هسبريس - هشام تسمارت
الثلاثاء 29 أكتوبر 2013 - 16:00
بنبرة حانقة يقطعُها الوجوم، راحَ علي التزرانِي، يحكِي لهسبريس، كيفَ انتهَى سجالٌ بين أستاذ اللغة الفرنسية، بإعداديَّة فِي الحسيمة، وابنته خولة، البالغة من العمر اثنَيْ عشر ربيعًا، بكسرٍ فِي القدم، ورضوض على مستوى العنق، ورفضِ الأستاذ حتَّى الآن، عودة التلميذة إلى مقاعد الدراسة، بعدما عصتْ أمرهُ بالخروج من الفصل للحظات، يقول الأب.
علي الذِي توجهَ صباحَ أمس إلى المحامِي، لرفعِ دعوى على الأستاذ الذِي يقول إنهُ تسبب فِي إصاباتٍ بليغة لابنته، قدرتها شهادة طبية نسبة العجز المترتب عنها بـ21 يومًا، أكَّدَ أنهُ مصممٌ على اللجوء إلى القضَاء، كيْ يعيدَ الاعتبار لهُ ولابنته، التِي تمرُّ بحالةً نفسيَّة سيئة، على إثر اضطرارها إلى ملازمة البيت، وبسببِ عدمِ قدرتها على التحرك ما لمْ تستعنْ بعكاز طبِّي، "لا يمكننِي أنْ أسكت على ما لحقَ ابنتِي من تعنيفٍ، في مكان يفترضُ أنْ تكون فيه موضعَ حماية، نحنُ لا نبعثُ أبناءنَا وبناتنَا، إلى معتقل، وإنمَا إلى المدرسة كيْ تعلمهم الاحترام وحقوق الإنسان" يقول علِي.
ووفقًا لرواية علِي، فإنَّ الخلاف بين الأستاذ، وابنته، التي تتابع دراستاه في السنة الثانية إعدادي، نشأ حين اكتشفَ المدرس أنَّها لمْ تنجزْ إحدَى الواجبات التي طلبها من تلامذته، فطالبها بمغادرة القسم، الأمرُ الذِي لمْ يستجبْ له على الفور، وبينما كانتْ خولة تجمعُ أدواتها، بأناة، فوجئتْ بالأستاذ يسحبها من شعرها للتعجيل بإخراجها من القسم.
ولأنَّ قدمها كانتْ ملتويَة مع رجل المقعد، فإنها تعرضتْ لكسر، كما أصيبتْ برضوض فِي عنقها، نتيجة السحب من الشعر، "لكمْ أنْ تتخيلُوا رجُلًا كبِيرًا يمسكُ بتلميذة لم تتجاوزْ الثانية عشرة، إنهَا جريمةٌ بما تعنيه الكلمة من معنًى" يحكِي علِي.
والدُ خولة، أردف أنَّ ابنته خرجتْ حينها وهِيَ تعرجُ إلى الساحة، وجلستْ بها وهيَ تبكِي، دونَ أنْ تقوَى على الذهابِ إلى البيت، فما كانَ إلاَّ أنْ بادرتْ صديقاتها حينَ خرجنَ من القسم، أنْ اتصلنَ بوالدتها، وطلبنَ منهَا أنْ تحضرَ إلى الإعداديَّة الجديدة، كيْ تصحبَ ابنتها المصابة، إلى المستشفى.
منذُ إصابة ابنته، فِي الثانِي والعشرِين من أكتوبر الجارِي، انقلبتْ حياة علي رأسًا على عقبٍ، وفقَ ما صرحَ به لهسبريس، إذْ أضحَى يقضِي يومهُ بين نقل شكواه إلى الجمعيات، ونيابة التعليم في المدينة، التِي أمدَّها بشهادة ابنته الطبيَّة، سيما، أنَّ الأستاذ الذِي عنفَّ ابنته يرفضُ عودتها إلى الفصل ما لَمْ يمضِ تعهدًا، يقول علِي، مضيفًا، أنَّهُ سيمضِي حتَّى النهايَة، لأنَّ المسألة متعلقة بكرامتِي، وكرامة ابنتِي، أريدُ أعرفَ فقط، ما إذَا كانَ القانون يسمحُ بمرور حادثة تعنيف كهاته، دون محاسبة، أنَا لنْ أسكت"، يختمُ والد خولة، حديثة، بيقين بادٍ.