يعطي المغاربة أهمية خاصة لتأثيث غرف نومهم، ولا يدخرون أي جهد من أجل اقتناء غرف نوم راقية تضمن الراحة، بالقدر نفسه الذي يحرص أصحاب المحلات المتخصصة على تقديم تسهيلات متنوعة لضمان تسويق منتوجاتهم، وجلب أكبر عدد من الزبناء
رغم الأزمة العالمية، فإن قطاع الأثاث المنزلي لم يفقد من نشاطه شيئا، وذلك بشهادة أصحاب المحلات المتخصصة في بيع هذه البضائع، فمن خلال جولة بعدد من هذه المحلات، أكد أصحابها أن هناك رواجا لا بأس به، وأن الفترات التي تعرف بعض الركود هي تلك التي تصادف بعض المناسبات مثل الأعياد، خاصة عيد الأضحى، والمناسبات التي تكون فيها مصاريف إضافية.
الأكثر طلبا
ويعد أثاث غرف النوم من المنتوجات التي لا ينضب الطلب عليها خاصة أفرشة النوم المصنوعة من مختلف أنواع الخشب، ويعكس تناسل المحلات المتخصصة في بيع هذه المنتوجات، الإقبال الملحوظ عليها، إذ يكفي القيام بزيارة لهذه المحلات للتأكد من مدى إقبال الناس عليها، ورغم أن الطلب يكون طيلة السنة، فإن هناك فترات من السنة تعرف رواجا ملحوظا، مثل فصل الصيف، الذي يكثر فيه الطلب على هذه المنتوجات، إذ يكثر فيه تنظيم حفلات الأعراس.
المنتوج الإيطالي
وإذا كانت منتوجات إيطاليا، في هذا المجال، تحظى بسمعة كبيرة لجودتها، فإن المنتوجات الصينية أصبحت في السنوات الأخيرة تنافسها، فهناك مجموعة من المحلات التجارية بالمغرب أصبحت تستورد غرف النوم بكل لوازمها من الصين، وعلى خلاف المنتوجات الصينية الأخرى ذات الجودة الدنيا والسعر البخس، فإن بعض غرف النوم المستوردة من الصين تتميز بجودة المواد المصنوعة منها وبالإتقان في العمل، ويصل سعرها في بعض الأحيان إلى ما يناهز 40 ألف درهم.
(أ.ب)، صاحب محل لبيع الأثاث المنزلية، أكد ل"مجلة الصباح"، أن غرف النوم المستوردة من الصين ذات جودة عالية، وسعرها يجعلها تنافس أي منتوج آخر، مضيفا أن بعض البلدان الأوربية أصبحت تستورد هذه المنتوجات من الصين وتعيد تصديرها إلى بلدان أخرى.
وأوضح، المصدر ذاته، أنه لهذا السبب يفضل التجار المغاربة أن يستوردوا هذه المنتوجات مباشرة من الصين بدل استيرادها على أساس أنها بضائع أوربية في حين أنها مستوردة من آسيا ويعاد تصديرها.
وأكد المصدر ذاته أن جودة هذه المنتوجات لا تختلف عن تلك المصنوعة في أوربا، وأن هناك طلبا وإقبالا عليها، مشيرا في، الوقت نفسه، إلى أن أسعار المنتوجات الأوربية ذات الجودة نفسها تفوق المنتوجات المستوردة من الصين بأكثر من الضعف.
ومن أجل جلب الزبائن وضمان وفائها تعمد بعض المحلات إلى تقديم مجموعة من التسهيلات لزبنائها، مثل الأداء بالتقسيط.
وفي هذا الصدد، أكد صاحب محل لبيع غرف النوم والأثاث المنزلي أن الزبون يقدم تسبيقا لا يصل في بعض الأحيان إلى نصف السعر الإجمالي ويقدم ضمانات، غالبا ما تكون على شكل شيكات، ويؤدي ما تبقى من السعر على أقساط شهرية.
وأوضح المصدر ذاته أن السعر المرتفع نسبيا لهذه المنتوجات المستوردة يجعل من الصعب على الأسر متوسطة الدخل أداء سعرها دفعة واحدة، ما يدفع أصحاب هذه المحلات إلى إبداع صيغ متنوعة تضمن حقوقهم وتمكن هذه الأسر من شراء هذه المنتوجات مع الأداء المريح.
"بون أوكازيون"
وبجانب ذلك، هناك بعض المحلات التي تتخصص في بيع غرف النوم المستعملة، سواء المستوردة أو تلك التي يبيعها أصحابها لاقتناء غرف نوم جديدة، ورغم أنها مستعملة، فإن أسعار بعضها يمكن أن يفوق 20 ألف درهم، خاصة تلك المستوردة من البلدان الأوربية، سيما ذات الصنع الإيطالي، التي يمكن أن يصل سعرها إلى 25 ألف درهم رغم أنها مستعملة. ويمكن اعتبار "جوطية درب غلف" قبلة الراغبين في اقتناء مثل هذه المنتوجات، وهناك جوطيات أخرى تشتهر بغرف النوم الراقية، خاصة التقليدية منها، مثل تلك الموجودة بالحي الحسني، التي يطلق عليها "سوق ولد مينا"، حيث توجد غرف النوم يمكن أن يصل سعرها إلى 12 ألف درهم، وغالبا ما يقتني أصحاب هذه المحلات بضائعهم من المغاربة المقيمين بالخارج، الذين يجلبون أسرة غرف النوم، خلال زيارتهم للمغرب في فصل الصيف، خاصة أولئك القاطنين بإيطاليا، لأنهم يعرفون إقبال المغاربة على أسرة غرف النوم ذات الصنع الإيطالي. وتعرف هذه الأسواق الشعبية إقبالا من طرف الأسر المتوسطة، التي تبحث عن منتوجات ذات جودة عالية وسعر في المتناول، ولا يمكن لهذه العائلات أن تجد حلا لهذه المعادلات سوى داخل مثل هذا النوع من الأسواق. صاحب أحد المحلات "بسوق ولد مينا" أوضح أن هناك بعض الأشخاص الذين يعشقون التحف النادرة ذات القيمة الفنية ولا يمكن أن يجدوها سوى في مثل هذه الأسواق، إذ يمكن أن تصادف بها بعض المنتوجات ذات الحمولة التاريخية يمكن أن تكون قد استعملت من طرف شخصيات عامة وتاريخية مشهورة.
العرض والطلب
مثل كل المنتوجات الأخرى، هناك عروض متنوعة، حسب إمكانيات الزبناء، إذ يمكن أن يصل سعر طاولة النوم بلوازمها إلى أكثر من 50 ألف درهم، ويفوق ذلك إذا كانت المواد التي تدخل في صنعها ذات جودة عالية ونادرة، مثل بعض أنواع الخشب، وكذا إذا كانت طريقة صنعها وزخرفتها تتم بطريقة تقليدية، التي يمكن أن تتطلب شهورا من العمل، إذ يمكن أن يصل سعر السرير من هذا النوع إلى 100 ألف درهم.
لكن زبناء هذا النوع من المنتوجات معدودون ومن هواة الصناعة التقليدية الأصيلة، والذين يتوفرون على إمكانيات مالية مهمة، وغالبا ما يقوم هؤلاء بتغيير ديكورات غرف نومهم باستمرار، لكنهم لا يشكلون نسبة كبيرة من زبناء هذه المحلات، كما أن المتاجر المتخصصة في هذا النوع معدودة، وغالبا ما تتمركز في الشوارع الراقية.
وبالموازاة مع ذلك، هناك أصناف موجهة بشكل خاص للأسر المتوسطة، وتتراوح أسعارها مابين 12 ألفا و500 و 35 ألف درهم، حسب نوع الخشب المصنوعة منه، وتتميز المتاجر التي تعرض هذه الأصناف بوجودها في كل المناطق، إذ يمكن أن تصادفها في أحياء شعبية أو متوسطة، ويكون العرض فيها متنوعا، ويمكن أن تجد بالمحل الواحد أنواعا مختلفة من أسرة غرف النوم.