معلم يعرض كليته للبيع من أجل علاج ابنته
الر باط:حنان بكور
"أنا الموقع أسفله "المحتار ش" 38 سنة ، معلم السلم 9 منذ 17 سنة،أكتري منزلا بسيطا . وقع لي إفراط في الديون بسبب مرض ابنتي التي تعاني من مرض مزمن...قررت عرض كليتي للبيع..لذا أهيب بكل من هو في حاجة إلى كلية بضرورة الاتصال بي قصد إجراء العملية في أي مكان في العالم .
كان هذا مقتضب من رسالة مؤثرة توصلت بها "أخبار اليوم" من معلم قضى 17 سنة من حياته يربي أجيالا في أقاصي منسية مقابل أجر تسلق العديد من السلالم للوصول إليه ، لكن ضنك العيش ومرض الإبنة الصغيرة للمختار ، البالغة من العمر6 سنوات ، طوقا عنقه، ودفعاه إلى بنوك كثيرة للاقتراض من أجل تسديد نفقات العلاج الكبيرة ، وفجأة صار الأجر الشهري دخلا للأبناك ، ووجد المختار نفسه غير قادرعلى تسديد كل النفقات المرتبطة بالعلاج والديون...فركن إلى الخيار التالي: بيع كليته ، لم يكن سهلا على المختار ، استاذ اللغة العربية ، الذي يعمل بنواحي الخميسات ، أن يقدم إعلانا عن بيع كليته ، لكنه يقول في اتصال مع "أخبار اليوم" أصبح مهددا بالسجن بعدما أصبح عاجزا عن تسديد كل ديونه وتوفير متطلبات علاج ابنته الصغيرة . ويضيف أفضل أن أبيع كليتي على أن أترك أبنائي عرضة للتشرد فلدي ابن في العاشرة من العمر ، وابنة عمرها 6 سنوات تعاني من مرض مزمن منذ ولادتها ، الأمر بالنسبة لهذا المعلم البسيط ليس اختيارا ، ولكنه ضرور لإنقاذ أسرتع وحياة ابنته ، على حد تعبيره.
عندما اتصلت "أخبار اليوم" بالمعلم المختار ش كان خارجا لتوه من حصة تدريس يقضيها بين براعم القرى المنسية على مقربة من العاصمة الرباط الرحلة اليومية للمختار تتطلب منه 20 درهما للوصول إلى نقطة العمل و20 درهما أخرى للعودة إلى بيته وأطفاله بالخميسات. يقول "أحب عملي وأسعى منذ 17 سنة إلى تعليم الأطفال أدبيات اللغة العربية ، لكن ظروفي لم تتحسن ومتطلبات أسرتي الصغيرة ترهق كاهلي وتدفعني إلى الإحساس بالعجز" ، وأردف بمرارة "أرى عيني ابنتي تبرقان وتفيضان برغبة في الحياة ..في مواجهة الموت ، وفي المقابل أصيبت زوجتي بمرض عصبي جراء هذه الظروف المزرية ، وبينهما ابني وكله أمل في الحياة والتحصيل ...ورأيت أن بيع كليتي هو الخيار الأفضل".
من أجل تحقيق حلم صغيرته ، قرر المختار وأد شبح الموت التي يطاردها ، وأن يحول حياتها التي صارت سوداء كليل المرعوبين إلي يوميات جميلة تعزف فيها أنشودات الربيع. كانت الخطوة الأولى هي الاقتراض ، وبالفعل اقترض المختار 40ألف درهم لماشرة العلاج ، لكن تغلغل المرض كان قاسيا وصار التخلص منه مكلفا للغاية ، بدل سلف واحد صار للمختار سلفان فثلاثة ثم أربعة ...وانطلقت الدوامة ، يقول :"لم يعد دخلي يسمح بتسديد نفقات ديون الأبناك والأقارب والمعارف..أصبحت محاصرا كالذي ينقب في أرض خلاء لا تقذف نعما بقدر ما تنفث غبارا مريعا..ولم يخطر ببالي إلا بيع كليتي".
لا يعلم المختار شيئا عن شروط بيع الأعضاء ، كما لا يعلم أن هناك قانونا في المغرب يمنع ذلك . يقل إن كان الأمر كذلك فما العمل ؟ ما مصير حلم ابنتي في الحياة؟
أخبار اليوم المغربية
العدد 58 الجمعة 12/02/2010
الصفحة 1+2