محمد المراح Admin
الجنس : عدد الرسائل : 12775 العمر : 45 العمل/الترفيه : أستاد التعليم الإبتدائي المدينة : أكادير-العمل:اقليم اشتوكة أيت باها- البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 19/07/2008 نقاط : 20059
| موضوع: مسؤولية المدرسة الثلاثاء أكتوبر 21, 2008 3:49 am | |
| مسألة تنمية وتشكيل القدرة العقلية لدى الطفل القارئ المثقف ليست مسؤولية الأسرة وحدها فحسب، ولكنها مسؤولية المدرسة أيضاً، والمدرسة الابتدائية هي الأساس في ذلك.
ومن الأمور البديهية أن من أهم الإغراض التعليمية هي توجيه الأطفال نحو الكتب، لا لمجرد معرفتهم كيفية قراءتها وإنما ليكتسبوا عادة القراءة!
فـ "النظرة القديمة للمنهج المدرسي في كونه لا يتجاوز عملية تلقين معلومات محدَّدة موجودة في كتب مدرسيّة مقرَّرة، واستظهارها دون غيرها من الكتب والمراجع، جعلت الوظيفة الأساسية للمدرسة تنحصر في إطار ضيق، أدّى بدوره إلى نقصٍ كبير في عدد المكتبات المدرسيّة ونوعيتها وإهمال خطير لأهميتها التربوية، وإلى تحويل العدد القليل الموجود من هذه المكتبات في بعض المدارس إلى مخازن للكتب لا يفيد منها إلاّ عدد قليل من المعلمين، وبعض التلاميذ ممن ساعدهم الحظ على تلقي توجيهات قرائية داخل الأسرة، هذا في حالة عدم تحويلها إلى رفوف وخزائن استقرت في غرفة مدير المدرسة للتباهي بجمالها "7.
قبال تلك النظرة الساذجة للمنهج المدرسي توجد هناك نظرة حضارية ترى في المكتبة المدرسية كمحور أساس للعملية التعليمية. وقد أدركت الدول المتقدمة أهمية المكتبات في المراحل الدراسية المختلفة؛ لذلك سعت إلى إنشائها واعتنت بها ووفرت لكل طالب الكتاب الذي يناسبه؛ حتى أصبح الكتاب غذاءٌ لا يُستغنى عنه.
لذلك تبقى حاجتنا في الدول العربية والإسلامية للمكتبات المدرسية حاجة ملحة، وبدون هذا الخيار سينشأ لدينا جيل من الشباب، إن لم يكن قد نشأ، يعيش القطيعة مع الكتاب، بل لا يكاد يعرفه إلاّ قبل دخول قاعة الامتحان!!
إذاً "علينا أن نبدأ البناء من أسفل وليس من أعلى فنركز على الطفل الذي هو شاب المستقبل، فنضع برامج تعليمية ومقررات دراسية نبرز فيها بصورة واضحة أن المكتبة والكتاب وغيرهما من المواد الثقافية هي العماد الذي يجب أن يعتمد عليه الطالب، فنربي في الطفل عادة القراءة والقراءة الحرة "8.
فليس من الصواب أن نطلب من التلميذ أو الطالب أن يقرأ ويتثقف ذاتياً، اعتماداً على قراءات ومهارات خاصة يزاولها بنفسه دون أن نوضح له الطريق، فالتعلم الذاتي جيد وحسن وربما يكون هو الأسلوب الأمثل خلال عملية التعليم لكن، بعد أن نبين للطالب كيف يكون؟ وبأي صورة يتم؟
لذا ينبغي توافر مناهج لتعليم الطالب وإرشاده إلى كيفية الرجوع للمصادر وكيفية استخدامها، وهذا الأمر ربما يكون متاحاً نوعاً ما حالياً من خلال مادة المكتبة والبحث، ولكن في ظل الظروف التعليمية التي نعيشها الآن في مدارسنا، فالأمر ربما يكون صعباً للغاية نظراً للزيادة في عدد المواد المقررة، ونظراً لاعتمادها بصورة كبيرة على عملية التلقين أثناء التدريس، وعلى عملية الحفظ عند المراجعة. وهذا أسلوب خاطئ، كما يتحدث الكثير من التربويين.
فالمدرسة بإمكانها أن تعمل على تغيير اتجاهات الطلبة والانتقال بهم من حالة العزوف عن القراءة إلى حالة الولع بها، وهذا ما نأمل تحققه، وينبغي للمدرسة أن تقوم ببعض ذلك الدور من خلال إيجاد حصة القراءة الحرة التي يختار الطالب أثناءها ما يريد قراءته من مواد بتوجيه من أمين المكتبة، وكذلك باستخدام أسلوب القصة خصوصاً في المرحلة الابتدائية، ولن يكون ذلك إلا بوقفة شجاعة من المسؤولين لبدء إصلاح السياسات التعليمية في وطننا العربي والإسلامي.
وبما أن الحديث يدور حول مسؤولية المدرسة ودورها في تنمية وتعزيز عادة القراءة، فأشير هنا إلى ضرورة زيادة اهتمام المدارس بالمكتبات المدرسية من ناحية المظهر والجوهر، فتعمل على اختيار المكان المناسب لإقامتها والذي تتوفر فيه السعة والراحة والتجهيزات الملائمة والإضاءة والتهوية؛ لا أن يخصص لها الأماكن التي لا يمكن الاستفادة منها في شيء آخر لتتحول بالتالي إلى مستودع للكتب التي يعلوها الغبار، كما هو حاصل في بعض المدارس المستأجرة منها بشكل خاص. وينبغي أن تعمل المدرسة جاهدة على توفير مختلف المراجع والمصادر التي تعين المدرس في القراءة وتحضير الدروس، والطالب نحو عالم القراءة، ولن يكون ذلك إلا بتوفير المواد القرائية المناسبة، فالطفل يقدم على الحلوى التي يسيل لها اللعاب اشتهاءً!
ومن الأمور البسيطة التي يستطيع إنجازها الكثير من المدرسين في المدارس، قيامهم باقتباس بعض العبارات والجمل البسيطة من الكتب التراثية/الحديثة وإلقائها أمام الطلبة ومن ثم التعريف بكتّابها في حدود عشر دقائق، مثلاً، في بعض الحصص، مع ربط المعلومات الخارجية بالمنهج المدرسي.
وتقبلوا مني أجمل تحية
|
|