الإمارات تحظر كتابين مدرسيين يبرران احتلال فلسطين ويشككان بالله
حظرت وزارة التربية والتعليم في الإمارات كتابين يدرسان في مدارس خاصة قالت إنهما يناقشان قضايا المحرقة اليهودية "الهولوكوست" بشكل يبرر قيام دولة إسرائيل وأعمال العنف الموجهة ضد الفلسطينيين، فضلاً عن الشكيك بالذات الإلهية.
وحظر كتاب رسمي صادر عن وزارة التربية والتعليم حصلت "الاتحاد" على نسخة منه كتاب (Night) استناداً إلى المادة رقم 33 من اللائحة التنفيذية للقانون الاتحادي رقم 28 لسنة 1999 المتعلق بمؤسسات التعليم الخاص التي نصت على أنه يحظر على المدارس الخاصة تدريس أية مواد أو نشرات تعارض مبادئ الدين الإسلامي وتقاليد مجتمع الإمارات أو تدعو إلى العنصرية وبث التفرقة أو التبشير مهما كان مصدر هذه المواد.
وقالت الدكتورة مريم أحمد ناصر العلي مدير مكتب الإشراف والرقابة على المدارس الخاصة في وزارة التربية والتعليم- حسبما ذكرت جريدة الاتحاد الإماراتية- إن الكتاب الذي ألفه إيلعازر ويزل حظر بناء على تقرير رفعه المكتب تناول فيه خطورة هذا الكتاب على النشء باعتباره يناقش المحرقة اليهودية والمذابح والجرائم التي ارتكبت بحق اليهود، فضلاً عن أنه يشكك بالذات الإلهية ويبرر احتلال فلسطين.
وأضافت أن التعاطف مع الآخرين ليس جريمة، ولكن هذا الكتاب يسوق إلى ما هو أعظم وأكبر من التعاطف، إذ إن مثل هذه الدروس قد ترسخ في قلوب ووجدان الأطفال قبول فكرة الاحتلال. كما أن الكتاب يدعو إلى قيام مملكة إسرائيل العظمى، ويحتوي على رسوم كرتونية عن المحرقة.
وكان أحد أولياء الأمور أثار قضية كتاب (Night) من خلال إرسال نسخة من الكتاب المذكور، والذي يدرس لطلبة الصف الحادي عشر في مدرسة أكاديمية دبي العالمية لصالح مكتب الإشراف والرقابة على المدارس الخاصة.
وأكدت العلي أن الوزارة لا تتهاون مع أي شأن يمس الثوابت المنصوص عليها في لوائح الوزارة، فضلاً عن وجود خطوط حمراء من الصعب تجاوزها بالمطلق، لذا فقد وضعت الوزارة حزمة معايير تم تعميمها مؤخراً على المدارس ذات المناهج الأجنبية تشدد على خلو المناهج من النصوص والأسماء والرسوم والصور والبيانات التي لا تتفق مع قوانين الدولة وثقافة المجتمع الإماراتي والقيم الوطنية والدينية والاجتماعية.
وكذلك خلو المناهج من النصوص والأسماء والرسوم والشعارات والصور والبيانات المناهضة للدولة أو التي تمس الذات الإلهية والرسل والديانات، فضلاً عن طرح أية ممارسات أو أفكار هدامة لا تتماشى مع روح وطبيعة المجتمع كالمخدرات والشذوذ وغيرها، وأشارت إلى أنه من الصعب ملاحقة 474 مدرسة خاصة، لذا فإننا نعتمد على الرقابة الذاتية من المدارس واحترامها لقوانين الدولة، إضافة إلى أولياء الأمور والمراسلات والهواتف التي تأتينا من الجهات المعنية بمثل هذه الأمور، لافتة إلى عدم وجود فريق عمل يقوم بالتفتيش والتمحيص على كتب ومناهج المدارس الأجنبية.
وأكدت أن الكتاب دخل الدولة عبر المطار عقب تغيير غلافه الأصلي وهو عبارة عن النجمة السداسية، غير أنه تم اكتشاف الأمر لاحقاً، خصوصا أن المؤلف يهودي وأحد الناجين من المحرقة ونشط سياسياً، وكان مرشحاً لرئاسة وزراء إسرائيل وحائز على جائزة نوبل للسلام.
حظر كتاب آخر
وفي سياق متصل، ذكرت العلي أن الفترة نفسها شهدت سحب كتاب آخر بعنوان (The holt reader)، كان يدرس في إحدى المدارس التي تتبع المنهاج الأمريكي لطلبة الصف الثامن، ويناقش هذا الكتاب أيضاً محرقة الهولوكوست، وهو سلسلة موجهة إلى دول وشعوب غير عربية يجسد ثقافة الغرب باعتبار المحرقة جزءاً من التاريخ النازي.
وأكدت العلي أن هذا الكتاب يحمل في طياته كثيراً من الخطورة على الجيل، خصوصاً أنه يؤثر على الإنسان عن طريق الوجدان دون المرور بالعقل والمنطق.
ولفتت الدكتورة مريم إلى أن قرار المكتب كان توصية بسحب الكتاب، استناداً إلى المادة 22 التي تنص على أنه يحق للوزارة إغلاق المدرسة نهائياً في حالة عدم الالتزام بالأنشطة والمناهج التي تحترم الشريعة والمرتكزات والنظام العام والهوية والوطنية، مستدركة بأن المكتب يتبع نظام التدرج في العقوبات التي تبدأ بالتنبيه، ثم الإنذار ثم المخالفة المالية التي تتراوح بين 1000 و 10 آلاف درهم.
http://v1f.com/Article-331.html