قال رئيس الاتحاد العام لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي ، إلى إن لديه دلائل على ما يصفه بغزو الشيعة، قائلا إنهم لم يلتزموا بما اتفق عليه في اللقاءات بين (قيادات المذهبين) بألا يحاول أحد نشر مذهبه في بلاد خالصة للمذهب الآخر.
غير أن القرضاوي أكد أنه لا يرى تضاربا في موقفه هذا ودعوته للتقارب معهم، "فنحن ندعو للتقارب مع أديان أخرى كتابية وغير كتابية، فكيف لا ندعو لذلك مع مسلمين نرى أن لديهم بعض البدع".
وحول التناقض بين دعوته لتأييد حزب الله، ووصفه لأمينة العام حسن نصر الله بالتعصب للشيعة، قال القرضاوي في لقاء مع قناة " بي بي سي " إنه قال ذلك ردا على "عدم قيام نصر الله بالرد على من هاجموا القرضاوي من الشيعة" حين اتهمهم بعدم تنفيذ ما يتفق عليه في منتديات التقريب (بين المذهبين)، غير أنه استدرك بأن نصر الله ليس من المتعصبين الأشداء.
من جهة أخرى قال القرضاوي، إن معارضته لبناء الجدار الفولاذي تستند إلى الشريعة على حد قوله.
وأضاف القرضاوي أن مسألة بناء الجدار الفولاذي بين مصر وقطاع غزة لا تتعلق بأمن مصر القومي فقط، وإن على مصر مسئولية عربية وإسلامية في الدفاع عن قطاع غزة الذي حكمته لفترة، مؤكدا أنه لا يريد لمصر أن تتخلى عن دورها العربي والقومي والإسلامي.
وحول الجدل الذي ثار بعد اتهامه بالدعوة إلى رجم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال القرضاوي إنه كان يرد على سؤال عن رأيه في "دعوة عباس للإسرائيليين إلى غزو غزة"، وإن ذلك كان منذ عدة أشهر، وعباس هو الذي أحيا الموضوع مؤخرا.
وأوضح أن إجابته كانت مشروطة بثبوت ذلك، وهى أنه لا يكتفي بالحكم على عباس في هذه الحالة بالإعدام، بل يجب أن يرجم لأنه رئيس لكل فلسطين، و"الرئيس الذي يدعو إلى غزو شعبه لا يستحق أن يحيا بل يجب أن يرجمه الشعب".
وفي نفس الإطار أجاب القرضاوي على سؤال حول توزيع ملصقات في الضفة الغربية تظهره يصافح حاخامات بالقول إنه لا ينكر قيامه بذلك، لأن "اليهودية دين كتابي نعترف به كالنصرانية".
وأضاف أنه يرحب باليهود الذين يقفون ضد الصهاينة، غير أنه ضد التعاطى مع حاخامات يهود إذا كانوا إسرائيليين، لأنه يرفض كل يهودي رضى بإسرائيل، ومن هذا المنطلق رفض حضور منتدى حوار يهودي إسلامي مسيحي لأنه لا يرضى أن يجلس على منصة واحدة مع يهودي يعترف بإسرائيل.
وحول العمليات التي قامت بها بعض الفصائل الفلسطينية قال القرضاوي، إنه يراها فعل ضرورة، وإنها لجأت لذلك لتعذر حصولها على أسلحة فعالة، وأشار إلى أن القائمين على هذه العمليات كانوا يحاولون استهداف تجمعات الجنود الإسرائيليين وليس المدنيين، أما بالنسبة للعمليات الانتحارية في الأسواق فكان رده "إنهم غير معصومين، وقد يقعون في الخطأ".
وفي مسائل الحريات قال القرضاوي إنه لا يرى تناقضا بين إيمانه بحرية المعتقد والأديان وبين رفضه لبناء كنائس في الحجاز، "لأن للحجاز خاصية إسلامية خاصة، ولا يجوز أن تنقض هذه الخصوصية تماما كما لا تبنى مساجد في الفاتيكان".
كذلك أكد أنه لا تناقض في رأيه بين إيمانه بأن "الحرية مقدمة على تطبيق الشريعة" وبين رفضه للتبشير بدين آخر بين المسلمين، "وهو ما يجب أن يكون عليه موقف كل مسلم"، إلا أنه لا يعارض تحول المسلم إلى دين آخر، ولكن بعد استتابته".