، بناء على طلب من عائلته.
وفي حالة عدم وجود مدرسة أو صف حضانة، يقبل الأطفال البالغون من العمر خمس سنين الذين يطلب أهلوهم تسجيلهم في المدرسة الابتدائية، في قسم للصغار، لتمكينهم من دخول حلقة التعليم الأساسي.
إن أكثر من 99% من الأطفال البالغين الثالثة من العمر مسجلون في المدارس، ومدارس الحضانة الحكومية مجانية، ويسدد الأهالي مصاريف الدراسة في مدارس الحضانة الخاصة. وتهدف مدارس الحضانة إلى تحقيق النمو الشامل للطفل، وتهيئته للمدرسة الابتدائية، ويتم التركيز فيها على التمكن من اللغة، أي تعلم الكلام، والتركيب اللغوي والتدريب على الكتابة، وفيها ينمي الطفل أحاسيسه وخياله وقدراته الإبداعية حيث تحتل التربية الفنية مكانا هاماً في مدارس الحضانة.
يوزع الأطفال في مدارس الحضانة تبعاً لفئات أعمارهم على ثلاثة أقسام: القسم الصغير، والقسم المتوسط، والقسم الكبير (السنة الأخيرة)، ويمكن أن يتم هذا التوزيع بصورة مرنة بغية إقامة وزن لسرعة كل طفل في التعلم ولنضجه والكفاءات التي اكتسبها. ويمكن للفريق التربوي بالاتفاق مع الأهالي أن يفرز كل طفل في القسم الأفضل ملاءمة لاحتياجاته، ولو لم يكن موافقاً تماماً لسنه.
لقد تم العمل بنظام الحلقات متعددة السنوات منذ عام 1991م، والهدف منها وضع فترة زمنية أطول من العام الدراسي لتحقيق الأهداف المحددة، وذلك بدافع الحرص على تحسين تكيف الطالب مع المدرسة.
تشكل أقسام الحضانة الثلاثة حلقة التعليم الأول، ويشكل القسم الكبير منها مع السنتين الأوليين في المرحلة الابتدائية حلقة التعليم الأساسي.
عدد ساعات التدريس أسبوعياً 26 ساعة في هذه المرحلة، يضع مشروعها ونظامها التربوي مجلس المدرسة الذي يرأسه مدير المدرسة ويضم المعلمين وممثلي الأهالي.
إن المعلم أو الفريق التربوي في المدرسة مسؤولان عن التقويم المنتظم والمستمر لتحصيل التلميذ ومن ثم اقتراح نقله للمرحلة الابتدائية أو إبقائه في المرحلة ما قبل الابتدائية.
التعليم الابتدائي
هذا التعليم إلزامي ومجاني لجميع الأطفال الفرنسيين والأجانب اعتباراً من سن السادسة، ومدة الدراسة فيه خمس سنوات أي حتى سن الحادية عشرة.
تتضمن المرحلة الابتدائية خمسة صفوف موزعة على حلقتين:
أ- حلقة التعليم الأساسي، وتتضمن القسم الكبير في مدرسة الحضانة والسنتين الأوليين في المرحلة الابتدائية.
ب- حلقة التوسع، وتضم السنوات الثلاث الأخيرة في المرحلة الابتدائية.
إن مجموعة الصف هي البنية الأساسية للتنظيم التربوي في المدارس الابتدائية، تطرأ عليها أحياناً متغيرات حسب الحاجة، كأن يتابع معلم مثلاً تلاميذ حلقة، أو توضع صفوف متعددة البرامج مما يؤدي إلى تقسيم المدرسين على اختصاصات مختلفة.
تعطل المدارس الابتدائية يوم الأربعاء، ويوم السبت بعد الظهر، بالإضافة إلى يوم الأحد. وتمارس أنشطة رياضية وفنية وثقافية خارج الساعات الست والعشرين. ويوجد بمعظم المدارس مطعم مدرسي تنظمه جمعية خاصة أو ينظم من قبل البلدية. وتوجد أيضاً خدمة دراسات موجهة تحت إشراف معلم توفر غالباً للأطفال الذين يعمل أهلوهم.
حددت ساعات الدراسة في المرحلة الابتدائية بست وعشرين ساعة أسبوعياً موزعة كما في الجدول السابق.
ويمكن أن يحدد ساعة لتعلم لغة حية في السنة الأخيرة من حلقة التعليم الأساسي، كما يحدد ساعة ونصف لتعلم لغة حية في حلقة التوسع.
وتجدر الإشارة إلى أن مدير المدرســة في هذه المرحلة لديه الحرية- بعد التشاور مع مجلس المدرسة- فــي تحديد الخطة الدراســية لبعـــض المـواد حسب ظروف المدرسة وحاجات التلاميذ.
التعليم الثانوي
ويبدأ هذا النوع من التعليم بالمرحلة الإعدادية والتي تعد بنية استقبال مشتركة لجميع التلاميذ في سنوات التعليم الأربع الأولى، ثم ينتهي بالمرحلة الثانوية التي تضم ثلاثة أقسام:
(الثانوية العامة، الثانوية التقنية، الثانوية المهنية).
أ- المرحلة الإعدادية:
تضم أربعة صفوف دراسية هي:
الصف السادس (السنة الأولى)، الصف الخامس، الصف الرابع، الصف الثالث، وتستقبل الطلاب الذين أنهوا حلقة التوسع في المرحلة الابتدائية، حيث يعطون في الإعدادية تعليماً عاماً بما فيه جوانبه ما قبل المهنية. والطلاب الذين لا يستطيعون اجتياز حلقة التوسع يدخلون في برامج خاصة هي عبارة عن دراسة عامة لمدة سنتين ودراسة مهنية تتراوح بين 1-4 سنوات.
يطبق في المدارس الإعدادية نظام تربوي جديـد منـذ عـام 1995م يقوم على ثلاث حلقات هي:
1- حلقة المراقبة والتكيف مع التعليم الثانوي ممثلة بالصف السادس.
2- حلقة التوسع ممثلة بالصفين الخامس والرابع.
3- حلقة التوجيه ممثلة بالصف الثالث.
إن تنظيم البرنامج الدراسي الأسبوعي خاص بكل مدرسة إعدادية، حيث تحرص كل مدرسة على توزيع متوازن بين المواد، وتوزيع وقت التعلم على 5 أيام أو 6 أيام، كما يقضي التنظيم بتوقف الدراسة بعد ظهري الأربعاء والسبت علماً بأن يوم الأحد إجازة.
تبلغ مدة الحصة 55 دقيقة، وتفصل 5 دقائق بين كل حصتين، ويجري استقبال التلاميذ في المدرسة قبل عشر دقائق من دخول الصف.
وتقدم المدارس الإعدادية برامج دراسية تحت المراقبة -دراسات موجهة- خارج ساعات الدروس حيث يتمكنون من القراءة والعمل تحت إشراف مراقبين.
تهتم المدارس الإعدادية بالتوجيه وهي عملية تربوية تستهدف مساعدة كل تلميذ طيلة دراسته على القيام عن دراية باختياراته الدراسية والمهنية، حيث يعرض على الطلاب اعتباراً من الصف الرابع طريقان: الطريق العام، والطريق التقني.
تهدف المواد الدراسية في التعليم العام إلى تنمية التفكير لدى التلميذ تمكنه من استخدام وسائل التعبير بأكمل وجه، وتعوده العمل الشخصي. أما في التعليم التقني فيمارس أسلوباً مغايراً في إعطاء المعارف عن طريق دراسة المشاريع التقنية المعدة من فريق المعلمين تستهدف إنجازات حقيقية للتلاميذ.
يوافق الصف الثالث من المرحلة الإعدادية حلقة التوجيه، حيث تتوفر ثلاث إمكانات للتلميذ بعد أن ينهي هذا الصف، وهي كما يلي:
أ- الصف الثاني العام أو الصف الثاني التقني، وهذان يؤديان إلى شهادة ثانوية عامة أو تقنية على الترتيب.
ب- الصف الثاني المهني، المؤدي إلى شهادة الدراسات المهنية bep وهذا المجال يسمح لاحقاً للتلاميذ بالحصول على شهادة ثانوية مهنية أو تقنية.
ج- السنة الأولى التحضيرية للشهادة الأهلية المهنية (cap).
إن اقتراحات توجيه التلاميذ لهذه المجالات تصدر عن مجلس الصف، وإن لم تحقق رغبة التلميذ وعائلته يمكن تقديم اعتراض أمام لجنة مشكلة لهذا الغرض.
المرحلة الثانوية
يوجد بهذه المرحلة ثلاثة أقسام هي كما يلي:
- ثانوية التعليم العام (العلوم الأكاديمية).
- ثانوية التعليم التقني.
- ثانوية التعليم المهني.
وتحضر هذه المرحلة في ثلاث سنوات هي على الترتيب: الصف الثاني، الصف الأول، الصف النهائي، لنيل إحدى الشهادات التالية: شهادة الثانوية العامة، وشهادة الثانوية التقنية، وشهادة الثانوية المهنية.
ويلزم كل تلميذ باختيار مادتين تمكنانه من اختبار أذواقه واستعداداته بغية توجيهه لأحد فروع شهادة الدراسة الثانوية.
وفضلاً عن ذلك يتابع التلاميذ تعليماً إلزامياً قدره ثلاث ساعات ضمن وحدات، وهو عمل مجموعات يضاف إلى ساعات الدروس العادية ويتعلق بالمواد: اللغة الفرنسية، الرياضيات، التاريخ والجغرافيا، اللغة الحية الأولى، وذلك ليتمكن المدرسون من معالجة مشكلة الفروق الفردية بين التلاميذ.
وتتوفر في المدارس الثانوية ورش عملية بإمكان الطالب متابعة تعليم اختياري فيها على أساس مشاريع تربوية تعدها المدرسة.
وبعد أن ينهي الطالب الصف الثاني أو التقني يوجه للخيارات التالية:
ثلاثة فروع في الثانوية العامة:
أ- الفرع الأدبي.
ب- الفرع الاقتصادي والاجتماعي.
ج- الفرع العلمي.
أربعة فروع تقنية:
أ- فرع العلوم التقنية للقطاع الثالث.
ب- فرع العلوم التقنية الصناعية.
ج- فرع علوم وتقنيات المختبر.
د- فرع العلوم الطبية والاجتماعية.
بإمكانه أيضاً أن يحضر شهادة دراسة ثانوية تقنية خاصة مثل الفندقة، الفنون التطبيقية، تقنيات الموسيقا والرقص.
أو تحضير شهادة دراسة تقنية تمنح تأهيلاً متخصصاً في ميدان معين، ينخرط في مجالات العمل بعدها أو يواصل دراسته في فروع التقني العالي للاختصاص نفسه.
توجد أيضاً شهادة دراسة تقنية زراعية، تحضر في ثانوية زراعية، بعد إنهاء الصف الثاني، تسمح لصاحبها بشغل وظائف زراعية تقنية.
ويلعب الصف الثاني دوراً هاماً في توجيه التلاميذ، فيجرى في بدايته تقويم لجميع التلاميذ في ثلاث مواد أساسية هي: اللغة الفرنسية، الرياضيات، اللغة الحية الأولى.
ويقوم مجلس الصف بتقديم اقتراحاته لاختيار الطالب لفروع الصف الأول وقبلها يستقبل رغبات الطلاب وعائلاتهم بهذا الخصوص، ويمكن للعائلة الاعتراض أمام لجنة متخصصة في حال عدم الاتفاق مع مجلس الصف على الفرع المختار.
التعليم المهني
بعد اجتياز الطالب للصف الثالث في المرحلة الإعدادية بإمكانه الالتحاق بما يلي فيما يتعلق بالتعليم المهني:
أ- الصف الثاني المهني وهذا يمكنه من نيل شهادة الدراسات المهنية (bep) التي تمكنه من الانخراط في الحياة العملية أو مواصلة الدراسة للحصول على الشهادة الثانوية المهنية لمدة سنتين (الصف الأول والصف النهائي)، ولنيل شهادة الثانوية التقنية يلزم الطالب الحاصل على شهادة الدراسات المهنية دراسة سنة دراسية توفر له إمكانية النجاح في الدراسات التقنية لنيل شهادتها الثانوية.
ب- شهادة الأهلية المهنية cap وتحضر خلال سنتين، وتهدف إلى منح تأهيل كفيل بممارسة مهنة، ويتضمن تحضيرها: تعليماً عاماً لتزويد الطلاب بأسس ثقافية عامة حول العالم العصري، وتعليماً تقنياً مهنياً يوفر المعارف والمهارات المهنية حسب المهنة المتعلمة، ويعطى من خلال دروس نظرية وتمارين عملية وتطبيقات في الورش وتدريب في المؤسسات.
تحضر شهادة الدراسات الثانوية المهنية في سنتين (الأول والنهائي المهنيين) وتؤدي مباشرة إلى ممارسة مهنة، وبالإمكان مواصلة الدراسة الجامعية وتتميز بأنها تختتم تأهيلاً يطبق على مهنة معينة. وهذه الشهادة كما مر معنا مفتوحة لحملة الشهادة bep ولحملة الشهادة cap.
التقويم والاختبارات في مراحل التعليم العام
يخضع التلميذ في المرحلة التمهيدية لعملية تقويم منتظم مستمر يقوم به المعلم بالتنسيق والتشاور مع الفريق التربوي في المدرسة، ونتيجــة لهــذا التقويم يقدم اقتراح نقله للمرحلة الابتدائية أو الإبقاء للدراسة في المرحلة التمهيدية.
في المرحلة الابتدائية يقرر تقدم التلميذ في كل حلقة من قبل مجلس المعلمين فيها، بناء على اقتراح من المعلم المعني، وينبغي القيام بإحاطة الأهالي بانتظام بوضع أبنائهم الدراسي، حيث يخصص لكل طفل سجل مدرسي، يوافى به الأهل بانتظام، ويشكل أداة اتصال بين المدرسة والعائلة، وتذكر فيه نتائج التقويم الدوري، وبيانات عن محصلات التلميذ، ويزود الأهل من خلاله باقتراحات مجلس معلمي الحلقة حول الانتقال إلى صف أو حلقة أعلى، والقرارات النهائية المعتمدة.
منذ عام 1989م، وفي بداية كل عام دراسي تجرى عملية وطنية لتقويم التحصيل في القراءة والكتابة والرياضيات لجميع الطلاب الداخلين حلقة التوسع وكذلك الصف السادس في المدارس الإعدادية. والهدف من هذه العملية تزويد المعلمين بمستوى التلاميذ في هذه الميادين الثلاثة الرئيسة في التعليم مما يساعده على اختيار أفضل السبل التربوية الملائمة.
هناك اهتمام ومراعاة لمدى سرعة الطفل في التعلم، فيمكن زيادة أو تخفيض المدة التي يقضيها الطفل في كل الحلقات بسنة واحدة، حيث يدرس وضع الطفل في مجلس معلمي الحلقة ويوافى الأهل بالاقتراح خطياً فيستطيعون قبوله أو تقديم اعتراض مبرر عليه إلى السلطات العليا التي تبت نهائياً في الأمر.
والطالب الذي تكون دراسته عادية لا تتخللها صعوبات تستلزم إلحاقه بتعليم خاص ينتقل آلياً من التعليم الابتدائي إلى الصف الأول في التعليم الثانوي (الإعدادية).
في المرحلة الإعدادية: يجرى تقويم لكل تلميذ يحدد توجيهه خلال سنوات دراسته، ويتم إحاطة العائلة على النحو التالي:
- بواسطة الكشف الفصلي لنتائج كل مادة، وعمليات التقويم الخاصة بها، والتقويم العام، ونصائح مدير المدرسة.
- بواسطة دفتر الملاحظات (وسيلة الربط بين المدرسين والأهالي) حيث يتضمن توزيعاً لأوقات الصف، وصفحات للمراسلة لتبادل الرأي وأحياناً كشف للعلامات.
- عن طريق الاتصالات والمقابلات مع مدرسي الصف، ولا سيما المدرس الأول ومستشار التوجيه.
- عن طريق الاجتماعات المجددة والمنظمة بين الأهالي والمعلمين.
لا يوجد في الوقت الحالي نظام لوضع العلامات، ولكن يتم تحديد نتائج التلاميذ بجملة علامات في بادئ الأمر تدون في الكشف الموجه للعائلة في كل فصل، وتتعلق هذه العلامات بالواجبات المنجزة في الفصل، أو الأعمال الشخصية التي تحدد أهميتها من قبل مجلس المعلمين وتكون مشفوعة بالتقويم المفصل لعمل التلميذ من قبل أستاذه، والتقدم الذي أحرزه.
إن النتائج التي يحققها طلاب الصفين الرابع والثالث في هذه المرحلة تسجل على بطاقة مدرسية للمعلومات، بغية منح شهادة كفاءة وطنية لا تحدد التوجيه المستقبلي للتلميذ ولكنها تثبت تحصيل تعليم عام.
تختتم المرحلة الثانوية باختبار (البكالوريا) والذي يهتم به المجتمع كثيراً في الفترة الأخيرة، وذلك لوعيهم بأهمية الاستمرار في التعلم والالتحاق بالجامعات لتوفير أفضل فرص العمل، حيث تبلغ نسبة النجاح في هذا الاختبار حالياً 75% بعدما كانت لا تتجاوز 60% في الستينيات. وهذا الاختبار عام وموحد لكل مناطق ومحافظات الجمهورية الفرنسية، والتصحيح يتم في مراكز تعد في المناطق الاثنتين والعشرين. وهناك لجنة تعطي نماذج الحلول وطرائق التصحيح وتوزيع الدرجات. واجتياز هذا الاختبار يستلزم الحصول على معدل عام لا يقل عن عشرة من عشرين، حتى لو كان معدل الطالب منخفضاً في مادة ما ماعدا مواد التخصص الأساسية.
تشكل شهادة الدراسة الثانوية بأنواعها أول درجة للجامعة، وهي المفتاح الرئيس لدخول الدراسات العليا، وتتضمن هذه الشهادة اختبارات خطية وشفهية واختبارات اختيارية، وتكون هذه الاختبارات في برامج الصف النهائي في الثانوية العامة (الأكاديمي) وفي برامج الصفين الأول والنهائي في قسمي العلوم التقنية والدراسات المهنية، ويلزم الطالب الحصول على 50% من الدرجة الكلية ليجتاز هذه الاختبارات.
وتنظم اختبارات أخرى في شهر سبتمبر ضمن الشروط نفسها للطلاب الذين منعهم سبب مقبول من اجتياز هذه الاختبارات.
إن الطلاب غير الناجحين في شهادة الدراسة الثانوية، الحاصلين على متوسط علامات يعادل ثمانية من عشرين، يمكنهم الحصول على شهادة نهاية الدراسة الثانوية الممنوحة من مدير الأكاديمية، وهي تثبت إنجازهم لكامل الدراسة الثانوية، ولكنها لا تخولهم لدخول الدراسات العليا.
إعداد المعلمين وتدريبهم:
أ- إعداد المعلم: يوجد في فرنسا 22 معهداً جامعياً (I u f m) لتأهيل المعلمين. وهي عبارة عن مؤسسات جامعية عالية حلت مكان البنية السابقة لتأهيل المعلمين، حيث كانت عملية تأهيل المعلمين تتم من خلال إحدى المؤسسات التالية:
- دور المعلمين.
- المراكز التربوية الإقليمية.
- دور المعلمين الوطنية المهنية.
وبعد نيل الشهادة الثانوية (البكالوريا)، ونيل شهادة دراسات ما بعد الثانوية في الجامعة لثلاث سنوات (9 فصول دراسية) على الأقل، يقبل المرشحون (الذين ينبغي أن يحملوا جنسية بلد من بلدان الاتحاد الأوروبي) في معهد جامعي لتأهيل المعلمين بناء على دراسة ملف، أو مقابلة شخصية عند اللزوم.
معلمو المرحلة الابتدائية (الدرجة الأولى): بعد أن ينهي الطالب سنة دراسية نظرية وعملية مركزة في المعهد يتقدم لاختبار اختيار معلمي المدارس الابتدائية المسمى (c a p e s) وهو اختبار مركز يهدف إلى اختيار معلمين أكفاء، ويدل على ذلك نسبة النجاح فيه التي لا تتجاوز 20% غالباً.
وفي حال إخفاق الطالب في هذا الاختبار يعطى فرصة لإعادة السنة الدراسية وتقديم الاختبار مرة أخرى، وفي حالة نجاحه يصبح مدرساً متدرباً ويتقاضى راتباً لمدة سنة تدريبية إلزامية يعين بعدها على وظيفة معلم مدارس ابتدائية في مدرسة حضانة أو مدرسة ابتدائية.
وفي أثناء السنة التدريبية يمارس الطالب بعض الأعمال الأكاديمية كدراسة مواد تربوية في المعهد وكتابة تقارير عن مشاكل تربوية وطرائق علاجها، واختيار أفضل طرائق التدريس المناسبة، وبعد انتهاء السنة التدريبية يتقدم الطالب لاختبار عملي عبارة عن دروس نموذجية أمام بعض المفتشين التربويين وأساتذة المعهد وبعض المعلمين، وعادة يجتاز السنة التدريبية 99% والبقية تعيد السنة التدريبية أو تنسحب.
معلمو المرحلتين الإعدادية والثانوية (الدرجة الثانية): كما هو الحال بالنسبة للتعليم الابتدائي ينبغي أن يحمل مرشحو التدريس في التعليم الثانوي جنسية أحد بلدان الاتحاد الأوروبي، وأن يكونوا من حملة الشهادة الجامعية التي لا تقل عن ثلاث سنوات دراسية بعد الثانوية. وبعد إنهاء السنة الدراسية يتقدم المرشح لأحد الاختبارات التالية في معهد جامعي لتأهيل المعلمين لنيل إحدى شهادات التدريس الثانوي:
- شهادة الأهلية للتدريس الثانوي (c a p e s) والمنظمة لكل مادة ما عدا التربية البدنية والرياضية.
- شهادة الأهلية لتدريس التربية البدنية والرياضية (c a p e p s).
- شهادة الأهلية للتدريس التقني (c a p e t).
- شهادة الأهلية للتدريس في ثانوية مهنية من المرتبة الثانية المنظمة لكل مادة من مواد التعليم العام أو المهني (cap1 p2).
وبعد اجتياز أحد هذه الاختبارات ينهي الطالب سنة تدريبية على نمط السنة التدريبية لمدرسي الدرجة الأولى مع اختلاف في البرامج التـي تنـاسب حالهــم، ويتقاضـى راتباً على هذه الصفة.
ب- تدريب المعلمين: يتمتع مدرسو الدرجة الأولى المثبتون، خلال حياتهم الوظيفية برصيد تفرغ اختياري مدته 36 أسبوعاً يكرس للتدريب المستمر. ويوجد في كل منطقة في فرنسا مركز لتدريب المعلمين، تعقد فيه دورات تدريبية على مدار السنة للمعلمين والمفتشين التربويين ومديري المدارس ووكلائها.
ويتم تحديد نوع البرامج المقدمة في الدورة اعتماداً على حاجة المتدربين، حيث تبعث استبيانات توزع على كل المعلمين يوضحون من خلالها نوع الدورات التي يحتاجون إليها.
ويضع المركز اعتماداً على تحليله للاستبيانات المعدة من المعلمين دليلاً للبرامج التدريبية يبعث للمدارس ويوزع على المدرسين مع بداية العام الدراسي.
وتركز الدورات التي يقدمها المركز على طرائق التدريس الحديثة والوسائل التعليمية وكيفية استخدامها، والتغلب على المشكلات الطارئة في عملية التعلم.
ويقوم بالتدريب في هذه البرامج أساتذة من الجامعات ومفتشون تربويون ومعلمون متميزون بمقابل مادي إذا كان خارج ساعات الدوام الرسمية. ويوفر السكن والإعاشة بالمجان للمتدرب إذا لزم الأمر. وتنظم بشكل إلزامي دورة تدريبية لمعلمي الدرجة الأولى مدتها أسبوع، ولا يشكل حضور المعلم هذه الدورة مشكلة لوجود معلمين احتياط في المدارس الابتدائية، حيث إن معلم المرحلة الابتدائية هو معلم صف يقوم بتدريس جميع المواد إلا في حالة نادرة. وتنظم دورات لمدرسي التعليم الثانوي وهي اختيارية، وبالإمكان أن يلزم المفتش المعلم بحضورها إن رأى ذلك.
وليس هناك أي مقابل مادي أو ترقية وظيفية للمتدربين، ولكن الهدف الأول والأخير من هذه الدورات الرفع من مستوى المعلم وهو على رأس العمل ليواكب التطورات الحديثة في عملية التعلم والتعليم.
وتشير الإحصائيات إلى أن 70% من المعلمين يتقدمون لهذه الدورات، ولكن 53% منهم يتدربون فعلاً، ويعتبر المتدرب مجتازاً للدورة إذا حضر ثلثي المدة المحددة ويجتازها مباشرة دون اختبار.
التفتيش التربوي
يشترط في المرشح للتفتيش التربوي أن يكون معلماً متميزاً ذا كفاءة عالية وخبرة طويلة حيث لا يقل عمره عادة عن 45 عاماً، وينال -بعد تعيينه مشرفاً- درجة أعلى من المعلم وراتباً يفوق راتب المعلم، ويستمر في الترقية الوظيفية كمفتش تربوي.
ويوجد في كل منطقة تعليمية مفتشون تربويون يتراوح عددهم بين 1-4 لكل تخصص حسب حجم المنطقة وحاجتها، ويتولى هؤلاء متابعة المدارس تربوياً والإشراف على المعلمين وتقويمهم. وإذا رغب المفتش التربوي في زيارة معلم لزمه إخباره بالموعـــد المحــدد بمـــدة لا تقل عن ثلاثــة أيام، ومن حــــق المعلم أن يرفض الزيارة المفاجئة.
ويقوم المفتش التربوي بزيارة المعلم حصة أو حصتين إذا لزم الأمر، ويكتب تقريراً متكاملاً عنه، يزود به مدير المدرسة وترسل صورتان منه، إحداهما للوزارة والأخرى للتفتيش التربوي في المنطقة التعليمية.
الجدير بالذكر أن المعلمين المتميزين وذوي الكفاءات العالية والخبرات الطويلة، قد لا يزورهم المفتش التربوي إلا مرة واحدة خلال خمس سنوات على الأقل.
ويشارك المفتشون التربويون في المناطق التعليمية في متابعة المعلمين المتدربين، ويزود المعهد الجامعي لتأهيل المعلمين في المنطقة بتقرير متكامل عن المعلم المتدرب ومدى صلاحيته للتعليم.
ويتولى المفتشون التربويون في الوزارة متابعة اختبارات الشهادة الثانوية (البكالوريا) ويرأسون لجان التصحيح والرصد.
ومن مهام المفتش التربوي المتميز علاجه لمشاكل المعلمين النفسية والعلمية والتربوية. فالمعلم ذو المشاكل النفسية كمن يسيء التعامل مع الطلاب أو يسلك طرقاً منحرفة يتم علاجه بمتابعة زيارته لمدة طويلة وتوجيهه بمساعدة مدير المدرسة حتى يستقيم.
أما المعلم الضعيف تربوياً أو علمياً وهي حالات نادرة فيتم علاجه بإلزامه بحضور دورات تدريبية متتابعة أثناء الدوام الرسمي، ويلزم أيضاً بحضور دروس عند معلمين متميزين. ويتولى مدير المدرسة مساعدة المشرف التربوي في ذلك.
بناء المناهج وتطويرها
إن المنهج هو أداة المدرسة ووسيلتها لتحقيق أهداف المجتمع لذا لا بد أن يبنى على أسس واضحة تراعي ثقافة المجتمع وحاجاته وطموحاته، وعلى هذا الأساس تمر عملية بناء المنهج وصياغته بمراحل متعددة يشارك فيها المختصون بالمناهج والعاملون في الميدان التربوي بصورة عامة.
ويشرف على إعداد المناهج وتطويرها إشرافاً كاملاً من المرحلة التمهيدية حتى نهاية المرحلة الثانوية الإدارة الوطنية للمناهج في وزارة التربية الوطنية والبحث.
يقوم المختصون في هذه الإدارة -وهم من ذوي الكفاءات العالية والخبرات الطويلة في المجال التربوي وفي بناء المناهج- بوضع الأهداف العامة والمحتوى العام والخطوط العريضة للمنهج. وهم في ذلك يعتبرون كل الأسس المؤثرة في بناء المنهج وأهمها ثقافة المجتمع الفرنسي وحاجاته.
إن إعادة بناء المنهج أو تجديده وتطويره يحتاج إلى قرار وزاري، معتبراً الحاجة إلى التطوير تبعاً لتغير الحياة وتطورها.
وإن المنهج العام الذي تم بناؤه في الإدارة الوطنية للمناهج يمر بمرحلة شرح وتفصيل تقوم به فرق متعددة حسب التخصصات المختلفة تشكل من أجل ذلك ولها شخصيتها المستقلة. وفي كل فريق يجتمع عنصران: عنصر الخبرة والمعرفة النظرية بأسس المناهج والمحتوى العلمي، وهذا يتحقق من خلال أساتذة الجامعات المهتمين بهذه الجوانب، وعنصر الخبرة التربوية الميدانية والمعرفة بحاجة الميدان التربوي ومشكلاته، وهذه تتحقق من خلال المعلمين المتميزين والمفتشين التربويين. وفيما يلي درجات أعضاء فريق الرياضيات كمثال يدلل على مدى العناية باختيار أعضاء الفريق:
- رئيس الفريق: أستاذ متخصص من الجامعة.
- مشرف من مركز البحوث التربوية في الجامعة.
- أستاذان من المعاهد الجامعية لتأهيل المعلمين.
- مسؤول من مراكز التدريب المستمر للمعلمين.
- خمسة معلمين متميزين في التعليم العام.
- معلم من التعليم المهني.
- مفتشان تربويان.
بعد أن يوضح المنهج العام وتوضع تفصيلاته وأهدافه الخاصة ومفرداته التفصيلية، يتم استشارة كل المعلمين في فرنسا، وذلك بتزويد كل واحد منهم بنسخة منه ليدرسه ويبدي ملاحظاته ومقترحاته عليه.
يتم جمع هذه الملحوظات بواسطة المفتشين التربويين ومن خلال أعضاء الفرق الذين ينظمون لقاءات مع المعلمين والمفتشين التربويين لمناقشة المنهج الجديد.
يقوم الفريق بعد ذلك بتعديل المنهج في ضوء الملاحظات والتوصيات التي جمعت من الميدان ثم يجرى لها مراجعة نهائية في الإدارة الوطنية التي تراعي الكم المعرفي ومدى مناسبته للخطة الدراسية المحددة.
بعد ذلك ترسل صورة منه للاتحاد العام ليطلع عليه كافة أعضاء الاتحادات المختلفة ومن ثم إبداء الرأي نحوه. بعد هذه الخطوة يرفع للإدارة العليا للتعليم والمتمثلة في وزير التربية ليقره وهو غير ملزم بذلك.
ومما يجدر الإشارة إليه أن الفرق الآنفة الذكر تعد مع المنهج المفصل دليلاً يصف طرائق العرض ووسائل التعليم المناسبة، وذلك لزيادة الشرح والتوضيح لدور النشر التي تقوم بتأليف الكتب الدراسية وطباعتها وتوزيعها.
لكل مرحلة دراسية فريق متخصص في معرفة حاجات التلاميذ وقدراتهم في هذه المرحلة، يقوم هذا الفريق بدراسة منهج هذه المرحلة بصورة عامة ويرى مدى مناسبته لمتطلبات التلميذ الفكرية والجسمية، ويزود الفرق المتخصصة الأخرى بما تحتاج إليه من توجيه واقتراحات في هذا الجانب.
إن عملية تقويم المناهج القائمة عملية مستمرة، ويتم كل ستة أشهر تقويم شامل للمناهج مما يعطي مجالاً للتطوير والتغيير بما يناسب التغيرات والتوجهات الحديثة والحاجات الجديدة للمجتمع.
إن التغيير الكامل للمنهج لا يتم عادة قبل عشر سنوات على الأقل من تطبيقه، ولكن لابد من الإشارة إلى أن التغيرات السياسية في البلاد لها دور كبير في تغيير المنهج إلى حد كبير.
هناك اهتمام كبير جداً بأخذ آراء المعلمين والتربيين ودور النشر والرأي العام حول المنهج قبل تطبيقه بفترة زمنية لا تقل عن سنة، وينظم في العادة مؤتمر يناقش فيه المنهج الجديد وتجرى له دراسة نقدية تمهيداً لإقراره.
تجرى الآن دراسات متكاملة تعمل على إيجاد صيغة مناسبة لبناء منهج عام موحد لدول الاتحاد الأوروبي، بالرغم من وجود اختلافات في الأنظمة التعليمية لهذه الدول فبعضها مثلاً مركزي كفرنسا وبعضها غير مركزي مثل بريطانيا، ولكن هناك محاولة للوصول إلى حل وسط يخدم دول الاتحاد بأكملها. كما أن جميع دول الاتحاد مستمرة في إجراء مناقشات مباشرة مع المعلمين حول إمكانية توحيد المناهج وأحسن الطرائق الكفيلة بتطبيقها إن أمكن.
تأليف الكتب الدراسية وطباعتها وتوزيعها:
يتولى القطاع الخاص في فرنسا تأليف الكتب الدراسية وإعداد جميع اللوازم والوسائل التربوية والتعليمية، كما يقوم القطاع نفسه بعملية نشر هذه اللوازم وتوزيعها.
ويجب أن يعلم أولاً أن الوزارة لا تفرض كتباً ولا أية لوازم تربوية، بل يتم اختيار ذلك بالتداول والتشاور في مجلس المدرسة (إدارة ومعلمين وممثلي أولياء الأمور) على أساس الخيار المتوفر في دور النشر. وتقوم وزارة التربية الوطنية والبحث بإعداد منهج (أهداف، محتوى، مفردات تفصيلية) لكل مادة وتضع برامجها العلمية والزمنية، وتتولى دور النشر تأليف الكتب وإعداد اللوازم التربوية الأخرى بمساعدة الأدلة التوضيحية التي تعدها الوزارة أيضاً.
إن دور النشر تضع بكل عناية ضوابط ومعايير ومواصفات دقيقة جداً لتأليف الكتاب المدرسي، وذلك بدافع الدخول في المنافسة على كسب قبول المعلمين والطلاب للكتاب المؤلف.
تتولى دار النشر اختيار المؤلفين وهم في العادة معلمون متميزون ومفتشون تربويون من ذوي الخبرة الطويلة والكفاءة العالية، ولا تحتاج دار النشر إلى موافقة من الوزارة على ذلك.
تقوم كل دار نشر في الغالب بتأليف جميع الكتب الدراسية، وتتفق جميعها في تطبيق منهج واحد هو الذي حددته الوزارة، ولكن يبقى التنافس في مثالية تنفيذ المنهج وتطبيقه والاهتمام بطرائق العرض وتنظيم المحتوى وترابطه، وجودة الصف والإخراج، ومدى الاستعانة بالأساليب التربوية الحديثة في العرض والتقويم. لذا تحرص كل دار على اختيار مؤلفين أكفاء وتتبع أحسن الطرائق في العرض والإخراج، وتأخذ بأفضل مواصفات التقنية الحديثة في الطباعة والتوزيع.
كي يظهر المؤلف بصورة ترضي الوسط التربوي فإن دور النشر تبقى على صلة دائمة بالمعلمين والمفتشين التربويين وذوي الاختصاص، فهي تنظم لقاءات مع المعلمين يشرف عليها المؤلفون، بقصد تلقي الملاحظات وتبادل الآراء حول الجوانب التي تساعد على إخراج كتاب يحقق الأهداف المرجوة.
- أضف إلى ذلك أن كل العاملين في دور النشر تأليفاً وصفاً وإخراجاً ومراجعة هم من المعلمين والمفتشين التربويين والمتخصصين في المناهج وإعدادها مما يساعد على سهولة التنفيذ وجودة الإخراج وخلوه من الأخطاء.
قبل نشر الكتاب وتوزيعه تقوم دور النشر بعرضه على أكبر عدد من المعلمين لدراسته دراسة نهائية،حيث يوزع ما يقارب (30000) نسخة مجاناً، وذلك من أجل التعريف بالكتاب بين المعلمين والوقوف على كل السلبيات التي يمكن تلافيها قبل توزيعه. بالإضافة إلى تأليف الكتب المدرسية وطباعتها وتوزيعها تقوم دور النشر بتأليف كتب إضافية مساعدة ونشرات توضيحية ووسائل ووسائط تعليمية وأدلة لإثراء المعارف عند المعلمين، وكتب للأنشطة، وهذه لا تحتاج إلى أي موافقة من الوزارة.
تتولى دار النشر بالإضافة إلى تأليف الكتاب طباعته ونشره، ويطبع الكتاب لمدة لا تقل في المتوسط عن خمس سنين، وذلك بالاتفاق مع مجلس المدرسة، مع الأخذ بكل تطوير أو تغيير قد يحصل، وهذا يتيح لدار النشر فترة زمنية مناسبة لاستثمار طباعة هذا الكتاب ونشره.
إن دار النشر تحرص على أن تكون طباعة الكتب طباعة فاخرة، وأن تكون مجلدة تجليداً جيداً مما يساعد على استخدامه لأكثر من عام، حيث تقوم بعض المدارس باسترجاع الكتب من التلاميذ لاستخدامها مرة أخرى.
إن كل مدرسة تختار الكتاب المناسب وذلك بالتشاور من خلال مجلس المدرسة، كما تحدد نوع الطباعة والسعر المناسب.
تصرف الكتب الدراسية للطلاب بالمجان، حيث تقرر وزارة التربية الوطنية والبحث المبالغ المادية لكل مدرسة لشراء الكتب وتوزيعها، والمدرسة بدورها تقوم بتوفير هذه الكتب حسب ما رصد لها من مبالغ، وتقوم بتوزيعها مباشرة أو من خلال منح الطالب بطاقة يستطيع من خلالها استلام كتبه من دور النشر مباشرة.