شمس مراقبة عامة
الجنس : عدد الرسائل : 24544 العمر : 35 العمل/الترفيه : جامعية المدينة : الجزائر البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 05/07/2009 نقاط : 35206
| موضوع: لا للمخدرات....... الأربعاء يناير 27, 2010 7:25 am | |
| لا للمخدلرات....
منذ ما قبل التاريخ عرف الإنسان العقاقير المؤثرة على العقل وقام بتعاطيها لإحداث حالة مغايرة أو غير طبيعية من الوعي والإدراك، أو لتخفيف وإزالة الألم النفسي أو البدني، أو لإحداث شعور بالنشوة وزيادة النشاط. وفي يومنا هذا تتداول كميات ونوعيات عديدة من هذه العقاقير منها الطبيعية ومنها المصنع، كمشتقات" الأمفتامين" "والباربيتيورات". عدد كبير من الشباب يقع في فخ هذه العقاقير غير الطبية بدون قصد. فكثير منهم يتعرف عليها عن طريق الأصدقاء والأنداد. و بالرغم من معلوماتهم المسبقة عن آثارها السلبية، إلا أن حب الاستطلاع والاستكشاف يدفعهم لتجربتها لمعرفة مفعولها، سلبياً كان أم إيجابياً. والبعض يقع تحت طائلتها تحت ضغط الأصدقاء لكي ينسجم مع المجموعة أو في محاولة منه لتقليدهم والتمثل بهم. وعدد غير قليل استطاع أن يغرر بهم بعض المروجين مدعين لهم أن استعمالها سيكسبهم شعور بالثقة والجرأة والراحة النفسية مع السيطرة على النفس، أو يزيل عنهم الشعور بالقلق والتوتر والخوف والشعور بالدونية والإحباط، أو يرفع من معنوياتهم ويقوي من اعتدادهم بذاتهم. ثم يقومون بتزويدهم بهذه العقاقير مجاناً إلى أن يتأكدوا من تعودهم عليها، وهنا فقط يطالبونهم بالمقابل المادي بعد أن يوقعوا بهم في الفخ. أتضح أخيراً أن نسبة كبيرة من هؤلاء المروجين هم من بين المتعاطين الذين ليس لديهم المال الذي ينفقونه على استهلاكها اليومي بعد أن فقدوا مالهم الخاص أو مصدر رزقهم من العمل وأبتعد عنهم الأهل والأصدقاء. لذلك يضطرون للتورط في الترويج مقابل استهلاكهم اليومي من العقار، وبهذا يتمكنون من تأمين احتياجاتهم من العقار. فئات المتعاطين متعاطو هذه العقاقير الضارة بالعقل ينقسمون إلى ثلاثة فئات رئيسية: استعمال لغرض التسلية.( Recreational use)
هذه الفئة تستعمل العقار في أوقات متقطعة وفي مجموعات صغيرة لتمضية والاستمتاع بالوقت والتمتع بالنشوة التي يحققها لهم العقار. ولذلك قلما يعانون من مشاكل مثل التسمم والتعود، والأعراض الإنسحابية أو الاضطرار لزيادة الجرعة. ومعظم هؤلاء ابتدءوا عن طريق التجربة أو حباً للاستطلاع. ولكن البعض قد يتدرج إلى المرحلة اللاحقة وبدون قصد. إساءة الاستعمال(Drug abusers) هذه الفئة تتناول العقار بصورة متكررة أو مستمرة ولمدة طويلة بالرغم من حدوث نتائج سلبية في مجال العمل، أو ذات طابع اجتماعي أو قانوني، أو بالرغم من تعريض النفس للأخطار وهو تحت تأثير العقار. ويعتقد أن هذه الفئة لها استعداد وراثي للسعي وراء اللذة لوجود مركز في المخ للإشباع الحسي، كلما نبه بشيء يثير اللذة، ارتبط ذلك بدافع قوي لتكرار نفس المثير للحصول على مزيد من اللذة كمكافأة لذلك السلوك. وهذا يوضح لماذا يتدرج البعض من الاستعمال المنضبط الاجتماعي إلى الإدمان مروراً بإساءة الاستعمال. ذلك لأن الدافعية لديهم للسعي وراء اللذة أقوى من تلك التي لدى الذين يقفون عند الاستعمال المتقطع والذي غالباً ما يتوقف نهائياً لعدم دعم أو مكافأة سلوكهم ذالك بشكل محسوس
فئة المدمنين. (Drug dependants هذه الفئة هي التي وصلت إلى درجة الاعتماد الكامل على المخدر نفسياً وفسيولوجيا وأضحت تحت سيطرته. تقضي يومها في البحث عن و تأمين العقار بكل وسيلة أو الانهماك في الاستعمال أو تكون تحت تأثيره. وبالتالي تكون هنالك لامبالاة كاملة بكل أنشطة الحياة الأخرى وذلك يقود إلى تدهور مريع في حياتهم صحياً ونفسياً ومهنياً واجتماعياً. وأخطر ما في الأمر ما يحدثه الاعتماد الفسيولوجي من ظهور الأعراض الإنسحابية المؤلمة والمرعبة عند التوقف لسبب ما عن التعاطي أو تخفيض الجرعة وكذلك الحاجة لزيادتها من آن لآخر. زد على ذلك النزعة المستمرة والقوية للتعاطي التي لا يستطاع مقاومتها. من العقاقير التي تسبب الاعتماد الفسيولوجي: الكحول، ومشتقات المورفين كالهروين، والكوكايين والأمفاتمين. أما تلك التي تحدث اعتمادا نفسيا فهي: الحشيش، والمهلوسات، والقات، والنكوتين، والمواد المتطايرة، والكافين، ومضادات القلق. الإدمان مرض أم مشكلة اجتماعية؟
هذا هو السؤال المثير للجدل: هل المدمن مريض يحتاج للشفقة والعلاج، أم إنسان سيء، لا أخلاق له وذو ميول إجرامية؟. الكثيرون يعتقدون أن هؤلاء المدمنين بإمكانهم التوقف عن التعاطي إن شاءوا ولكنهم لا يريدون ذلك. المشكلة من الناحية الدينية ينظر إليها كارتكاب ذنب ومعصية كبيرة ومخالفة للتعاليم الدينية. والسلطات القانونية تعتبره كخرق للقانون يستحق معه العقاب. والاجتماعيون يعتبرونه خرقا لقوانين المجتمع. وعلماء النفس يعتبرونه سلوكاً غير سوي. أما عامة الناس فتعتقد أنهم فئة سيئة يجب نبذها والابتعاد عنها. هذا الشعور شبه العدائي تجاه المدمن طبع الوصمة على هذه الفئة وخلق رد فعل أكثر عدوانية من جانب المدمن تجاه المجتمع الذي يعيش فيه.
الإدمان هو المرحلة الثالثة والأخيرة من مشكلة ابتدأت بالاستعمال في سبيل التجربة أو حب الاستطلاع ومروراً بإساءة الاستعمال. المرحلتان الأوليتان كانتا بقرار واعي وإدراك كامل بما قد يترتب عن ذلك من ناحية المدمن فلذلك هو يتحمل المسؤولية كاملة خاصة إذا ما علمنا أنه كان بإمكانه التخلص من هذه المشكلة بسهولة في تلك المراحل الأولى. أما بعد ولوجه المرحلة الأخيرة، فالأمر أصبح خارج سيطرته. وليس صحيحاً أن المدمن لا يريد التوقف عن التعاطي كما يعتقد الغالبية، لأنه من أحد تعار يف الإدمان رغبة المدمن المستمرة ومحاولاته العديدة والفاشلة علي التوقف، أو على الأقل تقليل الجرعة، ولكن الأمر أصبح خارج سيطرته تماما. أذكر منذ فترة ليست بالبعيدة أن كنت أتحدث في لحظة صفاء مع صديق مدمن على الكحول. كان سؤالي تقليدياً ومكرراً بالنسبة له: "لماذا لا تتوقف بعد أن حدث لك كل ما حدث بسبب الكحول؟" أجابني وعينيه ترقرق بالدموع! "هل تعتقد أنني لم أحاول؟ لقد حاولت وحاولت وفشلت. هذه لعنة أصابتني، أتعذب بها ما حييت وأعذب معي من حولي حتى آخر يوم في حياتي. هذا قدري، وأنا أؤمن بالقدر! فقط لو يفهمني أحد. كل ما أتمناه هو أن لا أقابل ربي مخمورا". وقد حدث هذا بالفعل له. رحمه الله. أوضحت الأبحاث العلمية بما لا يدع مجالاً للشك أن الإدمان هو بالتأكيد" مرض انتكاسي مزمن". فقد أكدت هذه الأبحاث أن استعمال هذه العقاقير لفترات طويلة يحدث تغييرات طويلة المدى في وظائف خلايا المخ تظل لمدة طويلة حتى بعد إقلاع المدمن عن التعاطي. وقد وضح كذلك أن هذه العقاقير تؤدي إلى إفراز كميات كبيرة من الناقل العصبي" دوبامين" في الجهاز اللمبي ينتج عنه شعور قوي باللذة أو النشوة. هذا الشعور باللذة يكون في مثابة مكافأة لسلوك التعاطي للعقار و يكون مدعما ودافعاً قوياً للاستمرار في التعاطي للحصول على مزيد من اللذة. وكرد فعل لكمية الدوبامين الكبيرة في الجهاز اللمبي تنخفض عدد المستقبلات له في الخلايا العصبية أو قد تختفي بعض الخلايا المنتجة للناقل فيقل الشعور باللذة مما يضطر المتعاطي لزيادة جرعة العقار للحصول على المستوي السابق من الاستمتاع . وهكذا تبرز ظاهرة الرغبة القهرية للاستمرار في التعاطي" “Compulsive intake مع زيادة الجرعة، أي حدوث التحمل “tolerance”. زد على ذلك الاضطرار للتعاطي رهبة من الأعراض الإنسحابية التي تحدث عند التوقف. وهكذا يستمر المدمن في التعاطي بالرغم من المضاعفات والتدمير الذي يحدث في حياته وصحته. والخلاصة أن التغيير الذي يحدث في مخ المدمن هو السبب المباشر في اندفاع المدمن للحصول على العقار واستعماله بصورة قسرية.
وشيء آخر مهم للغاية ما يحدث في نظام معتقدات المدمن نتيجة الفشل المتكرر في محاولاته للتوقف عن التعاطي. فكل مرة يفشل ويعود للتعاطي بعد فترة توقف ما، يعطي نفسه إيحاءات ذاتية قوية وهو في حالة شديدة من اليأس والحزن بأنه فاشل وسوف لن ينجح في التوقف مهما بذل من مجهود وأبدى من تصميم. وبتكرار هذه الإيحاءات والأفكار السلبية المشحونة بالعواطف مع الإيحاءات من الآخرين من كل جانب لهم بأنهم أناس فاشلون لا خير يرجى منهم وأنهم مسلوبو الإرادة، يتكون لديهم اعتقاد وقناعة راسخة باستحالة التوقف مهما بذلوا من طاقة وبأنهم فعلاً فاشلون. ولذلك نرى الكثيرين من هؤلاء المدمنين وقد استسلموا لقدرهم وتركوا المحاولة أو لا يبدون الحماس الكافي لمحاولاتهم، معطين الانطباع لمن يحاول مساعدتهم بعدم الجدية واللامبالاة وضعف الإرادة. هنالك فئة مضطربة الشخصية والذين يوصفون بالشخصية المضادة للمجتمع. هذه الفئة تتصف بالعنف والعدوانية والسادية والميل إلى الإجرام كارهة ومعادية لمجتمعها، مدمرة لنفسها ولغيرها. هذه الفئة تحاول الانتقام لنفسها بسلوكها العدواني ومحاولة زج أكبر عدد من الأبرياء في التعاطي، والوقوف في طريق أي متعاطي يحاول التوقف. هذه الفئة هي التي ساهمت كثيرا في خلق الانطباع السلبي عن المدمن ونفرت منهم الكثيرين. أجد نفسي ميالا للقول بأن الإدمان سلوك مرضى وبالتالي يعتبر المدمن مريضاً يستحق العلاج والمساعدة، نجحنا في ذلك أم فشلنا بالرغم من أنه المتسبب في مرضه في المقام الأول. والملاحظ أن المدمن لا يدمغ بسبب تعاطيه، بل بسبب ما يترتب على تعاطيه من مضاعفات صحية واجتماعية واقتصادية وأسرية وقانونية. ونجد في المجتمع الكثيرين الذين يتناولون ما يسمى بالمواد الضارة بالعقل باعتدال وبدون مشاكل دون أن يثيروا انتباه أو اشمئزاز الآخرين. هذا في الحقيقة ليس بالدفاع عن مدمني العقاقير الضارة بالعقل في أي شكل كانت، ولكن كل ما أريد قوله هو أن هذه الفئة من البشر تستحق العناية والعلاج بالرغم من أن النتائج غير مشجعة والتعامل معهم مثير للإحباط وذلك لانتكاس المدمن المتكرر مع كل محاولة للعلاج بما يعطى الشعور للمعالج بعدم المبالاة وعدم الجدية. مكافحة المخدرات
الآثار السلبية لتعاطي المخدرات عديدة بالنسبة للمتعاطي من الناحية الصحية والنفسية والاجتماعية والأسرية، إضافة على ما ينعكس على المجتمع من أضرار اقتصادية وأمنية. لذلك تسعي الدول جاهدة للحد من الظاهرة بكل الوسائل من توفير العلاج للمتعاطي، ومحاربة الاستعمال والترويج، وإلى وضع البرامج الوقائية التي تساهم فيها وسائل الأعلام المختلفة ورجال الدين والاجتماعيون والمثقفون الصحيون ورجال التعليم. أنفقت بعض الدول مبالغ طائلة في أجراء البحوث والدراسات عن ظاهرة الإدمان ومحاولة وضع الحلول اللازمة التي تتركز في علاج المدمن ومنع عودته مرة أخرى للاستعمال بأي صورة. وكذلك وضع البرامج لمكافحة الترويج لها أو تهريبها إلى داخل البلاد بالتنسيق مع الدول الأخرى اعتقاداً أن توفر العقار يغري الكثيرين بتجربته أو مواصلة الاستعمال. و امتد الأمر إلى إغراء المزارعين بدول الإنتاج أن يتركوا زراعتها ويستبدلوها بمحاصيل نقدية أخرى مع القيام بتعويضهم التعويض المناسب. وكذلك اهتمت الدول بالناحية الوقائية وخاصة من جانب التثقيف الصحي والإرشاد موجهة إلى الفئة المستهدفة وهي الشباب، شارك فيها الإعلام بصورة كبيرة بالإضافة إلى الندوات والمحاضرات التي يقيمها الأخصائيون الاجتماعيون والنفسيون والمرشدون. وتقام هذه الندوات في المدارس والأندية الرياضية والثقافية ودور العبادة.
وهنا تجدر الإشارة إلى المشروع الكبير الذي قام في أمريكا في أوائل التسعينات بتأييد من المحكمة العليا والذي أطلق عليه البرنامج العلاجي للمراهقين الذي يقوم بالفحص ألمخبري لطلبة المدارس وإخضاع من يثبت تورطه إلى البرنامج العلاجي المكلف مادياً اعتقاداً بأن الاكتشاف المبكر للمتعاطي وإخضاعه للعلاج سيحول دون تحولهم لمدمنين. ولكن للأسف تبين لاحقاً أن نسبة المدمنين قد زادت بدل أن تنقص وكان السبب أن اختلاط المتعاطين الصغار بغرض التجربة وحب الاستطلاع مع هؤلاء الذين يكبرونهم سناً ويفوقوهم تجربة أثناء فترة العلاج، جعلهم أكثر ميلاً للإقتداء بهم والتمثل بهم. وكانت النتيجة زيادة قي عدد المدمنين بعد أن تحول الكثيرون من متعاطين لغرض التجربة إلى مرحلة الإدمان. فلو تركوا بين أسرهم وأصدقائهم الذين لا يستعملون هذه العقاقير لتوقف الكثير منهم من تلقاء نفسه.
شيء آخر وهو أن مجهود محاربة الترويج بالداخل أدت إلى اختفاء المروج المحترف الذي سعي بدوره إلى استغلال الأطفال والطلبة والنساء الذين لا تدار حولهم الشكوك في هذه العملية، وهذا ما أغرى عدد كبير من الصبية للتعاطي والتدرج تلقائياً لمرحلة الإدمان لتوفر العقار لديهم. ونسبة للإحباط المتواصل لدى كبار ضباط المكافحة في الدول المتقدمة عندما تأكد لهم فشلهم في الحد من المشكلة، أوصوا حكوماتهم بالسماح بتعاطي بعض العقاقير مثل الماريجوانا للحد من تهريبها. بل ذهبت دولاً أخرى كالسويد أبعد من ذلك بالسماح بتعاطي الهروين في مناطق محددة مع القيام بتزويد المتعاطي بالحقن والإبر المعقمة منعاً لانتشار الأمراض كفيروسي الايدز والتهاب الكبد الوبائي. العلاج الطبي للإدمان
الهدف بعيد المدى لأي برنامج علاجي طموح للمدمن هو التوقف نهائياً عن التعاطي، ولكن لنكون واقعيين ولكي لا نصاب بإحباط مبكر يجب أن يكون الهدف قريب المدى أو العاجل هو التقليل من الكمية المتعاطاة، وتحسين قدرة المدمن على الأداء مهنياً واجتماعياً وأسرياً، والتقليل من المضاعفات الصحية والنفسية والقانونية. وهذا لا يتأتى إلا عن طريق برنامج علاجي يتضمن العلاج الطبي وعلاج نفسي شامل يهدف إلى تغيير جذري في السلوك والمعتقد يتعلم منه المدمن كيف يسيطر على تعاطيه وليتحمل مسؤولياته في الحياة. العلاج بالنسبة لأولئك الذين يسيئون استعمال العقاقير ولكنهم لم يدمنوا عليها بعد يعتمد على الإرشاد النفسي والعلاج النفسي الداعم والسلوكي والمعرفي. ونسبة النجاح عالية بالنسبة لهذه الفئة لكونها لم تصل مرحلة الإدمان بعد خاصة في حالة وجود الدافع القوي والمساندة الأسرية والخلو من الاضطراب في الشخصية. البرامج العلاجية يمكن أن تكون: برامج قصيرة المدى(Short- term programs)
هذه البرامج تتضمن: إقامة بالوحدة: التي يشار إليها "بوحدات الاعتماد الكيميائي".dependency units Chemical”” يقضي المدمن فترة تتراوح ما بين ثلاثة أسابيع وثلاثة أشهر للعلاج. وهذه الوحدات تصلح للمتعاطين في مرحلة إساءة الاستعمال و حديثو العهد بالإدمان الذين يبدون الحد الأدنى من المضاعفات مع دافعية أقوي للإقلاع عن التعاطي. علاج طبي ونفسي: يتضمن السيطرة على الأعراض الإنسحابية والرغبة الملحة للتعاطي وذلك بواسطة الأدوية تحت إشراف طبي. وكذلك علاج كل المشاكل الطبية المترتبة عن الاستعمال، بالإضافة إلى المعالجات النفسية بالأساليب المختلفة على حسب الحاجة لكل حالة. متابعة للمدمن بالعيادة الخارجية: هنا يراجع المريض العيادة الخارجية أو وحدة العلاج النهاري في أوقات منتظمة وبدون إعطائه أي عقار. ويتضمن البرنامج متابعة المعالجات النفسية والسلوكية والإرشاد النفسي والعلاج الاجتماعي. كل ذلك يهدف إلى تأهيل الشخص نفسياً واجتماعياً ومهنياً وإعادته للعمل المنتج. وبعضهم ينخرط في مجموعات خدمة الذات، مثل "الخطوات الأثنا عشر" "والكحوليين المجهولين".وذلك لتدعيم عملية التوقف عن التعاطي. أرجو في عجلة أن أنوه بأن هذا ما كنا نحاول تطبيقه بوحدة علاج الإدمان في أبو ظبي. وإن كان هناك قصور في النتائج. وبالرغم من الإحباط الذي كان يشعر به كل من ساهم في ذلك القسم من مجهود، فإن النوايا كانت ولا تزال صادقة في إنجاح التجربة التي شابها الكثير من عدم الالتزام بتطبيق السياسة المرسومة للوحدة التي بدت بما يمكن وصفه بوحدة للحبس أو الاعتقال، وليس كوحدة للعلاج التطوعي بدون أي قسر لمن له الرغبة أو الإرادة الصادقة للعلاج. وكذلك كانت سياسة الدخول والخروج معوقا آخر إذ أن الطبيب المعالج ليس هو الذي يقرر ذلك بل كان ذلك من اختصاص النيابة والمحكمة أذ كان ييرسل للوحدة أفرادا ليس لديهم أى رغبة فى التوقف عن الأستعمال بل كان دخولهم فقط لتفادى الأرسال الى السجن أو تحت ضغط الأهل. وقد نتج عن ذلك اختلاط مجموعات غير متجانسة من المرضى، منهم حديثو العهد بالاستعمال مع هؤلاء الضالعين والمتمرسين في التعاطي والذين تكرر دخولهم القسم عدة مرات ولم يبدوا أي رغبة في التعاون أو التوقف. وكان لهذا الاختلاط جوانبه السلبية على حديثي العهد الذين تأثروا بالمجموعة الضالعة التي أصبحت بالنسبة لهم القدوة، فتغيرت مفاهيمهم عن الإدمان إلى الأسوأ وأصموا آذانهم ولم يأبهوا أو يهتموا كثيراً بالبرامج العلاجية. وعند خروجهم واصلوا الاتصال بالمجموعة السيئة وعاودوا التعاطي مرة أخرى. ولو كانت هنالك وحدة مشابهة بالسجن أو وحدة تديرها الخدمات العقابية لأمكن تفادي هذا الوضع وذلك بعزل المدمنين ذوي النزعات الإجرامية، أو الذين يصعب التعامل معهم في بيئة متسامحة، وإيداعهم وحدات سلطوية عن طريق المحاكم أو سلطات الأمن. والشيء الثالث عدم وجود برنامج متابعة فعال لوحدة العلاج النهاري للإدمان التي من المفروض أن يؤمها كل مريض يتخرج من وحدة العلاج بصورة منتظمة ولفترة طويلة بغرض التأهيل النفسي والاجتماعي استعدادا لانخراطه من جديد في الحياة المهنية والاجتماعية. ويمكن بسهولة التأكد من عدم تعاطي المريض بالفحص المخبري المنتظم. برامج بعيدة المدى(Long-term programs) وهذا قد يتضمن: علاج مدعوم بالمثادون(methadone maintenance) وهنا يعطي المدمن تحت العلاج والذي يراجع بانتظام أحد العيادات الخارجية جرعة بالفم من أفيون مصنع مثل المثادون أوالمثادول تكفي للقضاء على الرغبة أو الاندفاع للتعاطي، وفي نفس الوقت لا تعطي المتعالج أي شعور بالنشوة. وفي هذه الحالة المستقرة لا يعمد المدمن تحت العلاج إلى سلوك السعي الدائم للهروين . بالإضافة إلى برامج التأهيل الأخرى التي تساعد على العودة إلى الحياة الطبيعية مرة أخرى. المجتمعات العلاجيةTherapeutic communities يقيم المدمن في وحدة علاجية ما بين ستة أشهر لسنة أو أكثر. وهي مخصصة للمدمنين ذوي التاريخ الطويل وهؤلاء ذو الميول الإجرامية أو الذين تدهوروا اجتماعياً بشكل كبير. أو لم يستفيدوا من البرامج العلاجية السابق ذكرها. والهدف هو إعادة تأهيل المدمن في جو خال من المخدرات والحياة الإجرامية. ويفضل لمن يعمل في هذه الوحدات المدمنون السابقون الذين نجحوا في الإقلاع وتم شفاؤهم وتأهيلهم تماماً واكتسبوا خبرة في التعامل مع المدمنين. هل ينضج المدمن؟ Maturing out في الوقت الذي كان يعتقد فيه أن الإدمان يدوم طيلة عمر المدمن، خرج "ونك“Winick”" بتقريره في أوائل الستينيان الذي خلص فيه بأن ثلثي مدمني الأفيون ينضجون عن التعاطي، أي يتوقفون تماماً عن تناول المخدر بعد خمسة سنوات من اكتشاف أمرهم للسلطات. وأوضح حدوث ذلك في منتصف الثلاثينات من عمر المدمن. الدراسات اللاحقة لم تؤيد ما ذهب إليه "وينك"، بل أوضحت أن ما بين عشرون وخمسة وعشرون في المائة من المدمنين يتوقف بصورة كاملة عن التعاطي لفترة ثلاثة سنوات أو ما يزيد، ليس بالضرورة في منتصف الثلاثينات من العمر كما ذكر وينك بل تعتمد على العمر الذي ابتدأ فيه الإدمان. فكلما كانت البداية مبكرة كلما طالت فترة الإدمان، وكلما كانت البداية متأخرة كلما كان التوقف مبكرا. وكذلك أوضحت بعض الدراسات أن فترة التوقف عن التعاطي تطول كلما تقدم المدمن في العمر، وأن هؤلاء الذين يتعدون الثلاثين أكثر احتمالاً للتوقف من هؤلاء دون الثلاثين من العمر. إذا سلمنا جدلاً بأن توقف المدمن عن التعاطي لفترة ما تزيد عن الثلاثة سنوات تعني نضوج المدمن، فما هي الأسباب؟ يخطأ من يظن أن البرامج العلاجية المكثفة والشاملة هي السبب. فبالرغم من أن لها أسهام كبير في الإقلاع، إلا أن في الحقيقة أعداد كبيرة من المدمنين تتوقف عن التعاطي بدون أن تتاح لهم الفرصة للانضمام لهذه البرامج التي تختلف كثيراً فيما بينها من حيث الإمكانيات أو قد لا تتوفر إطلاقاً. :أرجع مرة ثانية لأسباب الإقلاع التطوعي المحتملة: .*عدم توفر العقار أو صعوبة الحصول عليه. .*تغيير في المعتقدات والسلوك نتيجة البرامج العلاجية ومراجعة الذات. -*أحداث مؤلمة في حياة المدمن تحدث صدمة كموت صديق نتيجة لجرعة زائدة أو انتحار، أو إصابة فظيعة في حادث أو بمرض خطير. -*تدهور مريع في صحة وحياة المدمن لا يستطيع معها الجري وراء المخدر أو تحمل آثاره. أ ونبذه بواسطة الأسرة والمعارف. _*اختفاء كل الرفقاء القدامى بالموت أو السجن الطويل أو المرض المقعد عن الحركة. _*تغييرات عكسية في المخ نتيجة الاستعمال الطويل أدت إلى انتهاء الرغبة في التعاطي ألقسري وسلوك البحث الدائم عن العقار. قبل سنتين استوقفني أحدهم للسلام بوجه بشوش، وعرفني بنفسه فتذكرته في الحال. لقد كان من أشرس المتعاطين للهروين الذين عرفهم القسم في أبو ظبي وترددوا عليه وعلى السجن كثيراً. حسبت أنه قد مات منذ سنوات شأنه غيره من زملائه في تلك الفترة. أدهشتني صحته الممتازة فسألته عن أحواله. فذكر لي أنه ترك المخدرات منذ حوالي خمسة سنوات. وقد رجع لأسرته، وتزوج وله طفلان الآن وعمل مناسب بالبترول. وأضاف: "لعنة الله على المخدرات. أخيراً أعتقني الله منها بعد أن جاءتني صحوة أخيراً".
هل هذه الصحوة ما أطلق عليه ويتك "النضج"
تحياتي لكم
شمس المنتدى
|
|
kawki منصوري متألق
الجنس : عدد الرسائل : 1667 العمر : 43 العمل/الترفيه : طالب المدينة : اسفي البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 13/01/2010 نقاط : 2374
| موضوع: رد: لا للمخدرات....... الأربعاء يناير 27, 2010 9:35 am | |
| chokran 3ala mawdo3 asa3a |
|
انس .......
الجنس : عدد الرسائل : 1340 العمر : 36 الموقع : www.geekw.tk العمل/الترفيه : Html المدينة : New York البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 25/12/2009 نقاط : 1951
| موضوع: رد: لا للمخدرات....... الأربعاء يناير 27, 2010 11:29 am | |
| |
|
شمس مراقبة عامة
الجنس : عدد الرسائل : 24544 العمر : 35 العمل/الترفيه : جامعية المدينة : الجزائر البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 05/07/2009 نقاط : 35206
| موضوع: رد: لا للمخدرات....... الأربعاء يناير 27, 2010 1:22 pm | |
| |
|