في ثاني حضور قاري له، يخوض الدفاع الحسني الجديدي وصيف بطل الموسم الماضي نهاية الأسبوع الجاري غمار منافسات النسخة 14 من دوري أبطال إفريقيا لأول مرة في تاريخة، حيث سيدشن فارس دكالة رحلته الإفريقية بمواجهة خصم مغمور ومبني للمجهول داخل الخريطة الكروية للقارة السمراء إسمه نادي أوس بالانتاس مانسوا بطل غينيا بيساو، وذلك في إطار إقصائيات الدور التمهيدي ذهاب.. ورغم قلة تجربة الفريق الجديدي على الصعيد القاري، فإنه تحدوه رغبة جامحة وأكيدة لبلوغ أقصى المراحل في عصبة الأبطال التي تمثل حلم كل الأجيال، وستكون مباراة الدفاع الأولى خارج قواعده بغينيا بيساو واختبارا حقيقيا لأبناء المدرب جمال السلامي لقياس مدى جاهزيتهم وقدرتهم على الذهاب بعيدا في هاته المسابقة الخارجية، ونقش إسمهم بقوة في أدغال إفريقيا.
مشاركة قارية ثانية
ليست هذه المرة الأولى التي سيحلق فيها الدفاع الجديدي في أجواء إفريقيا، فقد كانت أول مشاركة قارية للنادي خلال منتصف الثمانينيات في كأس الفرق الفائزة بالكأس التي تم دمجها في كأس «الكاف» كوصيف للجيش الملكي الحائز لموسمين متتاليين على الإزدواجية، حيث تخطى فارس دكالة الذي كان يدربه الروماني ديمتروف في سدس عشر النهاية أس كالوم الغيني بنجاح، ثم كسب بعد ذلك بطاقة التأهل إلى الدور الموالي بدون عناء إثر فوزه باعتذار على الأهلي الليبي، لكن رحلته توقفت في مرحلة ربع النهاية على يد حمام الأنف التونسي بالضربات الترجيحية (3ـ4) بعد انتهاء مباراتي الذهاب والإياب بنتيجة البياض، وبالتالي خرج الدفاع من المنافسات مرفوع الرأس، وانتظر أبناء الجديدة قرابة ربع قرن من الزمن للعودة إلى الأدغال الإفريقية، بعد إحرازهم على مركز الوصافة في البطولة المنصرمة خلف البطل الرجاء البيضاوي، وهي المرتبة التي منحتهم بطاقة المشاركة رفقة الفريق الأخضر في مسابقة عصبة الأبطال التي تضم أجود الأندية في القارة السمراء.
رحلة نحو المجهول
خصم الدفاع الجديدي في دور الـ 32 نادي أوس بالانتاس مانسوا الذي رأى النور سنة 1974 هو الآخر ليست لديه تجارب طويلة في المنافسات القارية، إذ يملك مشاركة وحيدة يتيمة في إقصائيات عصبة الأبطال الإفريقية كان ذلك قبل ثلاثة مواسم، وعلى صعيد المسابقات المحلية، فاز بلقب البطولة ثلاث مرات سنوات 1975ـ2006 و2009، إضافة إلى لقب الكأس في موسم 2000، وينتمي فريق بالانتاس إلى منطقة أويو التي تضم مدن: مانسوا التي يمثلها النادي السالف الذكر، بافاتا، غابو، بيسورا، كيميري وبيساو العاصمة الإدارية لغينيا بيساو إحدى المستعمرات القديمة للبرتغال التي تصنف حاليا من أفقر البلدان داخل القارة السمراء، ورغم افتقاده للخبرة اللازمة، سيرفع أوس بالانتاس شعار التحدي في مغامرته الإفريقية من أجل خلق المفاجأة، تماما كما فعلت أندية نكرة ومغمورة في مناسبات سابقة أمام نظيرتها المغربية، آخرها سبورتينغ برايا من الرأس الأخضر الذي أقصى الموسم الماضي الجيش الملكي.
تجربة المنتدبين
لأن إقصائيات دوري أبطال إفريقيا تختلف كثيرا عن منافسات البطولة الوطنية، فقد عمد المسؤولون الدكاليون إلى انتداب لاعبين متمرسين راكموا تجارب مهمة في المسابقات الخارجية، وهم الثنائي الخريبكي بزغودي ولارگو، مدافع الرشاد البرنوصي شاركو، ثم المهاجم الدولي المالي الشيخ عمر دابو الذي شارك في منافسات العصبة لما كان لاعبا في صفوف شبيبة القبائل الجزائري، والذي استقدمه الفريق في الميركاتو الشتوي الأخير من لوهافر الفرنسي، إضافة إلى رضا الرياحي وعبد الواحد عبد الصمد وعلي جعفري الذين خاضوا على التوالي تجارب سابقة في إفريقيا إلى جانب الرجاء البيضاوي والجيش الملكي، ومن ثمة يمكن القول أن فارس دكالة يتوفر حاليا على تشكيلة لها ما يكفي من الخبرة والتجربة، لمجابهة الأندية الإفريقية وضمان مشاركة مشرفة في هاته التظاهرة القارية.
تفاؤل مشوب بالحذر
ولو أن تركيز الدفاع الجديدي منصب أساسا هذا الموسم على البطولة الوطنية التي يخطط للظفر بدرعها الفضي الذي يشكل أولوية مسؤوليه، فإن عصبة الأبطال الإفريقية، تدخل أيضا ضمن اهتمامات فارس دكالة الذي رحل إلى غينيا بيساو متحديا ظروف التنقل الصعبة وسوء الإقامة.. من أجل العودة بنتيجة إيجابية من ميدان فريق أوس بالانتاس مانسوا تمكنه من خوض لقاء الإياب بارتياح كبير، وتعبد له الطريق نحو الدور الموالي، وقد تجاوز لاعبو الدفاع بسرعة أثار سقوطهم الأول في البطولة الدورة الماضية أمام الجارة أولمبيك آسفي والتي أفقدتهم الزعامة، وأصبح همهم الوحيد تقديم وجه مشرف في أول ظهور لهم في دوري أبطال إفريقيا، لكن تفاؤلهم مشوب بالحذر.. ومن المنتظر أن تجرى المباراة بالملعب الرئيسي للعاصمة بيساو الذي يتوفر على أرضية نسبيا أحسن من تلك التي يتوفر عليها ملعب مانسوا، مما قد يساعد الجديديين على تقديم أداء جيد، ولأنه خبر تضاريس إفريقيا الوعرة ولا يستهين بالخصوم، فقد اختار مدرب الدفاع جمال السلامي في هاته الرحلة نحو المجهول كوماندو متمرسا قادرا على إنجاز المهمة بنجاح، وما ذلك على الدكاليين بعزيز.